يشتكي العديد من المسافرين عبر خط السكة الحديدية للضاحية الغربية للعاصمة من التأخر المسجل يوميا في وصول القطار في موعده المحدد، وهو الأمر الذي ينجر عنه تبعات خطيرة كتضاعف عدد الركاب عن العدد المعتاد، ما من شأنه أن يتسبب في الازدحام والاكتظاظ داخله، إذ يصل الأمر في كثير من الأحيان إلى حد عجز هذا الأخير عن الانطلاق، خاصة بالنسبة للقطار الكهربائي الذي يتطلب عددا معينا للركاب ليتمكن من الانطلاق نحو وجهته· عبر المسافرون عبر هذا الخط عن استيائهم وتذمرهم الكبيرين، خاصة بالنسبة للنساء والطلبة الذين يتعرضون للكثير من التحرشات والسرقة، نتيجة لاستغلال بعض الشباب المنحرفين لهذا الاكتظاظ داخل القطار من أجل تحقيق غاياتهم السيئة، إذ يقول أحد المسافرين الذين التقتهم (أخبار اليوم) بمحطة الحراش إنهم يعانون كثيرا في سفرهم على متن هذه القطارات نتيجة للاكتظاظ الكبير الذي يعاني منه المسافرون عبر قطارات الضاحية الغربية التي تربط بين الجزائر العاصمة والعفرون، والسبب راجع حسبه إلى عدم وصول القطارات في وقتها المحدد، حيث أنه يوجد قطار على الساعة الرابعة والنصف وآخر على الخامسة والنصف، غير أن ولا واحد فيهما يأتي في وقته وهو ما يضاعف من عدد المسافرين إلى ثلاثة أضعاف العدد المعروف، وهو الأمر الذي يجعل الحصول على مكان داخل القطار شبه مستحيل، كما يؤدي أيضا إلى تأخير آخر سببه عدم قدرة القطار على الانطلاق نظرا لكثرة المسافرين، ففي كثير من الأحيان استدعى الأمر تدخل لمصالح الدرك الوطني من أجل إنزال عدد من المسافرين ليتمكن القطار من الانطلاق، وهو ما من شأنه أن يثير الشجارات والاشتباكات بين المسافرين ومصالح الدرك الوطني، لرغبة الجميع في الوصول باكرا إلى منزله، كما يضطر العديد منهم إلى العودة للحافلات إذا ما أرادوا الوصول إلى بيوتهم، ليعقب أنه نتيجة للاكتظاظ خاصة هذه الأيام، فقد سجلت العديد من حالات الإغماء وسط المسافرين داخل هذه القطارات المليئة بالناس، إذ تكون قارورات العطر التي تحملها النساء هي المنقذ الوحيد لهؤلاء المسافرين الذين يتعرضون للإغماء نتيجة عدم وصول الأكسجين إليهم، أو نتيجة لمعاناتهم من مرض ما كارتفاع ضغط الدم، ليتساءل عن سبب هذا التأخر الذي ورغم الشكاوى التي رفعوها للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، إلا أنهم مازالوا يعانون من هذا التأخر المسجل يوميا ومن تبعاته الخطيرة· مسافر آخر عبر ذات الخط يقول بأن أكثر الأوقات التي تشهد فيه القطارات هذا الاكتظاظ الرهيب، تكون في أوقات الذروة سواء في الصباح عند ذهاب الناس إلى أعمالهم أو عند المساء لدى عودتهم منها، إذ وبرغم الأعداد الكبيرة للمسافرين الذين يتوافدون يوميا على مختلف المحطات التي يقف عندها القطار الرابط بين العاصمة والعفرون، إلا أن التأخر المسجل يوميا، إضافة إلى النقص في عدد العربات المخصصة للضاحية الغربية لم يعرفا أي تغيير، لتستمر معاناتنا نحن المسافرون من هذا الاكتظاظ الذي أصبح بمرور الأيام كابوسا مخيفا وأمرا لا يطاق، إذ أصبحت لا تجد حتى مكانا للوقوف في ظل التزايد المستمر للركاب يوما بعد يوم، خصوصا وأن أغلب سكان الضاحية الغربية للعاصمة يفضلون السفر عبر القطار لعدة أسباب أهمها كسب المزيد من الوقت وتفادي الازدحام الذي تعرفه طرقاتها وشوارعها في الصباح، ليضيف أنه كان لزاما على الشركة أن تعيد النظر في عدد العربات المخصصة لهم، خاصة بعد عمليات الترحيل الكبيرة التي مست المئات من العائلات التي كانت تقطن بالعاصمة، إلى كل من عين النعجة وبابا علي وبئر توتة، التي وجدت في القطار الكهربائي حلا للذهاب إلى أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم، ليعقب قائلا إنهم كمسافرين دائمين عبر خط السكة الحديدية، فهم لا يطالبون سوى باحترام المواعيد المحددة سابقا لتفادي مشكل الاكتظاظ، أو العمل على زيادة عدد العربات لضمان السفر في ظروف مريحة وآمنة· من جهتهم عبر العديد من الطلبة، خاصة طلبة جامعات (سعد دحلب) بالبليدة و(جامعة الجزائر(1))، عن أسفهم الشديد لهذا التأخر الذي ينجر عنه وصولهم متأخرين عن أوقات الدوام الرسمي، مما يكلفهم الكثير من المتاعب، إضافة إلى تسجيل العديد من السرقات التي يكون ضحيتها الشابات على وجه الخصوص، نظرا لنقص الأمن وغيابه في بعض الأحيان، مطالبين الشركة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة التي تقضي برفع عدد العربات، خصوصا أنهم عبروا عن استيائهم الكبير نتيجة لما أسموه بالتمييز الممارس بينهم وبين مسافري الضاحية الشرقية التي لا تعاني من أية مشاكل حسبهم·