سلّطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة عقوبة المؤبّد على شقيقين ينحدران من ولاية قسنطينة أقدما على قتل صاحب سيّارة خصّصها لنقل المسافرين بطريقة غير مرخّصة (كلونديستان) بغرض سرقة سيّارته من نوع (307) بعدما قاما باستدراجه إلى شقّة بحي إسطنبول ببرج الكيفان، في العاصمة، أين قاما بتكبيله وتعريضه لمختلف أنواع التعذيب قبل أن يزهقا روحه بطعنة خنجر· تفاصيل الجريمة المروّعة تعود إلى سنة 2005، عندما غاب الضحّية (ك· يحيى) عن منزله العائلي، ما جعل ابنه (محمد) يتردّد على معارفه للاستفسار عنه فأخبره أحد الأشخاص بأنه كان كثير التردّد على شقّة تقع بحي إسطنبول ملك للمتّهم (ص· محمد) و(ص· صابر)، حيث كان يعمل على نقلهما إلى الأسواق باعتبارهما تاجرين. وعليه، توجّه ابن الضحّية إلى الشقّة وبعد طرق الباب لمدّة ربع ساعة لم يفتح له أحد، ولمّا أطلّ من الثقب اكتشف وجود شخص ملقى على الأرض فاتّصل مباشرة بمصالح الدرك الوطني للضفّة الخضراء التي تنقّلت إلى عين المكان. وبعد كسر الباب تبيّن أن الجثّة هي لوالد الفتى، حيث كان مكبّلا بأسلاك كهربائية وعلى فمه قطعة قماش ملفوفة بشريط لاصق، إلى جانب وجود أثار للضرب والعنف مع جرح عميق على مستوى القلب، وهو ما أدّى إلى وفاته، كما تبيّن أن الشقّة تمّ استئجارها بهوية مزوّرة. وعليه، باشرت مصالح الأمن تحرّياتها فتمكّنت من الإيقاع بالمتّهمين بمنطقة بجاية، وتبيّن أن أحدهما كان محلّ بحث لتورّطه في قضية سرقة سيّارات من بينها سيّارة الشخص الذي استعملت هويته في كراء الشقّة· المتّهم (ص· محمد) أنكر معرفته بالضحّية، وأنه من قام بكراء الشقّة نهاية سنة 2006 وبداية 2007، أين مكث فيها أزيد من 20 يوما ثمّ غادرها رفقة شقيقه (صابر)، مضيفا أن هذا الأخير كان محلّ بحث من قبل الشرطة لتورّطه في قضية سرقة السيّارات· من جهته (صابر) أنكر قتله للضحّية، مشيرا إلى أنه لم تكن تربطه به أيّ علاقة، مؤكّدا على نقطة أنه استأجر الشقّة وهذا هروبا من مصالح الأمن التي ألقت عليه القبض في بجاية وأودع الحبس هناك وفي تلك الفترة أعلم بتورّطه في القضية· ومن جهته، ممثّل النيابة العامّة جرّم الوقائع ووصفها بالخطيرة، ملتمسا تسليط عقوبة الإعدام على المتّهمين قبل أن تصدر هيئة المحكمة الحكم السالف ذكره·