تمكنت السلطات المحلية لولاية جيجل خلال نهاية الأسبوع الماضي من الوفاء بوعدها لصالح سكان البيوت القصديرية بحي حراثن الذي لا يبعد عن مقر الولاية سوى بثلاث كيلو مترات، حيث تمكنت من ترحيل كدفعة أولى 269 عائلة من البيوت القصديرية التي كان غالبيتهم يسكنها منذ حوالي 20 سنة إلى شقق أكثر إنسانية في عمارات بنيت جديدة بذات الحي، وكانت السلطات المحلية مرفقة بمصالح سنلغاز والحماية المدنية تشرف على عملية الترحيل حيث تعمد إلى تهديم المساكن القصديرية التي رحل أصحابها مباشرة حتى لا يعاد إسكانها من طرف أشخاص آخرين يتربصون بمثل هذه الفرص· من جهة أخرى، فشلت ذات السلطات في مواصلة العملية التي كانت ستمس هذه المرة حوالي 80 عائلة أخرى أو ماتبقى من العائلات المقيمة على مستوى الحي القصديري بحراثن وذلك بعد رفض هذه العائلات من سكان هذا الحي إخلاء أكواخها القصديرية وفتح المجال أمام جرافات البلدية لتهديمها بدعوى عدم جدوى صيغة التعويض التي أقترحت عليها من قبل السلطات والقاضية بمنح شقة مقابل كل كوخ قصديري· وكادت الأمور أن تتطور إلى مالا يحمد عقباه بين العائلات المذكورة ومصالح بلدية جيجل التي شرعت في تهديم الأكواخ التي تم إخلاؤها خلال العملية الثانية بعد استفادة أصحابها من شقق جديدة حيث تجمع العشرات من الرافضين لعملية الترحيل أمام أكواخهم معترضين طريق جرافات البلدية·