لازالت عملية ترحيل سكان الحي القصديري بمنطقة حراثن التابعة لعاصمة ولاية جيجل تراوح مكانها وذلك بعد رفض العديد من سكان هذا الحي للشقق التي أقترحت عليهم من قبل البلدية بحجة أنها لا تتناسب وعدد الأفراد التي تضمها كل عائلة .وكان من المفروض أن تشرع سلطات بلدية جيجل في ترحيل أكثر من (250) عائلة من حي حراثن القصديري نحو بيوت جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة وذلك في إطار سياسة القضاء على البيوت الهشة بمختلف مناطق الولاية (18) والمقدر عددها حسب آخر الإحصائيات بأكثر من (5500) بيت هش منها قرابة ألف بيت على مستوى عاصمة الولاية لوحدها إلا أن هذه العملية اصطدمت برفض معظم السكان للصيغة التي اقترحت عليهم من قبل البلدية والقاضية بمنح شقة من ثلاث غرف لكل عائلة تقيم على مستوى بيت قصديري بمنطقة حراثن وهو الرفض الذي بررته هذه العائلات بكون الشقق المقترحة من قبل البلدية لاتكفي لإيواء جميع أفرادها خاصة وأن معظم البيوت القصديرية التي تأوي هذه العائلات تضم عددا هائلا من الأشخاص بل ومنها من تأوي تحت أسقفها الأب والأم وأبنائهم المتزوجين وهو ما يفرض على البلدية توفير أكثر من شقة للعائلة الواحدة بحسب المعنيين دائما .ولم تتوان العائلات المذكورة في مطالبة الوالي بالتدخل في القضية وإجبار مسؤولي البلدية على إعادة النظر في صيغة التعويض التي اقترحت عليها خاصة يقول هؤلاء وأننا نريد أن نقضي بقية حياتنا في سعادة وطمأنينة بعد سنوات طويلة من المعاناة والقهر التي فرضتها علينا الحياة القاسية ببيوت الصفيح ولا نريد أن نخرج من مشكل قد يبدو كبيرا اليوم لندخل في مشكل أكبر في إشارة إلى مشكل الضيق بالشقق الجديدة التي صممت لإيواء عائلات من خمسة أو ستة أفراد في أسوأ الأحوال ومن غير المعقول أن تضم خمسة عشر شخصا أو أكثر وهو العدد الذي تتشكل منه معظم العائلات التي تقطن البيوت القصديرية بحي حراثن .وفي اتصال «بآخر ساعة» أبدى مسؤول ببلدية جيجل (رفض الكشف عن هويته) رفضه للرواية المقدمة من قبل بعض العائلات القاطنة بمنطقة حراثن حول استحقاقها لأكثر من شقة بحجة أنها كبيرة العدد مؤكدا بأن هذا المشكل لا يعني سوى عائلات محدودة وأن بعض أفراد هذه الأخيرة يريدون استغلال فرصة الترحيل لتغليط السلطات والفوز بعدد أكبر من الشقق وذلك على حساب عائلات أخرى هي في أمس الحاجة إلى هذه البيوت . م.مسعود