يعاني أعضاء فوج الاجتهاد التابع للكشافة الجزائرية والمتواجد مقره بالجزائر الوسطى من أوضاع مزرية نتيجة الحالة الكارثية التي يشهدها مقر الفوج الكشفي، فلم يشهد هذا المقر أية عمليات ترميم أو تجديد منذ سنوات عديدة رغم حاجته الماسة لذلك، ويتكون المقر من غرفة تستعمل للدروس وغرفة صغيرة جدا ملاصقة خاصة بالأعضاء وحاجياتهم بالإضافة إلى مطبخ في أسفل المقر وماعدا هذا فإن المقر لا يحتوي على أية مرافق أخرى خاصة بنشاطات الفوج الكشفي التي تنظم على مدار السنة· فهذا المقر لا يرقى إلى مستوى النشاطات التي يقدمها أعضاء الفوج لمختلف الشرائح في المنطقة خاصة من ناحية الاستقبال وتوفر المقر على أماكن لائقة بالأطفال الذين يتلقون بعض الدروس الخاصة بمناهج الكشافة بالإضافة إلى تعلم القرآن الكريم، فأصاغر وأشبال الكشافة يتلقون تعليمهم في هذا المقر في أسوأ الظروف وبالتالي اكتسبوا نظرة خاصة وسلبية بالدرجة الأولى عن أوضاع الكشافة في الجزائر· وسعيا إلى تحسين المقر وتوفير بعض المصادر المادية للقيام بذلك، استخدم مقر هذا الفوج وعلى غرار مقرات بقية الأفواج الكشفية بالعاصمة لأغراض أخرى، ككرائه لبعض العائلات الفقيرة التي لا تقدر على تكاليف قاعات الحفلات وبعض الأماكن الأخرى المخصصة لمثل هذا الغرض، ففتح لها هذا الفوج الكشفي أبواب مقره بأقل الأسعار، وأكثر استعمالات هذا المقر من طرف هذه العائلات هو تخصيصه لإقامة الولائم الخاصة بالأعراس ومختلف المناسبات، فلا يخلو مقر هذا الفوج الكشفي من هذه الاستعمالات خاصة في موسم الصيف، حتى ليخيل للمار من أمام مقر الفوج الكشفي أنه أمام قاعة حفلات، ورغم تحويل مقر هذا الفوج الكشفي عن مهامه الحقيقية وتعطيل بعض النشاطات اليومية للأعضاء والمنخرطين فيه إلا أن السكان من جهتهم راضون ومرتاحون لهذه الخدمة الجديدة التي يقدمها هذا الفوج الكشفي وباقي الأفواج الكشفية في المنطقة، فالفوج سهل عليهم الكثير وأنقص عليهم الكثير من التكاليف بالإضافة إلى نشاطاته التطوعية المتعددة التي يمارسها في المنطقة كالمحافظة على نظافة المحيط مثلا · وللإشارة فإن أغلب الأفواج الكشفية المتواجدة بالعاصمة تعيش نفس الحالة الكارثية من حيث أوضاع المقرات، وهذا لا يخفى على أحد حتى على القيادة العامة للكشافة الإسلامية في الجزائر، التي تكرر في كل مناسبة الأوضاع المزرية التي يعمل بها أعضاء الكشافة في مختلف أفواج الكشفية خاصة بالعاصمة حتى أن البعض منها لا يصلح لتربية الحيوانات، إلا أنه من جهة أخرى الإمكانيات الحالية لا تسمح بتوفير مقرات لائقة، إلا أن المحافظة الولائية لكشافة العاصمة تسعى من جهتها إلى إجراء عمليات ترميم وتجديد دورية لبعض مقرات الأفواج الكشفية التي يشتكي المسؤولون عليها من حالتها، أما من حيث توفير مقرات جديدة فالكشافة تسعى بكل الإمكانيات المتاحة لديها إلى التعاون مع السلطات المحلية بالإضافة إلى المجتمع المدني من أجل إيجاد حل سريع لمشكل مقرات الأفواج الكشفية في العاصمة التي لم تعد تليق فعلا بحجم النشاطات والمنخرطين فيها، وبذلك تضع حدا لكل استعمال آخر لهذه المقرات غير النشاطات التطوعية الكشفية·