سطّرت الكشّافة الإسلامية لمحافظة الجزائر ككلّ عام برنامجا خاصّا لعطلة الصيف موجّها بصفة كبيرة للطفل، وذلك عبر إقامة عدّة مخيّمات كشفية وعدّة احتفالات غنية بالنشاطات الثقافية والترفيهية، كما سيكون شهر رمضان حافلا بالمسابقات وأيضا بتقديم عدّة إعانات للأسر الفقيرة بمشاركة كلّ أفواجها البالغ عددها 75 فوجا على مستوى ولاية الجزائر· تهدف نشاطات الكشّافة الجزائرية إلى أن تكون عطلة الصيف ممتعة ونافعة للطفل، لذا فقد برمجت مخيّمات صيفية لفائدة أطفال العاصمة، حيث سيستفيد أكثر من 4000 طفل منخرط منهم بعض الأطفال من الأسر الفقيرة وهذا بغض النّظر عن عدم انخراطهم في الأفواج الكشفية· وبالرغم من الصعوبات التي قابلت الكشّافة في إيجاد أماكن للمخيّمات هذا العام، كما أكّد ذلك السيّد بوذينة المحافظ الولائي للكشّافة بالجزائر العاصمة في تصريح ل (أخبار اليوم)، إلاّ أنهم يعملون بكلّ جهدهم لإنجاح هذا النشاط المعمول به منذ سنوات طويلة، فالمشكل حسب نفس المتحدّث يسير ويكمن في البطء في منح الرخص من قبل المسؤولين على المناطق الساحلية، ومع ذلك فستكون المخيّمات هذا العام موزّعة رسميا على مستغانم، جيجل، عنابة وعين تموشنت، وفي الغالب ستكون أماكن الإقامة في المدارس لتوفّرها على الخدمات العامّة، على أن الأفواج الكشفية هي التي تختار مناطق التخييم، كما ستوجّه 6 أفواج للتخييم خارج الوطن، إذ سيسافر فوجان إلى فرنسا و4 أفواج إلى تونس· وبالإضافة إلى المخيّمات للنشطات الثقافية مكان كبير في البرنامج الصيفي للكشّافة وعلى الرغم من أن الأفواج الكشفية تنشط في هذا المجال على طول الأيّام، إلاّ أن الفترة الصيفية تكون ببرنامج خاص جدّا، إذ ستكون لهذه السنة عدّة فعاليات لاحتفالات للطفولة، والتي ستضمّ عدّة مسابقات ومهرجانات للّعب ومنح العديد من الهدايا والجوائز للمتميّزين، بالإضافة إلى نشاطات خاصّة بمجال البيئة، والتي بدأت فعلا كتنظيم خرجات لأطفال الكشّافة للقيام بحملات تطوّعية لتنظيف الشواطئ والمقابر والغابات بالتعاون طبعا مع مديرية الغابات وهذا في إطار الأيّام التطوّعية لحماية البيئة· كما تعتني الكشّافة بفئة المساجين خاصّة منهم الأحداث، إذ ستشارك في تأطير مخيّمات لأحداث مركز إعادة التربية بالحرّاش في ولاية تيبازة ل 30-60 سجينا، حتى أنها تقوم بمتابعتهم حتى يخرجوا من مركز إعادة التربية وتقوم باستقبالهم في مقرّات أفواجها لتساعد على إعادة إدماجهم في المجتمع· ومن جهة أخرى، سطّرت الكشّافة لولاية الجزائر لشهر رمضان الموافق لشهر أوت لهذا العام برنامجا ملائما للمناسبة، إذ ستقدّم بعض الدّعم المادي لأكبر عدد من العائلات المحتاجة المتواجدة في مناطق تواجد أفواجها، وهذه المساعدة ستمثّل في قفّة رمضان التي ستوزّع على أكثر من 2500 قفّة وهذا تحت شعار (الإبتسامة للجميع) وبإشراف لجنة التضامن الوطني، وستوزّع الأفواج الكشفية حوالي 2500 وجبة ساخنة، بالإضافة إلى إقامة 25 مطعما عبر مقرّات أفواحها أو في مقرّات أخرى قامت الكشّافة بكرائها، كما ستنظّم مسابقة في حفظ القرآن الكريم وذلك من 5-27 من رمضان وذلك تحت شعار (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه)، بمشاركة 250 كشّاف بمعدّل 4 أطفال لكلّ فوج، وقد اختير المسجد الكبير لاحتضان ذلك بالتعاون مع مديرية الشؤون الدينية·، وفي العشر الأواخر من رمضان وتحت شعار (النظافة من الإيمان) ستقوم أفواج العاصمة بحملات تنظيف للمساجد وتزيينها، وستشمل كلّ المساجد المتواجدة بها الأفواج الكشفية، كما ستنظّم عملية ختان للأطفال ما بين 2-6 سنوات بمعدّل طفلين لكلّ فوج وذلك على مستوى القطاع الصحّي (سيدي امحمد) بالتعاون مع مديرية الصحّة· وتتمّة لبرنامج رمضان واستقبالا للعيد ستقدّم 2000 بدلة عيد لأطفال الأسر المحتاجة، كما ستقوم أفواج الكشّافة خلال أيّام العيد بزيارات لدور العجزة لتقديم التهاني والهدايا وذلك سكون على مستوى مركز دالي إبراهيم، باب الزوّار وسيدي امحمد، كما سيقومون بزيارات إلى المرضى بالمستشفيات، إذ ستبرمج زيارات لمستشفى طبّ الأطفال ببطرارية ومصلحة طبّ الأطفال ببلفور ومصطفى باشا· وهذه النشاطات الكثيرة المتواصلة خلال شهر رمضان هي ثمرة للنشاطات الثقافية التي تقدّمها الكشّافة خلال السنة، كما يقول المحافظ الولائي، فمثلا هناك رحلات شبه يومية للأماكن السياحية كالغابات، الحدائق والمتاحف، كما تنظّم عدّة مهرجانات ومسابقات ثقافية فكرية للمنخرطين مع مشاركة للمؤسسات التعليمية· من جانب آخر، يقول السيّد بوذينة رشيد إن الكشّافة الإسلامية ما زالت تحتفظ بنفس المكانة التي بنتها منذ عقود من الزمن، وستظلّ تربّي الأجيال لتنشئ منهم علماء المستقبل، والدليل على احتفاظها بمكانتها هو تزايد الإقبال عليها للانخراط فيها وهذا ما شكّل اكتظاظا في مقرّاتها التي لا تستطيع استيعاب العدد الهائل من الرّاغبين في الانخراط، إذ المشكل الحقيقي لديها يكمن في نقص المقرّات، كما أن غياب العمل التطوّعي في المجتمع أثّر سلبيا على نشاطاتها· كما نفى نفس المتحدّث وجود خلافات وانقسامات داخل الكشّافة، خاصّة بين الجيل الجديد والجيل القديم ويؤكّد أن المشاكل السابقة اختفت من علاقاتهم وعاد كلّ شيء إلى طبيعته وتمّ احتواء الانشقاق وتقبّل الأفكار· ومن جانب آخر، يعوّل قادة الكشّافة على نتائج الملتقى الأوروبي العربي الذي انعقد في الأيّام القليلة الماضية بالجزائر، والذي تمخّضت عنه عدّة قرارات هامّة فيما يخصّ تدعيم العلاقات بين الأفواج الكشفية وتحديث الوسائل وطرق الاتّصال والإعلام وتبادل المعلومات للارتقاء بالكشّافة لتكون وفق تطلّعات المواطن·