تحوّلت ظاهرة احتلال أماكن توقف السيارات في الأماكن المحاذية للشواطئ بأغلب بلديات ولاية تيبازة إلى تقليد يعمل به كل من أتيحت له فرصة الاستحواذ على أية مساحة، وغالبا ما تنتهي العملية بمشادات مع المصطافين لرفضهم دفع المقابل، وتعود ظاهرة احتلال أماكن توقف السيارات ودخول الشواطئ بمقابل مادي في معظم البلديات من حين لآخر لتبلغ ذروتها في موسم الاصطياف، حيث لم يعد يجد المصطافون سواء من أبناء الولاية أو الوافدين إليها أمكنة للتوقف المجاني، وهو وضع لم يسلم منه الكثير من الراجلين الذين يفرض عليهم مبلغ 20 دج. أما بمركب »القرن الذهبي« فتشد الزائر »عبارة« ممنوع على »الزوالية«. وانطلاقا من شرشال إلى مدينة الدواودة تتكرّر المشاهد نفسها، ماعدا عند بعض التعاونيات التي تحصلت على ترخيص من البلدية رغم أنها لم تهيء الأماكن التي تقوم بكرائها لهذه التعاونيات الشبانية، والهدف حسب العارفين بهذه القضية هو تخلص بعض المسؤولين من متاعبهم مع الشباب الباحث عن مناصب الشغل، أما عن دخول الشواطئ بالسيارات فلا يكاد يستثنى مكان عن آخر، حتى أن أماكن التوقف المجاني بالمناطق الصخرية التي تتوفر على شروط السباحة بعد تهيئتها من طرف الجماعات المحلية وحتى تلك القريبة من الشواطئ والمركبات السياحية والمخيمات الصيفية، تحولت إلى فضاءات للربح السريع لفئة من الشبان، الذين يعرضون فيها قانونهم، ويتشكل الشباب في مجموعات من ثلاثة أشخاص فما فوق لإقامة الموانع عن طريق جبال عند مداخل الشواطئ وعلى حافة الطريق الوطني رقم »11« وباقي الطرق المحاذية للشواطئ والمناطق الصخرية بهدف فرض دفع مبالغ مالية تقدر ب 100 دج، وهو وضع تعرفه مختلف الشواطئ بالدواودة البحرية مروراً عبر فوكة وبواسماعيل وعين ناڤورايت ووصولا عند شاطئ الحمدانية، تيبازة وشرشال وشواطئ أخرى ببلديات الجهة الغربية، ويعمد هؤلاء إلى تهديد كل من تخول له نفسه عدم الدفع بتكسير زجاج السيارات وإحداث عطب في العجلات، أو الدخول مباشرة في عراك ومشادات قد تنتهي بكارثة، وتحولت الحظائر في الهواء الطلق إلى مناطق للربح السريع، حيث يعمد المبادرون إلى تعليم أماكن الدخول برايات تقابلها حبال كموانع، وكل من يقاوم يجد أمامه قصيدة مطولة من الحجج كضرورة الحصول على تراخيص من قبل البلدية أو أن الأرض محل التوقف تابعة للمستثمرات الفلاحية، ويصل الأمر إلى تقاضي مبالغ مالية على المتوقفين بالأماكن التي تتوفر على إشارات كتب عليها »موقف مجاني« بالمدن، وليس غريبا في ظل هذه الأوضاع أن تتحول مساحات قريبة من البحر إلى مناطق للصراع والتنافس على احتلالها من طرف هذا الصنف من الناس، كما هو الحال بشاطئ كوالي بتيبازة والعقيد عباس بالدواودة الذي يعرف توافدا من طرف ملايين المصطافين بحكم قربه من العاصمة، خصوصا مع وجود محلات بيع المرطبات والمطاعم المتراصة على طول الطريق الوطني رقم 11، كما احتل أصحاب المظلات الشمسية مساحات شاسعة منها، ولايختلف الوضع بالعديد من الشواطئ مثل شاطئ المركب السياحي »متاريس«، »تيبازة القرية«، شاطئ شنوة، الأزرق الحمدانية، وادي البلاغ وبن عودة ومخلوفي وبغرب الولاية سيدي براهيم بڤوراية وكذا شواطئ الداموس والأرهاط وغيرها.