إذا كان شهر رمضان هو مناسبة لتزكية النفس وفعل الخير والتوبة والغفران وإحياء العادات والتقاليد الجميلة التي تمتن الروابط بين الجزائريين أفرادا وأسرا، فإنه وللأسف الشديد ببعض مدن ولاية تيبازة مناسبة لانتشار الفوضى وكثرة الاعتداءات وعدم احترام أدنى الآداب التي تليق بالشهر الفضيل، ولعل أبرز الظواهر السلبية التي تعم المدن الكبيرة كالقليعة وبوسماعيل وحجوط وشرشال الاحتلال غير الشرعي للأرصفة والشوارع وأماكن توقف السيارات من قبل ممتهني التجارة الموازية ومن صاروا يسمون بمافيا الشوارع. ب. بوجمعة وقد عادت هذه الظواهر السلبية منذ اليوم الأول للشهر الكريم، حيث صار من الصعوبة بما كان المرور عبر العديد من الشوارع بالولاية بعد احتلالها من قبل التجار غير الشرعيين، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يتطلب المرور عبر الشارع الرابط بين المجسد القديم بالقليعة ومقهى السوماتي الشهيرة وقتا طويلا ومجهودا مضنيا بعدما أحكمت مجموعة من الشبان الطريق لعرض سلعهم المتنوعة، ونفس الوضع ينطبق على الشوارع المحيطة بالسوق البلدية لمدينة شرشال، أما الشوارع والأرصفة المحيطة بالسوق البلدي بحجوط فالوضع بها أكثر سوءا حتى صار العديد من المواطنين يتفادون التسوق به بسبب الزحمة والضجيج، وما استغربه الكثير من المواطنين أنه لا أحد من الهيئات الرقابية أو الأمنية تدخل لفرض النظام ولو على الأقل ترك ممرات للمتسوقين ومستعملي الشوارع والأرصفة. أما الظاهرة التي استنكرها السكان ومرتادو المدن المشار إليها آنفا هي احتلال الطرقات ومواقف السيارات والساحات العمومية من قبل فئة من الشباب تفرض مبالغ مالية مقابل التوقف بهذه الأماكن العمومية، ورغم أن الظاهرة ليست جديدة حيث صارت أمرا مألوفا ببعض المدن إلا أنها تزداد حدة، بل وتعم كل الشوارع والأماكن العامة، وقد أدى التسابق بين الشباب في اليوم الأول لاختيار الشوارع والاستحواذ عليها إلى وقوع مشاكل كبيرة، وإذا لم تتدخل السلطات الأمنية قبل استفحال الظاهرة لتفادي وقوع جرائم ناتجة عن رفض بعض المواطنين تسديد تسعيرة التوقف على غرار ما حدث السنة الماضية لمدير التكوين المهني بعين تيموشنت الذي تعرض للضرب المبرح سبب له كسورا على مستوى اليد وحطمت سيارته لرفضه دفع 50دج مقابل توقفه بمحاذاة مركز إعادة التربية، أو الشجار بين من صار يطلق عليهم قطاع الطرق من أجل الاستحواذ على الساحات والشوارع التي تشهد ترددا كبيرا لأصحاب السيارات، مثلما حدث بداية الصائفة الماضية ببوسماعيل عندما طعن قاصر (17) شابا آخر (22) بسبب نزاع على استغلال موقف السيارات، الأمثلة في هذا السياق كثيرة، لكن المطلوب حسب ما أكده لنا العديد من مواطني المدن الكبيرة هو التدخل الفوري للسلطات الأمنية بغرض احترام القوانين وتوفير الأمن للمواطنين في هذ الشهر الفضيل.