لم تؤثر قلة الغلة المستخرجة من حقول الزيتون بتيزي وزو هذا الموسم على تراجع كميات زيت الزيتون فحسب بل امتد إلى إدخال ملاك المعاصر التقليدية منها والحديثة خاصة هذه الأخيرة في عطلة إجبارية عن العمل حيث نجد أن 150معصرة فقط فتحت أبوابها هذا الموسم بإقليم تيزي وزو من أصل 406 معصرة موزعة بها، وذلك لانعدام المقبلين عليها لقلة المنتوج. خاصة وأن المواطن يفضل دائما التوجه للمعاصر التقليدية نظرا لجودة نوعية الزيت المستخرج منها وكان توجههم للمعاصر الحديثة بدافع الإجبار فقط خوفا من فساد الزيتون لدى تكدسه لفترات طويلة أمام المعاصر التقليدية رغم التحفيزات والامتيازات التي تغازلهم بها المعاصر الحديثة، ما أثار قلقا واسعا وسط هؤلاء خاصة وأن أغلبهم فتحوها بإعانات مالية في إطار تدعيم الشباب من قبل وكالة لونساج ما يضعهم في وضع حرج مع البنوك وتسديد المبالغ المالية المترتبة عن ذلك· وللإشارة، فقد عرف إنتاج الزيتون خلال الموسم الجاري بولاية تيزي وزو تراجعا محسوسا قدرته المصالح الفلاحية للولاية بنسبة تجاوزت ال60 بالمائة بجني ما مقداره 200 ألف قنطار فقط ما يرشح أسعار زيت الزيتون لتبلغ عتبة ال700 دج، مقارنة بالموسم الماضي أين ارتفع الإنتاج بنسبة معتبرة لم تسجل الولاية نسبة مماثلة منذ سنوات وذلك بتحقيق ما لا يقل عن 820 ألف قنطار· استخرجت من مساحة إجمالية قدرها 27 ألف هكتار تتربع عبرها حقول الزيتون· وأفادت المصالح الفلاحية بولاية تيزي وزو أن توقعات الموسم الجاري لجني الزيتون لن تتجاوز عتبة ال200 ألف قنطار كإجمالي الإنتاج الولائي لهذا المحصول الذي تراجعت غلته هذا الموسم ما جعل أسعار زيت الزيتون ترتفع مع بداية موسم الجني إلى 550 دج دون استقرار لتصل عتبة ال700 دج في مناطق متعددة نظرا لقة الغلة للموسم الجاري، والتي تراجعت حسب ذات المصادر بنسبة قدرت ب60 بالمائة بالرغم من استيلاء زراعة الزيتون وحقوله على أكثر من 50 بالمائة من الأراضي المستغلة في الإنتاج الزراعي بولاية تيزي وزو والتي بلغت 27 ألف هكتار لكون شجر الزيتون النوع الأكثر تلاؤما وطبيعة المنطقة الجبلية التي تطغى على نسبة 85 بالمائة من إقليم الولاية، الانخفاض المحسوس لإنتاج الزيتون هذا الموسم يتضح جليا بالمقارنة بكمية المنتوج الذي حققته تيزي وزو السنة الماضية ببلوغها إنتاج 820 ألف قنطار· وذكرت نفس المصادر أن التراجع المسجل بتيزي وزو يكمن أساسا في الظروف الطبيعية وموجة البرد القارس الذي اجتاح المنطقة مصحوبا برياح عاتية وأمطار غزيرة تزامنت وفترة لازالت فيها ثمار الزيتون غير ناضجة وعاجزة أمام الظروف الطبيعية حيث تساقطت كميات معتبرة منه، الظروف التي تصطحب دوما باستمرار السكان على اعتماد الطرق التقليدية في جني الزيتون خاصة عملية النفض بالعصي، الطريقة التي تدمر شجرة الزيتون وتقضي على الفروع والبراعم الحديثة وتقلل من معدل إنتاج الشجرة سنويا، إضافة لعدم الاعتناء بها رغم أنها محور حياة أغلب العائلات الريفية، حيث تكتفي هذه الأخيرة بما يعطيه الموسم الزراعي كثيرا كان أو قليلا· ومن جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى أن غلة الزيتون تتناقص سنويا بسبب ألسنة النيران التي تتلف في كل صائفة عشرات الهكتارات من الغطاء الغابي بولاية تيزي وزو والذي يتمثل أساسا في حقول الزيتون وقد تتأخر عملية إعادة التشجير وكذا تأخر مرحلة الأثمار للشجيرات الحديثة العوامل الطبيعية المصحوبة بإهمال الإنسان تأتي سنويا على الثروة الطبيعية التي تعد مكسبا هاما لمنطقة القبائل والجزائر عموما خاصة وأن زيت الزيتون المنتوج بحوض المتوسط يعد من أجود الزيتون عبر العالم بشهادة الخبراء والعلماء الدوليين