العلاقات الجزائرية الصومالية "متينة وأخوية"    وزارة التضامن الوطني تحيي اليوم العالمي لحقوق الطفل    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السكان يوجهون أصابع الاتهام إلى مديرية الفلاحة: ''الجزائر نيوز'' تكشف أسباب التراجع الكبير لمحصول زيت الزيتون في منطقة القبائل
نشر في الجزائر نيوز يوم 16 - 02 - 2010

يتراوح سعر اللتر الواحد من الزيتون هذه السنة في أسواق منطقة القبائل بين 550 و700 دج ويختلف بحسب نوعية الزيتون في حد ذاته، والزيت المستخرج من المعاصر التقليدية والمعاصر الحديثة، حيث حققت أسعار زيت الزيتون رقما قياسيا هذا الموسم، وهذا راجع إلى الإنخفاض المحسوس في غلة الزيتون· ولأجل معرفة خلفيات وحقائق تراجع محصول زيت الزيتون وارتفاع أسعارها، أجرت ''الجزائر نيوز'' تحقيقا ميدانيا، واكتشفت أن هناك عاملين أساسيين ساهما إلى حد كبير في تراجع غلة الزيتون، الأول عامل طبيعي، والثاني عامل بشري، فضلا عن مواجهة الفلاحين والعائلات القبائلية التي تملك حقول الزيتون عقبات وعراقيل من طرف السلطات المعنية، خصوصا فيما يتعلق بحماية شجرة الزيتون من مختلف الأخطار المحدقة بها·
* الحرائق واقتلاع أشجار الزيتون كابوس يؤرق سكان منطقة القبائل
* الجزائر تنتج سنويا أزيد من 34 ألف طن من زيت الزيتون و4 ملايين قنطار من الزيتون
* السلطات المعنية تغلق 135 معصرة زيتون بتيزي وزو بحجة حماية البيئة
لا حديث بين سكان منطقة القبائل هذا الموسم إلا عن التراجع الكبير لمحصول الزيتون والارتفاع المرعب لأسعار زيت الزيتون، إذ لم يسبق من قبل وأن عاشت العائلات القبائلية مثل هذا المشكل، ما حرم الآلاف منها من تحقيق مداخيلها، علما أن معظم العائلات القبائلية تتحصّل على مداخيل كبيرة من زيت الزيتون، الذي يعتبر مفخرة كبيرة لها لأنه يعتبر مصدر رزقها، حيث تحظى شجرة الزيتون باهتمام كبير من طرف سكان منطقة القبائل لاسيما سكان الأرياف، وتعد هذه الشجرة منذ زمن بعيد ولا تزال إلى يومنا كنزهم الثمين ويتوارثها الأجيال، نظرا لأهميتها الكبيرة اقتصاديا، اجتماعيا، فلاحيا، سياحيا وثقافيا في حياتهم، علما أن ولاية تيزي وزو تتوفر على أزيد من 40 ألف هكتار من مساحات أشجار الزيتون·
جمع 200 ألف قنطار من الزيتون خلال هذا الموسم
كشف مصدر مسؤول بمصلحة تنظيم الإنتاج والتدعيم التقني التابعة لمديرية الفلاحة بولاية تيزي وزو، أن مصالحه أحصت هذا الموسم جمع ما يقارب عن 200 ألف قنطار من مادة الزيتون، وبحسبه هذا المحصول ضئيل جدا وجد محتشم، إذ لم يسبق وأن سجلته مديرية الفلاحة من قبل، وحسب محدثنا، فإن ولاية تيزي وزو أحصت الموسم الماضي جمع أزيد من 700 ألف قنطار من الزيتون، أنتج 10 ملايين لتر من زيت الزيتون، وبعملية حسابية نجد أن المحصول تراجع ب 500 ألف قنطار، وبنسبة أكثر من 70%· وأضاف ذات المصدر، أن مردودية الهكتار الواحد لهذا الموسم تدنت إلى حدود 15 قنطارا في الهكتار الواحد، فيما تم تسجيل خلال الموسم الماضي مردود فاق 27 قنطارا في الهكتار الواحد·
المصالح الفلاحية ترجع انخفاض محصول الزيتون إلى العامل البشري والطبيعي بالدرجة الأولى
ولمعرفة الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تراجع محصول الزيتون في ولاية تيزي وزو، قصدنا مديرية الفلاحة للحصول على تفسيرات رسمية، حيث أرجع مسؤول بمصلحة تنظيم الإنتاج والتدعيم التقني هذا التراجع إلى عاملين أساسيين، الأول طبيعي، لأن المنطقة شهدت خلال الفترة الممتدة من شهر فيفري إلى غاية شهر ماي من السنة الماضية تساقط وتهاطل كميات كبيرة وجد معتبرة من الأمطار، والتي صادفت بحسبه، موسم الإزهار، فضلا عن هبوب رياح جد قوية في نفس الفترة تسببت في تخريب وإسقاط أزهار الزيتون، مما أدى بهذه الأشجار إلى فقدانها للمحصول· والعامل الثاني حسب محدثنا، هو عامل بشري، والذي أكد أن دور هذا الأخير كبير جدا في تراجع غلة الزيتون لهذه السنة، حيث ذكر في هذا السياق الطريقة التقليدية التي يستعملها المواطنون لجني الزيتون والمتمثلة في النفض بالعيدان، التي تؤدي بحسبه في غالب الأحيان إلى إلحاق أضرار جسيمة بأزهار أشجار الزيتون، وبالتالي تنقص وتقلص من مردودها، أضف إلى ذلك عملية تخريب أشجار الزيتون، وفي هذا الصدد، قال إن عدد أشجار الزيتون التي اقتلعت خلال هذا الموسم بلغ 1000 شجرة، 850 منها ببلدية اعزازفة بعد إنجاز الطريق المحول لهذه البلدية، الذي اعتبره مالكو الأراضي والأشجار مدمرا للطبيعة وثروة زيت الزيتون، وحسب محدثنا هذه الأشجار التي تم اقتلاعها من شأنها أن تنتج أزيد من 40 ألف لتر من زيت الزيتون· وأضاف سببا
لم نتلقَ أية مساعدة فلاحية لحماية شجرة الزيتون من كل الأمراض والأخطار المحدقة بها، وعلى مديرية الفلاحة أن تتحمّل كامل المسؤولية
آخر، وهو تأخر عملية الجني الموسم المنصرم، ونفض الزيتون من الأشجار موازاة مع بداية الإزهار، ما أدى إلى تقلصه هذا الموسم على مستوى العديد من الحقول·
سكان منطقة القبائل يرجعون سبب تراجع محصول الزيتون إلى غياب الدعم والمساعدات الفلاحية
إجراء هذا التحقيق تطلب منا الانتقال إلى المناطق الريفية لرصد آراء السكان والفلاحين وأصحاب معاصر الزيتون، وقد اخترنا في اليوم الأول أن تكون وجهتنا إلى قرية آث زعيم التابعة إداريا لبلدية معاتقة، التي تبعد بنحو 28 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، واختيارنا راجع إلى كون هذه القرية تعتبر من أكثر قرى منطقة القبائل اهتماما بشجرة الزيتون إلى حد أن قامت اللجنة الثقافية للقرية المسماة ''ثيقجذيث'' بتنظيم كل سنة ما يسمى بمهرجان ''عيد شجرة الزيتون'' بهدف تنمية هذا النوع من الشجرة، وكذا المحافظة عليها بنقل خصائصها للأجيال الجديدة· وصلنا إلى القرية بحدود العاشرة صباحا، وكان كل شيء يوحي أن هذه القرية فقدت خلال هذا الموسم لذتها ونشاطها في جني وعصر الزيتون· فأول شيء شد انتباهنا هو أن معظم معاصر الزيتون التقليدية والعصرية أغلقت أبوابها قبل الآوان، ولم يظهر أي أثر للزيتون خارجه ولا حتى لبقاياه، عكس ما كانت عليه سابقا، وفي هذا الصدد أكد ''عمي أحمد'' 63 سنة، الذي التقينا به في القرية ''معظم معاصر الزيتون في هذه القرية أغلقت أبوابها منذ شهر ديسمبر، بسبب التراجع الكبير لمحصول الزيتون هذا الموسم، وهناك من المعاصر التي لم تشتغل إطلاقا، ففي السنوات السابقة تدوم عملية العصر إلى غاية شهر مارس''، وفي نفس السياق، يضيف الشيخ ''سعيد'' في الستين من عمره ''في السنوات السابقة كنت أجني بين 10 إلى 15 قنطارا من الزيتون وهذه السنة لم أجنِ إلا قنطار ونصف فقط''· وعندما سألنا هؤلاء السكان عن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تراجع محصول الزيتون، أجمعوا في تصريحاتهم على أن السبب الرئيسي راجع إلى غياب كلي للدعم الفلاحي وغياب كل أنواع المساعدات ''مديرية الفلاحة هي السبب الرئيسي في ذلك، لأنها لم تساعدنا لا بالإمكانيات ولا بالأدوية ولا بالأسمدة ولا حتى بالأموال، بالرغم من أننا قدمنا عدة ملفات، لأننا أدركنا وتوقعنا مسبقا حدوث هذه الكارثة بعدما اكتشفنا أن شجرة الزيتون أصيبت بمرض تسبب في إسقاط أزهارها، ولم نستطع إنقاذها إلا بفضل الأسمدة والأدوية لكن ليس لدينا الإمكانيات اللازمة'' بحسب تعبير أحد سكان القرية، وفي نفس السياق يقول المواطن ''محمد'' 54 سنة ''لماذا ننتظر كل سنة أن يكون محصول الزيتون أكبر وأوفر، ونحن لم نتلقَ أية مساعدة فلاحية لحماية شجرة الزيتون من كل الأمراض والأخطار المحدقة بها، وعلى مديرية الفلاحة أن تتحمّل كامل المسؤولية''· هذا، وقد كشف السكان أن مديرية الفلاحة رفضت حتى الاقتراحات التي قدمتها القرية المتمثلة في القيام بحملات تحسيسية تظهر من خلالها كيفية المحافظة وحماية شجرة الزيتون·
المصالح الفلاحية رفضت مساعدتنا، لكنها أقدمت على غلق معاصر الزيتون بحجة المحافظة على البيئة
المنطقة الثانية التي قررنا زيارتها في اليوم الثاني هي بلدية آث يني الواقعة على بعد 20 كلم شرق مدينة تيزي وزو، لأن هذه البلدية تعتبر من المناطق التي تتوفر على أكبر عدد من معاصر الزيتون التقليدية والعصرية، حيث أكد معظم السكان الذين تحدثنا إليهم في التصريحات التي أدلى بها سكان قرية آث زعيم، وأجمعوا في تصريحاتهم أن مديرية الفلاحة لا تقدم الدعم والمساعدات للفلاحين قصد تنمية شجرة الزيتون والمحافظة عليها، وأكثر من ذلك أكدوا أن المصالح الفلاحية تقوم فقط باتخاذ إجراءات وصفوها بالتعسفية، مشيرين في هذا الصدد إلى أنها وعوضا أن تقدم مساعدات من الصندوق الوطني للتنمية الريفية لفائدة الفلاحين والمواطنين، تتجرأ كل سنة على غلق معاصر الزيتون بحجة المحافظة على البيئة، وكشفوا أنه تم خلال هذا الموسم غلق 27 معصرة زيتون بكل من بلدية آث يني وعين الحمام·
فيما أكدت مصادر من مديرية الفلاحة أن هذه الأخيرة قامت بغلق 135 معصرة زيتون على تراب الولاية، 29 بذراع الميزان، 20 بمعاتقة، 14 بواضية، 9 بواسيف،3ئ بوافنون، واحدة بالأربعاء ناث إيراثن، إضافة إلى 27 بعين الحمام وآث يني·
مستحيل أن يكون نفض الزيتون بالعيدان سببا في تراجع المحصول
فنّد العديد من سكان منطقة القبائل التفسيرات التي قدمتها مديرية الفلاحة حول تراجع غلة الزيتون لهذا الموسم، والتي حملت مسؤولية ذلك إلى المواطنين بسبب استخدامهم النفض بالعيدان خلال عملية الجني، وذكروا في هذا الصدد أن الأزهار لن تكون جاهزة إلى غاية انتهاء فترة الجني، ''نحن نعتمد في جني الزيتون كل سنة على عملية النفض بالعيدان، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالأشجار الطويلة، ورغم ذلك فقد كان المحصول وفيرا وكبيرا جدا'' بحسب تعبير أحد سكان بلدية بني دوالة· وفي نفس الإطار يقول مواطن من ذراع الميزان ''في ذراع الميزان تستعمل نفس العملية منذ الأزل ولم نسجل تراجعا في غلة الزيتون مثل هذا الموسم''، هذا ما أكده الفلاح ''ب· أمحند'' من بلدية تيرميتين في قوله ''أملك حقلا لأشجار الزيتون يضم 123 شجرة، ولم يسبق وأن استعملت العيدان في عملية الجني لأن الأشجار صغيرة وتتواجد في منطقة سطحية، وبالرغم من ذلك لم أجنِ هذا الموسم ربع ما أجنيه خلال السنوات السابقة''·
الحرائق تتسبب في إتلاف أكثر من 13 ألف شجرة زيتون والمواطنون يحمّلون المسؤولية للسلطات العمومية
تشير الأرقام التي تحصّلنا عليها إلى أن الحرائق التي نشبت الصيف المنصرم في مختلف مناطق ولاية تيزي وزو تسببت في إتلاف أزيد من 13 ألف شجرة زيتون، التي تتربع على مساحة إجمالية قدرها 180 هكتار، ولم يخفِ معظم سكان العديد من قرى ومداشر الولاية في شهاداتهم أن هذه الظاهرة أصبحت الكابوس الذي يؤرقهم كل فصل صيف لأن الحرائق تحرمهم من ثروتهم التي يتوارثها الأجيال والتي تعتبر مصدر رزق سكان منطقة القبائل، وفي هذا الصدد يقول أحد الفلاحين في الخمسين من عمره من بلدية سوق الاثنين ''مداخل معظم سكان المنطقة تعود بالدرجة الأولى إلى زيت الزيتون، وليس لدينا ثروة أخرى غيرها لكن الحرائق تلتهم سنويا المئات من أشجار الزيتون وهذا يهدد ثروتنا ويرهن مستقبل أولادنا''، وفي هذا السياق حمّل هؤلاء المواطنون كامل المسؤولية في الحرائق التي أصبحت تلتهم الثروة الغابية، بما فيها أشجار الزيتون بتيزي وزو، السلطات العمومية على جميع مستوياتها، ورغم ذلك فإنهم ناشدوا السلطات المعنية بما فيها السلطات الولائية ومديرية الفلاحة والتنمية الريفية وكذا مديرية محافظة الغابات ومصالح الحماية المدنية ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع نشوب الحرائق أو إخمادها، قبل إتلاف الثروة الغابية بصفة عامة والآلاف من أشجار الزيتون بصفة خاصة·
أسعار زيت الزيتون تحطم الرقم القياسي وتتراوح بين 550 دج و700 دج
حققت أسعار زيت الزيتون هذا الموسم رقما قياسيا في الأسواق المحلية الجزائرية بما في ذلك في منطقة القبائل، إذ تتراوح بين 550 دج و700 دج، وتختلف بحسب نوعية الزيتون الذي استخلصت منه الزيت وكذا نوعية المعصرة إن كانت تقليدية أم عصرية، واكتشفنا خلال خرجاتنا الميدانية أن سعر الزيت في المعصرة يتراوح بين 550 دج و650 دج، بينما بلغ سعره في الأسواق 700 دج، وهو السعر الذي لم يسبق -حسب الفلاحين- وأن تم تسجيله من قبل·
الجزائر تنتج أزيد من 34 ألف طن من زيت الزيتون و4 ملايين قنطار من الزيتون سنويا
تشير المعطيات التي تحصلت عليها ''الجزائر نيوز'' من مسؤول بمديرية الفلاحة لولاية تيزي وزو، أن الجزائر تنتج سنويا أزيد من 34 ألفطن من زيت الزيتون و4 ملايين قنطار من الزيتون· وبالرغم من الجهود التي بذلتها الحكومة الجزائرية لرفع الإنتاج، إلا أن الحقيقة تؤكد أن هذه الكمية لا تغطي سوى 5% من الاحتياجات المحلية، وحسب مصدرنا، فإن الجزائر تضطر إلى استيراد كميات كبيرة من الخارج من الزيتون وزيت الزيتون بتكلفة تقدر ب 572 مليون دولار·
أنواع الزيتون وزيت الزيتون متنوع ومتعدد بمنطقة القبائل
كانت الزيارة التي قادتنا إلى العديد من مناطق ولاية تيزي وزو فرصة لاكتشاف أنواع الزيتون وزيت الزيتون، وحقائق هذه الثروة الفلاحية التي تشتهر بها منطقة القبائل، وتعرفنا على أنواع الزيتون على غرار ''زيتون أشملال'' المعروف بزيته الجيد وزيتون ''أزبلي'' أو ما يسمى ب ''أزمور لغبار'' الذي يتواجد في مناطق سطحية يتم تكسية أرضيته وجذع الشجرة بفضلات الحيوانات الأليفة مثل البقر والماعز والتي تتحلل إلى أملاح معدنية·
أما زيتون ''أحاري'' أي ''زيتون الحر'' الذي يتواجد في مناطق جبلية منحدرة ويتعرض لأشعة الشمس طوال اليوم من شروقها إلى غروبها، وهناك نوع آخر يسمى ''أزمور أشراجي'' المعروف بكبر حبة الزيتون وصغر النواة لكن الزيت قليلة فيه ويتم جنيه بصفة أكثر وهو لا يزال يحتفظ بلونه الأخضر أو الأصفر ويستعمل للأكل بعد وضعه في ماء ممزوج بحمض ''اللابوتاس'' والملح لمدة لا تتجاوز 15 يوما والذي يفقد المادة المرة أو ما يسمى بالأمازيغية ''أموراج''· هذا، واكتشفنا كذلك أنواعا أخرى من الزيتون على غرار ''زيتون أمضور'' الذي يتساقط من الشجرة قبل الآوان بسبب مؤثرات مناخية مثل الرياح والأمطار، وهناك نوع آخر يسمى ''زيتون أحشاذ'' معروف بزيته المرة لا تستعمل للأكل ويتطلب تطعيمه·
مديرية الغابات تشرع في غرس 45 ألف شجرة زيتون ببلدية آيث يحيى موسى
شرعت مديرية الغابات لولاية تيزي وزو، بداية شهر فيفري، في عملية غرس 45 شجرة زيتون ببلدية آيث يحيى موسى
الجزائر تنتج سنويا أزيد من 34 ألف طن من زيت الزيتون و4 ملايين قنطار من الزيتون
-30 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو- واستفادت من هذا المشروع الفلاحي كل من قرية إبوهران، تاشتيوين، أعفير وآيث رحمون، وهي القرى التي تضررت يوم 8 سبتمبر من سنة 2008 جراء نشوب نيران خلفت خسائر مادية وبشرية معتبرة في المنطقة، لاسيما إتلافها لأكثر من 11 ألف شجرة زيتون، وحسب مسؤولي مديرية الغابات، فتكاليف غرس هذه الأشجار تتحملها ذات المديرية، مما سمح بخلق فرص عمل مؤقتة لشباب المنطقة الذين يعانون من شدة البطالة، وهذا بدفع قيمة 80 دج لكل شجرة·
نطالب بوضع مخطط فلاحي خاص بحماية شجرة الزيتون
طالب فلاحو منطقة القبائل المصالح المعنية وخصوصا وزارة الفلاحة، بضرورة وضع مخطط فلاحي خاص بحماية شجرة الزيتون، بالاعتماد على آليات علمية تسهر على متابعة مراحل نمو شجرة الزيتون، وخصوصا الاعتماد على الطرق العلمية التي من شأنها أن تحمي الشجرة من الأمراض المختلفة التي يعاني منها محصول الزيتون خلال فترة الإزهار· ودعا فلاحو منطقة القبائل الدولة إلى ضرورة إعادة الاعتبار لشجرة الزيتون، وسن سياسة فعالة وناجعة وهذا بتشجيع غرسها والاعتناء بها، بما في ذلك تقديم مساعدات فلاحية من إمكانيات وأموال وخبرات للفلاحين قصد منحهم فرصة المحافظة على كنزهم الثمين، وخصوصا تشجيع الفلاحين على تلقيم أشجار الزيتون غير المثمرة والمقدر عددها في منطقة القبائل ب 27 ألف هكتار من مساحات أشجار الزيتون·
المغرب تسجل خلال هذا الموسم رقما قياسيا في محصول الزيتون بمليون و500 ألف طن
تعتبر المغرب في السنوات الأخيرة من البلدان الأكثر اهتماما بشجرة الزيتون، حيث انتهجت سياسة فلاحية خاصة تتمثل في تشجيع عملية غرس شجرة الزيتون وزيادة إنتاج زيت الزيتون، حيث تشير التقارير إلى أن المغرب سجلت هذا الموسم رقما قياسيا في محصول الزيتون قدّر بمليون و500 ألف طن من الزيتون، وبمعدل ارتفاع 76% مقارنة مع الموسم الفلاحي الماضي، وبنسبة 102% مقارنة مع معدل السنوات الخمس الأخيرة، وهذا راجع إلى سياسة الدولة المغربية في زراعة وحماية شجرة الزيتون، حيث حققت المغرب هذا الموسم إنتاج أزيد من 160 ألف طن من زيت الزيتون· هذا وتشير التقارير المغربية إلى أن بلدهم يصدّر أكثر من 60 ألف طن من زيتون المائدة، ويعتبر ثاني مصدر له على مستوى العالم، بعد إسبانيا·
تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون بعد مجموعة الاتحاد الأوروبي
تشير التقارير التي تحصلت عليها ''الجزائر نيوز'' إلى أن تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون بعد مجموعة الاتحاد الأوروبي، حيث بلغ معدل الإنتاج خلال الشهور العشرة الأخيرة 165 ألف طن من زيت الزيتون، أي ما يزيد عن 6% من الإنتاج العالمي· وتتوفر تونس على أكثر من 1700 معصرة زيتون بطاقة تفوق 40 ألف طن، في حين تقدر طاقة التخزين المتوفرة بحوالي 350 ألف طن·
وتشير ذات التقارير إلى أن زيت الزيتون بتونس يكتسي طابعا اجتماعيا جد مهم لأنه يوفر رزقا لما يزيد عن مليون نسمة، منهم 309 آلاف فلاح يتعاطون هذا النشاط بصفة كلية أو جزئية، أي حوالي 60% من المنتجين في القطاع الفلاحي· وتساهم زيت الزيتون بتونس بنسبة 44% من جملة الصادرات الفلاحية، حيث بلغ معدل حجم الصادرات السنوية من الزيت خلال الأشهر العشرة الأخيرة 120 ألف طن، كما يتم تصدير حوالي 70% من الإنتاج الوطني·
زيت الزيتون دواء لكل داء··· يمنع السرطان ويشفي أمراض الكبد ويساعد الحمل على نمو جيد
أكد الدكتور محمد آيت الحسين، باحث مختص في النباتات الطبيعية، التي تتوفر عليها منطقة شمال إفريقيا، أن هناك دراسات طبية حديثة تثبت أن زيت الزيتون تساهم إلى حد كبير في علاج مختلف الأمراض، حيث يحافظ على أطراف الضفيرة الوراثية من الهرم، ويحفظ الإنسان من أمراض الشيخوخة حتى بعد بلوغه سن السبعين والثمانين من عمره· وأشار الدكتور إلى أن زيت الزيتون يحتوي على كمية من فيتامينات (أ، ك، ه) المضادة للأكسدة، التي تمنع التجاعيد وتحافظ على طراوة الجلد ونعومته، ويستخدم زيت الزيتون لإزالة تجاعيد وترهلات البشرة، لأنه يمتص من خلال الجلد ويرطب المادة الدهنية الموجودة تحت الجلد· وكشف محدثنا أن هناك دراسات وأبحاث حديثة أثبتت أن لزيت الزيتون علاقة وثيقة بجمال الشعر وصحته، فهو يستخدم لعلاج الشعر الجاف عن طريق عمل حمام من زيت الزيتون الدافئ يوزع على فروة الرأس مع التدليك، ويدهن بقليل من الزيت، ويغطى الرأس بفوطة دافئة وتبديلها كلما بردت، بالإضافة إلى أنه يمنع الشيب، كما أنه جد فعال في علاج قشرة الرأس عن طريق مزجه مع الخل، ويستخدم زيت الزيتون أيضا لمنع تساقط الشعر ولإطالة الرموش، إضافة الى ذلك أضاف الدكتور آيت الحسين أن زيت الزيتون يحارب الدهون والكوليسترول الضار في الجسم، وبحسبه، هناك أبحاث أكدت أن ملعقة من زيت الزيتون يوميا تساعد على تنظيف الشرايين من الدهون الضارة وتزيد من الدهون النافعة التي يستنفذها الجسم في عملياته المختلفة، ويوفر وقاية جيدة من تجلط الدم وتصلب الشرايين، ويحسن وظائف الكبد· كما ذكر الدكتور أن زيت الزيتون يحافظ على الخلية العادية، ويمنعها من التحول إلى خلية سرطانية· وفي نفس السياق، كشف محدثنا أن آخر ما توصلت إليه الدراسات الطبية هو أن زيت الزيتون يعتبر عنصرا أساسيا خلال فترة الحمل، لأنه يقوي عظام الحامل، ويساعد في تكوين عظام الجنين، وينشط نمو مخ الجنين والأطفال بعد الولادة، ونصح الدكتور النساء الحوامل بتناول زيت الزيتون بكثرة في فترة الحمل والرضاعة، ويساعد على نمو الأطفال الرضع، وكذا في تشكيل الخلية الدماغية لدى الأطفال·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.