أعلن الشاعر رابح ظريف ابن مدينة مسيلة انسحابه من مسابقة شاعر الجزائر لعام 2011 التي تنظّمها جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، والتي تمخّضت عن ترشّح 15 شاعرا من مجموعة تقدّموا للتنافس، مطالبا لجنة التحكيم والمشرفين بسحب اسمه حالا من القائمة المرشّحة للّقب· رابح ظريف أكّد ل (أخبار اليوم) انسحابه موضّحا الأسباب التي دعته إلى اِتّخاذ هذا الموقف، معبّرا عن سعادته بتنظيم مثل هذه المبادرات المهمّة التي تحاول أن ترتقي بالشعر الجزائري إلى مصاف الدول المجاورة التي تقدّمت علينا في الفضاءات المتاحة للشعر وللشعراء، قائلا: (إنه في الوقت الذي اتّسعت فيه فضاءات الشعر وتعدّدت مساحاته وتحرّكت علاقة الشاعر بمختلف المؤسسات الشعرية في المغرب العربي الكبير إلاّ الجزائر وعلى الضفّة الأخرى وفي الدول العربية لازلنا نحن هنا رأس مالنا زجاجة خمر وسكّين وعرض شاعر صديق، ولازالت الأجيال الشعرية ترفض بعضها رغم أنها ليست في مستوى القبول أو الرّفض حتى)، معتبرا أن الساحة الشعرية الجزائرية على طولها وعرضها لم تنجب نزّارا ولا البردوني ولا عبد الرزّاق عبد الواحد ولا سميح القاسم ولا محمود درويش ولا الماغوط ولا الجواهري ولا البياتي ولا حتى شعراء كبار في جيلنا. وبالرغم من هذا لا زال شعراء سنة 2007 يقصون شعراء 2011 ويرفضون شعراء الجيل القادم إقتداء بشعراء أجيال سبقت ليس لهم هم شعري ولا أدبي إلاّ تكرار أنفسهم والبحث عن فضاءات خاصّة لممارسة الشذوذ الأدبي أو الجنسي، (وإنّي هنا أؤكّد احترامي لمجموعة هامّة من الشعراء الخلوقين والمؤدّبين)· وقد اعتبر رابح ظريف والحاصل على عدّة جوائز وتتويجات وطنية ودولية آخرها كان في دولة قطر، أن أزمة الشعر الجزائري لا يمكن حلّها بمثل هذه المسابقات التي لن تقدّم شيئا في ظلّ عفن الواقع المرّ وفي ظلّ سلطة الأنانية النتنة، وأن أزمة الشعر الجزائري متّصلة أصلا بغياب كلي لثقافة الحب والإحترام والإصغاء· وقال ظريف: (أستسمح الصديق عبد العالي مزغيش الذي يعمل بطيبة وإخلاص غير أن محيطه لن يسمح له أن يترجم هذه الطيبة وهذا الإخلاص إلى أرض الواقع)، وقد اعتذر الشاعر رابح ظريف عن المواصلة لنيل هذا اللّقب لأن الشروط المحيطة بالمسابقة لا تكفي حتى تعطيها مصداقية أكبر في ظلّ الغموض الذي يحيط بها·