على الرواية التقليدية التي تزدحم بالأحداث والشخوص والتي مثلت يوما ما مشروع مجتمع أن تتواضع اليوم لتمثل مشروع فرد رابح ظريف شاعر جزائري صدرت له ثلاث مجموعات شعرية هي: «فاكهة الجمر»، «العودة إلى الجنة»، «التشكل في الغمام». وله مجموعة شعرية رابعة بعنوان «إلى وجهي الذي لا يراني» ستصدر عن قريب. رابح ظريف وعلى خطى الكثير من الشعراء اتجه أيضا إلى السرد وكتب رواية بعنوان «قديشة» والتي صدرت منذ أيام قليلة عن منشورات البيت بالجزائر. في هذا الحوار يتحدث ظريف عن الشعر الذي يعتقد أنه: «لا يمكن أن يكون إلا غنائيا وأن الذين يرفضون هذا الشكل يرفضون في الحقيقة طبيعة الشعر»، كما يتحدث عن الرواية ويرى أن الشاعر لديه سياقات يمكن أن تؤهله إلى دخول عوالمها، أيضا يتحدث ظريف عن تجربته في برنامج أمير الشعراء بقناة أبوظبي الذي شارك فيه وأحرز من خلاله لقب شاعر الرسالة كما يتحدث عن اختياره للمشاركة في المرحلة النهائية للتنافس على درع الجزيرة ل»شاعر الحرية» في برنامج فرسان الحرية في قناة الجزيرة. حاورته/ نوّارة لحرش ثلاث مجموعات شعرية ورواية وجوائز كثيرة وحضور لافت في برنامج أمير الشعراء، فماذا تقول عن هذه المسيرة يا ترى؟ رابح ظريف: أقول دائما أن مسيرة الشاعر أو المبدع لا تبدأ بعمل ولا تنتهي به، وفي رأيي أن الشاعر أو الروائي يكتب نصا واحدا يلبس كل مرة شكلا مختلفا ويتداول سياقات مختلفة، يغير من وضعيته ومكان إقامته وجغرافيته ويغير حتى قناعاته أحيانا، تماما كالإنسان الذي ثبت أنه لا يمكن أن يستقر على حالة نفسية واحدة، أو قناعة ثابتة. من هنا أدّعي أن مجموعتى الشعرية الثانية «فاكهة الجمر» هي في الأصل حكاية ونص واحد طويل حاولت أن أسرد فيه حالة إنسانية إلتقيت فيها واتفقت مع كل ما كتبته فيها، وبقيت هذه الحالة تسيطر على سياقي الشعري مدة طويلة، حتى أني كنت أكتب القصيدة ولا أقرأها مدة طويلة حتى إذا عدت إليها وجدتني بحاجة إلى الإسترسال فيها وكتباتها من جديد بشكل آخر، يمكن أن يفهم من كلامي أنه عدم رضى على القصيدة، كما يمكن أن يفهم أنه حاجة إلى شكل آخر أستطيع من خلاله إيصال الصورة والفكرة. في النهاية وبعد مجموعتي الثالثة «التشكل في الغمام» كانت رواية «قديشة» والتي كانت هامشا من هوامش مجموعتي الشعرية «فاكهة الجمر». «قديشة» عنوان له احالات تاريخية وأسطورية، ما الذي جعلك تذهب صوب الرواية الآن؟ رابح ظريف: أظن أنه ليس غريبا أن يكتب الشاعر الرواية أو يكتب الروائي القصيدة، رغبتي في كتابة الرواية هو في الأصل محافظة مني على شكل القصيدة بالدرجة الأولى، لأننا نحتاج أحيانا إلى أن نغير في أشكال التعبير مثلما نحتاج أن نغير طبيعة اللباس أو ديكور البيت، هناك حالة فنية أتت على الأخضر واليابس ولم تستثن منه شيئا، حالة تكسير القوالب وإعادة صياغتها من جديد وفق معايير قد تكون خاطئة في كثير من الأحيان.. كأن تهدم البناء العمودي للشعر وتكتب نصا وتقول أنه شعر.. لا أنفي إعجابي الكبير بعديد النصوص التي تسمى «شعر النثر» وأقف أمامها في حالة طويلة من الدهشة، لكن أنا ضد أن تسمى شعرا أو قصيدة، إن الذي استطاع أن يؤسس لهذه الفوضى لم يعجزه أن يمنح لها تسمية. لم لا يمنح النقاد هذا الكائن الأدبي الجديد تسمية ما..؟؟، حتى تسمية قصيدة النثر هي تجني على تاريخ القصيدة العربية الطويل.. لذا أحسست في مرحلة ما أنه عليّ أن أكتب نصا ، فلجأت إلى الرواية حتى أستطيع أن أمنح تجربتي البسيطة فضاء جديدا دون أن أشوش على فضائي الشعري. لكن الرواية كانت مزدحمة بالشعر، وجرعة الشعر كانت أكثف من السرد، وهناك من قال بأنها بعيدة عن مقومات الرواية من حبكة وأحداث وبناء وتفاعل، فماذا قول؟ رابح ظريف: أقول أنني كتبت نصا وسميته رواية، كما كتب الأصدقاء نصوصا وأسموها قصيدة، بالرغم من أنها تفتقد لأدنى أساسيات الشعر، لا أدري أين المشكل؟؟، بالعكس هذا يؤكد عولمة النص الأدبي فكل النصوص آيلة للالتقاء في شكل واحد، لكني أعود وأقول أن الرواية التقليدية التي تزدحم بالأحداث والشخوص والتي مثلت يوما ما مشروع مجتمع كبير جدا، عليها أن تتواضع اليوم لتمثل مشروع فرد، ما نحتاجه اليوم ليس بناء مجتمعات ولكن بناء أفراد، لأنه لم تعد لدينا تلك النوعية من المجتمعات التي تمتثل لسلطة دينية موحدة أو لطريقة تفكير جمعية. ما نملكه اليوم هو مجتمعات التهمتها مجتمعات أخرى وفقدت أي ارتباط فنحن بحاجة ماسة إلى نصوص وأدب وفكر يعنى ببناء الفرد، من هنا لا أرى أن هناك أي ضرورة لذلك النوع من الرواية الذي يكتب بلغة جافة في وقت على الروائي ألا يتحول إلى تلفزيون واقع أو إذاعة محلية، عليه أن يجدد على مستوى اللغة التي هي أساس العملية الإبداعية. لماذا الشاعر حين يدخل منطقة السرد لا يتخلى عن حساسيته الشعرية ويدخل اللعبة السردية بمقوماته وذخيرته الشعرية؟ رابح ظريف: هذا لأن الشعر ليس حالة خارجة عن الشاعر بل هي من ضمن مقوماته ولا يمكن أن يتخلى عنها، لا أتصور أبدا أن بإمكان شاعر حقيقي أن يتخلى عن شاعريته حتى وهو يمارس كرة القدم أو يتحدث من منبر سياسي أو يزرع القمح والشعير، سيكون لا محالة شاعرا في كل الحالات فهو حين يكتب رواية بحساسية شعرية هو يكتب قصيدة عن طريق رواية. في النهاية تحولت الرواية إلى واسطة لنقل القصيدة إلى القارئ. قبل سنوات قلت: «الشعر وسيلتي الوحيدة في التعبير»، ومؤخرا قلت: «كثير من الأشياء لم يعد يسعها الشعر»، كيف هذا؟، وكيف يكون الشعر وسيلتك الوحيدة للتعبير وفي ذات الوقت لم يعد يسع أشيائك الكثيرة؟ رابح ظريف: الإنسان ليس كتلة جامدة من المواقف، في مرحلة من المراحل أحسست فعلا أن الكائن الأدبي الوحيد الذي يمكن أن يسعني هو الشعر، في مرحلة أخرى مع تجربة حياتية أخرى وفي ظروف مغايرة وأصدقاء جدد وحالة فوضى عشتها أحسست أنه عليّ أن أكتب الرواية، ثم أنه كانت لدي تجربة أو تجربتان قديمتان جدا في كتابة الرواية تخليت عنهما. «قديشة» عمل أحسست أني قدمت من خلاله شيئا لنفسي ولبيئتي الداخلية التي تسكنني، هناك حالات لا يمكن أن يعبر عنها الشعر، وهذا مرتبط بنفسية الشاعر بالدرجة الأولى، تأتي القصيدة في كثير من الأحيان لترصد حالة إنسانية منظمة وعميقة، بينما الرواية في قراءتها وفي كتابتها هي محاولة لتنظيم الفوضى التي تحيط بنا ونحيط بها. يبدو أن الرواية ستزاحم الشعر في التعبير وفي سعتها واحتوائها للأشياء الكثيرة، وأنك لهذا ربما صرت تنحاز لها على حساب الشعر؟ رابح ظريف: إنحيازي للرواية حاليا ليس أبديا، ولا أكذب عليك لو قلت أني لن أتخلى عن الشعر، بل وجدت أن روايتي «قديشة» فيها الكثير من الشعر الذي لم أستطع أن أقوله، وهذا جزء مهم من حسنات الرواية على كثير من الشعراء الذين تحولوا إليها. لكن دون أن يهملوا جهة الشعر، عز الدين ميهوبي مثلا كتب كثيرا في السرد، من مقالاته الصحفية ونصوصه الملحمية والسردية وصولا إلى سيرته «توابيت» إلى «إعترافات أسكرام»، وأحمد عبد الكريم شاعر كتب في الرواية أيضا. هناك سياقات لدى الشاعر يمكن أن تؤهله إلى دخول عالم الرواية في أي لحظة، خاصة إذا كان يملك تجربة سردية في الصحافة أو المسرح، لأن السرد حقيقة مغري. هل يمكن القول أن الرواية هي الجنس الذي يجيب الآن على سؤالك الفني الذي تبحث عنه في كتاباتك؟ رابح ظريف: في اللحظة الحالية نعم.. في لحظة أخرى لا أضمن لك. كأن نظرتك الحالية للشعر لم تعد منصفة، وبعبارة أخرى ربما قاسية؟ رابح ظريف: الشعر تعرض في العصر الحالي إلى أكبر مؤامرة اشترك فيها الناقد والشاعر والقارئ، قلت في إحدى حواراتي السابقة أن محاولة ضرب الشعر هو ضرب للغة العربية وهو تعدي على الوسيلة الوحيدة لنا نحن العرب لفهم النص الديني، لأن بنيتنا النفسية نحن العرب لا يمكن أن تصل إلى فهم القرآن إلا من خلال اللغة، في جمالها وبنائها وإعجازها، والأقرب إلى فهم النص الديني هم الشعراء ومن يتعاملون مع اللغة باحترام، مع اللغة وموسيقاها، لست من هواة ومهووسي نظرية المؤامرة، إلا أن الشاعر الحقيقي والأديب الحقيقي هو في الحقيقة إنسان راق جدا، وكتلة مهمة من الإنسانية، كيف يمكن أن يفهم الناس حقيقة النص الديني دون أن يقرأوا شعرا راقيا وجميلا، لذا أنا الآن حين أتكلم عن الشعر أتحدث عن هذا الواقع الذي أصبح فيه الشعر آخر اهتمامات الفرد العربي، مما تركه يدور في حالة فراغ روحية خطيرة. مازلت وفيا للشعر العمودي، ما الذي ينفرك من قصيدة النثر، ولماذا تصر على أن العمودي هو الشكل المناسب للشعر؟ رابح ظريف: «فاكهة الجمر» كانت نصا تفعيليا طويلا، وفيها هواش تتنوع بين العمودي والتفعيلة، وفائي للشعر العمودي من منطلق إيماني أن موسيقى الشعر وجدت في الكون وفي الطبيعة، ومع الاختلالات الكثيرة التي تعرض لها الكون داخل النفس البشرية تعرضت هذه الموسيقى إلى الخلل فظهرت قصيدة النثر، والتي أذكر أني أقرأ لكثير من كتابها، وليس لدي أي اعتراض عنها كنص، قلت أن أول خلل أصاب موسيقى النفس البشرية هو الذي استدعى الخليل بن أحمد الفراهيدي لأن يقنن قواعد العروض، فهو لم يضعها أو يبتدعها بل اكتشفها وحافظ عليها كما فعل الأسود الدؤلي مع قواعد اللغة. هذا يوحي لي وللكثيرين أن الشعر في أصله موسيقى واهتزازات نفسية وحالات عذبة من الغناء، الشعر لا يمكن أن يكون إلا غنائيا والذين يرفضون هذا الشكل يرفضون في الحقيقة طبيعة الشعر، الشعر هو حياة عميقة نحاول فيه أن نلجأ إلى لحظات فارقة نعيد فيها ترتيب الذات، أنا لست مفكرا ولا ينبغي أن أكون، أسعى إلى معرفة الكون من خلال القلب، بالنسبة لي القلب هو الوسيلة الوحيدة التي من خلالها أكون إنسانا، البعض من أصدقائي المبدعين يتهمني بأن نصي الشعري غير مثقف، ويكررها كل مرة وكأنه عليّ أن أمر على كل الأسئلة ولا أصل إلى أي إجابة، وهذا هو مشكل شعراء النثر يطرحون الأسئلة بشكل عشوائي ولا تعثر لهم على أي إجابة، أعترف أن السؤال مهم، لكن بالمقابل طرح السؤال من أجل السؤال ومن أجل «سيرك ثقافي استعراضي» أمر عادي جدا، علينا أن نطرح الأسئلة التي نعيشها نحن، لا أسئلة غيرنا، مهمتي كشاعر هي اكتشاف حدائق الإنسانية في النفس البشرية وليست إثارة الزوابع. مهمتي أن أمنح الإنسان فرصة ليجد ذاته الجميلة في نصوصي، لأني أدرك أنه غير قادر على هذه المهمة، وهي مسؤولية الشاعر. لماذا الرواية كثيرا ما تكون غواية الشاعر، في حين الشعر نادرا ما يكون غواية الروائي؟ رابح ظريف: من خلال تجربتي البسيطة وعلاقاتي الإنسانية مع عدد معتبر من كتاب الرواية، أدركت أمرا مهما، وهو أن معظم كتاب الرواية كانوا في بدايتهم يكتبون الشعر، وحين أقول بدايتهم أعني مراحل الطفولة الأدبية الأولى، ربما عجزهم عن تعلم موسيقى الشعر أو سهولة التعبير السردي مقارنة بكتابة القصيدة جعلهم يكتبون الرواية، مع مرور الزمن أصبحت قطيعتهم مع الشعر نهائية، لذا لا تشكل القصيدة غواية بالنسبة لهم لأنهم فصلوا في أمرها باكرا، عكس الشاعر، الشاعر لا يمكن أن يكون شاعرا رديئا في أول الأمر ثم يصبح شاعرا جيدا، إما أن تكون شاعرا أو لا.. فهذه القوة الغريبة التي يمتلكونها في طفولتهم الأدبية تجعلهم في مرحلة المراهقة التي قد تدوم طويلا يعيشون التجربة الشعرية دون التفكير في كتابة الرواية، في مرحلة أخرى من الزمن، وحين تتشكل لدى الشاعر قناعات فكرية معينة ويبتعد قليلا عن طفولته الشعرية يمكن أن يكتب الرواية لأنها قد تعبر عن هذا القلق الذي يتمكن من الشاعر في عجزه أحيانا عن مجاراة حياته القلقة والكريهة أحيانا، حياته كفرد في المجتمع طبعا، وحتى في مجال اللغة، الشاعر حين يكتب رواية يستمتع القارئ كثيرا بها، لأنها لغة شاعر. أنت صاحب لقب «شاعر الرسالة» في برنامج أمير الشعراء لقناة أبوظبي، هل تؤمن أن للشعر رسالة؟ رابح ظريف: للشاعر رسالة فنية لا تحدها الجغرافيا ولا يحيطها التاريخ، الشاعر ليس عليه أن يكون إماما ولا مفكرا ولا سياسيا، مهمته في الحياة هي أن يلغي الحدود الجغرافية والثقافية من بال الإنسان. أنا ألتقي مع المتنبي ومع شكسبير ومع قاسم حداد ومع الجواهري ومع باولو كويلو ومع المهلهل ومع ماركيز ومع الماغوط ومع بخت وغيرهم في غرفة انسانية ولا تهمنا الفواصل التاريخية ولا الحدود الجغرافية. كيف تستعيد تجربة أمير الشعراء، وماذا أضافت لك غير الأضواء والشهرة؟ رابح ظريف: طبعا من خلالها اكتشفت جيلا شعريا مهما في الساحة، وحقيقة عبرت عن حلم قديم لي بأن يستعمل الشعر الوسائط التكنولوجيا الحديثة في الوصول إلى المتلقي، ثم أنها أكدت لي أن القارئ العربي ذائقته شعرية بالدرجة الأولى، والدليل أن أكثر من 60 مليون مشاهد تابعوا حلقات برنامج أمير الشعراء في دورة واحدة. وماذا تقول عن اختيارك ضمن أفضل اثني عشرة شاعرا للمشاركة في المرحلة النهائية للتنافس على درع الجزيرة ل»شاعر الحرية» في برنامج فرسان الحرية الذي ستطلقه قناة الجزيرة؟ رابح ظريف: هو شرف كبير لي أن أكون ضمن هذه النخبة، ثم هو تكليف من حيث هو تمثيل للشعر الجزائري الجديد إن سمح لي الأصدقاء في الساحة، سأحاول أن أقدم صورة مشرفة وأريد أن أقول أن هذا البرنامج الجريء يؤسس لسياسة شعرية جديدة تحاول أن ترصد الواقع العربي الذي تأخر عنه الشاعر والمبدع عموما، هو فرصة لي لا كي أركب الموجة ولكن لأؤكد قناعاتي في ضرورة أن يتخلص الإنسان العربي من هذه الأنظمة الاستبدادية المتوحشة، موضوع الحرية من أرقى ما يمكن أن يتكلم عنه الشاعر اليوم ومن أهم ما افتقده الإنسان العربي قبل اليوم. صرحت مرة أنه كانت لك تجربة إعلامية وسياسية فاشلة، هل لك أن تحدثنا عن هذه التجربة وعن حيثياتها وملابساتها؟ رابح ظريف: نعم، في كلمة تقديم الشاعر عز الدين ميهوبي لديواني «فاكهة الجمر» قال: «من يعرف رابح ناشطا في صفوف الحركة الطلابية يخيل إليه أنه لا يكتب الشعر، وإن كتب فإن ما يكتبه لا يعدو أن يكون شيئا كالشعر». والله تجربتي السياسية أعطتني الكثير في فهم الإنسان وتناقضاته، وفشلت فيها ربما لأني كما قال أحدهم مارست السياسة بعقلية الشعر، غير أني أضمن لك أنها لو كانت في ظروف أخرى كانت لتنجح، غير أن الظروف الحالية لا يمكن أن ينجح فيها شاعر يعبر عن حياته بالقصيدة وبالمنبر، بدأتها كمسؤول على تنظيم طلابي وأنهيتها مؤسسا لتنظيم شباني وطني وأمينا عاما له، غير أني في الأخير عدت إلى مقعد الصحفي وكرسي الشاعر أكثر انتباها وامتلاءا مما كنت عليه قبل أن أجرب السياسة، بدأتها صغيرا وغادرتها في سن مبكرة أيضا. ماذا عن الشعر الآن، هل من ديوان جديد؟ رابح ظريف: لدي مجموعة «إلى وجهي الذي لا يراني» ربما ستسنح الظروف لترى النور قريبا. شكرا لجريدة النصر على هذه الالتفاتة الجميلة.