جدد سكان حوش جولالة التابع إقليميا لبلدية بوركيكة في تيبازة مطالبهم للسلطات المحلية لتزويد حيهم ببعض المرافق الضرورية كالغاز الطبيعي والإنارة العمومية وتعبيد الطرقات· وفي هذا الصدد أعرب هؤلاء السكان البالغ عددهم 330 عائلة عن امتعاضها وتذمرها إزاء سياسة التهميش والصمت المطبق عليها من طرف السلطات المعنية التي لا تعير مشاكلها أدنى اهتمام، كما لم تكلف نفسها عناء التنقل لعين المكان للوقوف على مدى حجم المعاناة والمتاعب اليومية التي يواجهونها في ذات الحي المعزول جراء افتقاده لأدنى الضروريات ومتطلبات الحياة الكريمة ابتداء من الطرقات والتي هي عبارة عن مسالك ترابية تتحول في فصل الشتاء إلى أوحال وصيفا إلى غبار، حيث يصعب التنقل بها حتى على الراجلين، أما المركبات فليس لها نصيب لدخول الحي بسبب طبيعة المسالك الداخلية الوعرة، أما عن غاز المدينة فهو أحد الأحلام التي لا تتحقق حسبهم رغم أن مركز شبكة الغاز لا تفصله عن المنطقة إلا مسافة قصيرة فقط، ورغم الشكاوي الموجهة للمسؤولين إلا أنها كانت مجرد حبر على ورق· إضافة إلى النقائص والمشاكل الأخرى التي يعانون منها على مستوى الحي منذ أكثر من 40 سنة، فالزائر لهذه المنطقة يخيل له أنه في إحدى القرى الداخلية التي لم تعرف مظاهر الاستقلال بعد، ويقف على مدى مأساة أناس أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم اتخذوا المكان مقرا لهم بالرغم من أن المنطقة لا تبعد على مقر الولاية إلا كيلومترات فقط إلا أن مظاهر الحياة البدائية والترييف لازالت قائمة وتلازم السكان في الوقت الذي ركبت فيه مناطق أخرى ركب الحضارة والتكنولوجيا، أما هذا االحوش لم يحظ بعد بأبسط الضروريات ومتطلبات الحياة اليومية على غرار الماء والطريق وغيرها من الحقوق الشرعية وهذا خلال النقص الفادح إن لم نقل المنعدم في المشاريع التنموية كغياب غاز المدينة الذي لازال هؤلاء السكان في عز الشتاء يلهثون وراء جلب قارورة غاز البوتان من أجل الطهي والتدفئة وعلى الرغم من دراية المسؤولين بانشغالات تلك العائلات إلا أنها لم تعمل على حل ولو جزء من جملة المشاكل القائمة· وأبدى سكان هذا الحي ل (أخبار اليوم) تخوفهم من استمرار السلطات في تعنتها ضاربة معاناتهم اليومية عرض الحائط بالرغم من أن حيهم تابع لمنطقة أثرية وسياحية، وفي هذا الصدد أكد أحد السكان أن مشاكلهم تتضاعف مع حلول كل فصل شتاء لاسيما في ظل انعدام غاز المدينة ما يجبرهم على قطع مسافات لاقتناء قارورات غاز البوتان التي أثقلت كاهلهم، والمجهود العضلي المبذول في جر وحمل القارورات سالكين بذلك مطبات ترابية، لا تصلح للسير الأمر الذي زاد من متاعبهم اليومية، هذا فضلا عن غياب الإنارة العمومية ما جعلهم يعيشون في ظلام دامس ساهم بشكل كبير في عمليات السطو على المنازل والاعتداءات المتكررة على المواطنين، يحدث هذا في غياب الأمن والسلطات المحلية ليبقى المواطن يصارع الظروف القاسية والاعتداءات بحي معزول ومنسي·