استعرضت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ملف الاختطاف والاحتجاز الذي تعرّضت له الطفلة (سناء) ذات السبع سنوات، حيث قام المختطفون بنقلها من العاصمة إلى ولاية سطيف أين تمّ احتجازها في إحدى المزارع لمدّة 48 ساعة بغرض الحصول على فدية من ذويها قدّرت ب 500 مليون سنتيم، غير أن مصالح الأمن تمكّنت من الإيقاع بالمجرمين وإحالتهم على العدالة بجناية اختطاف واحتجاز قاصر والمطالبة بفدية، والتي اِلتمس بشأنها ضدهم ممثّل الحقّ العام عقوبة المؤبّد· تفاصيل الجريمة الشنعاء التي اهتزّ لها حي (لابروفال) بالقبّة تعود إلى تاريخ 28 أفريل 2005، عندما اعترض المتّهم (م· يونس) طريق الضحّية أثناء توجّهها إلى المدرسة بحجّة أنه صديق لوالدها، وأنه طلب منه مرافقتها حتى يصلها إلى بيت جدّتها بولاية خميس الخشنة. وعليه ولبراءة الطفلة وافقت مباشرة وامتطت السيّارة التي كان على متنها المتّهمان (ل·رابح) و(ت· سعيد)، هذا الأخير كان يقود السيّارة، حيث توجّهوا إلى عاصمة الهضاب العليا سطيف أين قاموا باحتجاز الطفلة لمدّة 48 ساعة اتّصلوا خلالها بوالدها الذي سبق وأن تعامل معهم في تجارة العملة الصّعبة وطلبوا منه مبلغ 500 مليون سنتيم وهدّدوه بقتل ابنته في حال إبلاغ مصالح الأمن· الضحّية الأب توجّه مباشرة إلى مصالح الأمن أين أودع شكوى، ولحسن حظّه أن المتّهم (م· يونس) صعب عليه حال الطفلة فاتّصل خفية عن بقّية المتّهمين وأخبره بمكان تواجدها، ليتنقّل الوالد رفقة مصالح الأمن إلى المزرعة أين وجدوا الطفلة في حالة إرهاق شديد مصحوبة بالخوف والهلع، في حين فر المتّهمون إلى وجهة مجهولة، غير أن مصالح الأمن تمكّنت من إلقاء القبض عليهم· وقد كشفت جلسة المحاكمة أمس أن الدافع وراء ارتكاب المتّهمين الثلاثة لجريمتهم هو قيام والد الضحّية بالنّصب عليهم في عملية ترويج العملة الصّعبة، حيث قام المتّهمان (م· يونس) و(ت· سعيد) بتسليمه مبلغ 50 ألف أورو مقابل 590 مليون سنتيم، غير أن الضحّية سلّمهم مبلغ 90 مليون سنتيم ورفض تسديد بقّية المبلغ، حيث أغلق جهاز هاتفه فلم يجدا وسيلة لاسترجاع مالهما سوى اختطاف ابنته، وهي الفكرة اقترحها عليهم المتّهم (ل·رابح). هذا، وقد تميّزت جلسة المحاكمة بعدم حضور والد الضحّية لتواجده في السجن في قضايا تتعلّق بالنّصب والتزوير، غير أنه سبق وأن كشف خلال محاضر استماعه أنه لا يعرف المتّهمين ما عدا المتّهم )م· يونس) باعتباره مقاول وقد قام ببعض أشغال الترميم في منزله·