تعرف منطقة جامع اليهود خلال هذه الأيام حركة غير عادية من خلال الازدحام الكبير على طول الشارع الذي ضاق بالمارة وطاولات بعض التجار الشباب الذي يعرضون مختلف الألبسة الخاصة بالرجال ومؤخرا طاولات لبيع مختلف أنواع المفرقعات تحضيرا لذكرى المولد النبوي الشريف الذي لا تفصلنا عنه إلا أياما معدودات· اشتكى أصحاب المحلات التجارية التي تملأ هذا الشارع والتي تختص ببيع ألبسة الرجال من المنافسة الشديدة التي يجدونها من طرف بعض الباعة الذي يعرضون تقريبا نفس السلع على طاولاتهم وبنفس الأسعار والزبائن يتجهون مباشرة إليهم، والآن جاء دور هؤلاء الباعة الذين يواجهون وككل عام هذا التزاحم من طرف بعض الشباب لبيع المفرقعات، حتى أن أحد بائعي الألبسة اضطر هو الآخر إلى تغيير حرفته مؤقتا والتجاوب مع هذا التغيير الحاصل في المنطقة من خلال عرضه هو كذلك للمفرقعات التي تلقى رواجا واسعا خاصة في هذا الشارع من خلال أن هناك مواطنين يأتونه من مناطق بعيدة من أجل شراء المفرقعات فقط من جامع اليهود·· وبالتالي بات من المستحيل المرور بجامع اليهود خلال هذه الأيام فحتى المواطنون الذين اعتادوا على سلوك هذا الطريق والاجتياز عبره للوصول إلى سوق الخضر والفواكه المتواجد في وسط جامع اليهود والمعروف بأسعاره الزهيدة على حساب النوعية أحيانا إلا أنه يناسب العائلات البسيطة ويلقى توافدا كبيرا على طول الأسبوع، إلا أنهم وجدوا صعوبة كبيرة في سلك الشارع، بل إن بعضهم سيقاطع السوق إلى حين انتهاء فترة الاحتفال بالمولد النبوي فكلما اقترب المولد يصبح المرور بهذا الشارع خطرا كبيرا على سلامة المواطنين·· وغير بعيد عن هذا السوق انتقلت العدوى إلى كل من سوق بوزرينة وسوق الروتشار، فبعض الباعة المتجولين الناشطين في هذين السوقين تحولوا من بيع بعض السلع والبضائع المختلفة إلى بيع المفرقعات التجارة الأكثر جلبا للأرباح خلال هذه الفترة، ورغم ملاحقتهم من طرف عناصر الأمن إلا أنهم لا يتعبون من عملية الكر والفر التي لا مناص منها، والحالة هي ذاتها تعيشها أغلب الأسواق الشعبية بالعاصمة وحتى الطرقات العامة والرئيسية، حتى أن بعض الباعة أصبحوا يعرضون هذه المفرقعات علنا في الشوارع الرئيسية في غياب الرقابة أو التساهل من طرف بعض السلطات، فحسب بعض المصادر فحتى حي باب الوادي تحوّل هو الآخر إلى ما يشبه جامع اليهود من خلال العرض المكثف لمختلف أنواع المفرقعات التي يتفنن أصحابها في عرضها أمام أعين المراهقين لإجبارهم بصفة غير مباشرة على الشراء والمتضرر الوحيد يبقى المواطن من خلال تعرضه للابتزاز العلني من طرف هؤلاء الباعة لإفراغ ما تبقى في جيبه ومن ثمة احتمال تعرض أطفاله وأسرته للإصابة بالاحتراق بلهيب هذه المفرقعات، ومن المتوقع أن تزداد الأمور سوءا خلال الأيام القادمة بقرب موعد الاحتفال بالمولد النبوي من خلال وقوع العديد من الجرحى ككل عام··