تشهد أسواق المفرقعات " بجامع ليهود'' بالنسبة لبائعي الجملة ، و ساحة الشهداء لبائعي التجزئة عرضا محدودا مقارنة بالسنة الماضية ، رغم أنه لم يبقى على حلول المولد النبوي الشريف سوى يوم واحد ، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المفرقعات و قلة الإقبال على اقتنائها من طرف المواطنين الذين تعودوا على استكشاف هذه الأسواق أسابيع قبل الموعد و أرجع الباعة ذلك إلى الخناق الذي فرضه الدرك على تسويق هذه المواد التي تشكل خطرا على صحة مستعمليها ، مؤكدين أنهم استنجدوا بسلع السنة الماضية التي عوضت تلك المستوردة هذه السنة. في جولة قادت " صوت الأحرار" إلى سوق " الروتشار" أكثر الأسواق الشعبية في العاصمة انتشارا لتجارة المفرقعات ، وقفنا على مدى إقبال المواطنين عليها و التي تظل محل اهتمامهم ،حيث أكد الباعة أن الإقبال يكون بشكل أكبر مع بقاء يومين أو يوم واحد للمولد النبوي الشريف ،مضيفين أن تجار التجزئة هم من يتوافدون بكثرة عليهم من أجل شراء كميات كبيرة يقومون بإعادة بيعها في منطقتهم . و لعل الأسعار المرتفعة نوعا ما التي عرفتها المفرقعات هذه السنة هو الذي دفع بالعديد من المواطنين إلى تأجيل اقتنائها إلى حين اقتراب الموعد رغبة منهم في أن تسجل انخفاضا كما جرت العادة في كل مرة، وحسب أحد تجار الجملة بالسوق ذاته فقد بلغت الزيادة في تلك الأسعار إلى 25 بالمائة ،و هذا راجع إلى قلة السلع المعروضة حيث تعرضت العديد من الحاويات إلى الحجز من طرف الدرك الوطني الذي يشدد الخناق على هذه التجارة خلال هذه الفترة ، وأمام هذه الوضعية –يضيف –لجأ الكثير من الممولين إلى الاعتماد على السلع المتبقية من السنة الماضية الأمر الذي أدى على ارتفاع أسعارها وعليه فإن السلع الجديدة يجد أصحابها صعوبة كبيرة في إدخالها إلى الأسواق. خلال هذه الزيارة لاحظنا أنه رغم قلة العرض حسبما زعمه هؤلاء الباعة إلا أن ذلك لم يمنع من غزو المفرقعات للأسواق التي اكتظت عن لآخرها بطاولات بيع هذه المنتجات التي تبقى محظورة من طرف القانون الجزائري حيث تحول سوق "الروتشار "وبجانبه ساحة الشهداء ،و بالقرب أيضا من جامع كتشاوة إلى فضاء مفتوح على هذه التجارة التي تشكل قبلة المواطنين بمختلف شرائحهم ،حيث يغتنم الباعة هذه المناسبة من أجل تحقيق أرباح كثيرة ككل تجارة مرتبطة بمناسبة ما كما جرت العادة لدى هؤلاء الباعة الموسميين. مفرقعات متنوعة و بأسعار متفاوتة لا يجد المتجول عبر هذه الطاولات نفسه سوى منبهرا بكل تلك الأنواع المختلفة من المفرقعات، و التي تختلف من حيث الشكل و الحجم و القوة التي تحدثها لدى انفجارها و هو المطلب الذي يشدد عليه الشباب خاصة،حيث يتوقف الزبائن لتفحصها و الاستفسار عن مدى قوة الضجة التي تحدثها و أخيرا عن الثمن الذي اعتبره الكثيرين مرتفعا مقارنة بالسنة الماضية ،فمازالت " الشيطانة "و "دوبل بومب" و" غروناد" تستهوي الموطنين بسبب مفعولها القوي التي من الممكن أن يحدث أضرارا جسيمة بالأشخاص ، و رغم سعرها المرتفع فهي تثير اهتمام الجميع حيث تباع الواحدة من الأولى و الثانية ب 20 دج و الثالثة ب 70 دج. حاولنا التعرف من أحد الباعة عن ما هو جديد هذه السنة من المفرقعات فقال أحد الباعة أنها مفرقعات ذات قوة مدوية يطلق على إحداها " سوبر توب " ويقدر ثمنها ب 200 دج ، و أخرى بحجم أكبر ب 250 دج ، وهي آخر ما جادت به قريحة العملاق الصيني الذي يحتل المرتبة الأولى من حيث تصدير هذه المواد للسوق الجزائرية ،و لدى استفسارنا عن بيعهم لها رغم الخطورة التي تشكلها على صحة المواطنين أكد أحد الباعة بساحة الشهداء أنه يحرص على بيعها إلى الكبار أي ما فوق عشرين سنة ، فيما رد أحدهم بسخرية قائلا "إدا تساليها لجارتك أديلها وحدة ". تركنا هؤلاء وحاولنا الاقتراب من أحدهم للاستفسارعن مصدر هذه المادة فأكد أنه " سر المهنة " و لايمكنه اطلاعنا عنه، مقتصرا على ذكر المنطقة و هي عين طاية رغم أننا لم نعر أهمية كبيرة لذلك لأنها بالتأكيد محاولة لإعطائنا إجابة والسلام،لأن ذلك ليس من مصلحته إفشاء تلك الأسرار لأنه وضع ما يقارب 60 مليون سنتيم في هذه السلعة التي تعتبر مصدر رزقه في هذه الفترة كونها تضم كل ما جناه من المهنة التي يمارسها في سائر الأيام الأخرى. باعة يحذرون من خطورة المفرقعات أكد أغلب باعة المفرقعات الذين تحدثنا إليهم خلال جولتنا لسوق ساحة الشهداء ، أن الإقبال على هذا النوع من السلع يعرف إقبالا أكبر مع اقتراب المولد النبوي الشريف، و رغم ارتفاع أسعار بعض المفرقعات، إلا أن المواطن لا يولي اهتماما بالأسعار بقدر ما يرغب في إدخال البهجة على قلوب أبنائهم خلال هذه المناسبة الكريمة ،و في هذا الإطار أكدت إحدى السيدات أنها تساهم بقسط من راتبها لشراء هذه المفرقعات مشددة على حرصها في اقتناء تلك البسيطة منها لأنها اقل ضررا من جهة و سعرها مقبول و الذي يقدر ب 100 دج لثلاث علب ،و لم يتوانى أحد الباعة في تذكير أحدهم بخطورة بعض المفرقعات الموجودة حاليا في الأسواق و تأتي على رأسها" الشيطانة" التي تحتوي على مادة البلاستيك التي تتسبب في حروق بليغة ، إضافة إلى تلك التي تحدث انفجارات مدوية في الأحياء ، خاصة مع لامبالاة بعض الشباب الذين يجعلون من تقاذف هذه المفرقعات لهوا غير مكترثين للنتائج الجسيمة التي يمكن أن تحدثها . و كانت مصالح الحماية المدنية قد سجلت السنة الماضية 30 تدخلا بالعاصمة فقط، حيث أحصت 5 جرحى، 2 منهما أصيبا على مستوى العين و2 على مستوى الأرجل وواحدة على مستوى الذراع فيما تسبب الاستعمال العشوائي للمفرقعات في 7 حرائق بالمنازل. و بالرغم من التحذيرات التي يطلقها المختصين حول خطورة هذا الاستعمال إلا أن أغلب المواطنين يرضخون لطلبات أبنائهم و إن كانت الكمية قليلة و لم يعد العنصر النسوي مستثنى من الاحتفال بالمولد بهذه الطريقة حيث أصبحن ينافسن الرجال في ذلك ، و عليه تأتي المفرقعات لتقضي على ما تبقى من مال في جيوب المواطنين .