لا يفصلنا عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف المصادف ل 26 من الشهر الجاري سوى أياما قليلة، وككل سنة تشهد مختلف البلديات التي تحتضن الأسواق الموازية انتشارا واسعا لتجار المفرقعات الذين لا يتأخرون عن الموعد لعرض مختلف السلع، وما شد انتباهنا هو الأنواع الجديدة للمفرقعات التي تباع عبر أزقة العاصمة بساحة الشهداء من جهة ووسط ساحة مسجد ''كتشاوة'' من جهة أخرى، حيث يغتنمون كعادتهم اقتراب موعد الاحتفال للمتاجرة وربح المال، نظرا للإقبال الكبير من طرف المواطنين الذين يخلقون الجو البهيج كالعادة. وحسب بعض التجار الذين قصدتهم ''الحوار'' فقد أكدوا أن الأسعار لم تمنع إقبال المواطنين على هذه المتفجرات، خاصة وأن سعر المفرقعة الواحدة يتراوح بين 25 دج إلى 30 دج، في حين تتراوح أسعار العلبة الواحدة ما بين 250 دج إلى 300 دج. مفرقعات من كل الأنواع وبشتى الأسعار الصين تتصدر البلدان المصدرة ''الشيطانة'' البلغارية، أو ''الجنية'' الصينية، وحتى ''دوبل بومب''، و''غروناد'' أنواع لمفرقعات تصنع الحدث هذه الأيام على طاولات الباعة الذين يجدون فيها فرصة لامتصاص ما تجود به جيوب الصغار والكبار في أمور تعد ''محظورة مرغوبة''، ''سمير'' صاحب طاولة كبيرة لبيع المفرقعات بساحة الشهداء، وجدنا حوله عددا لا بأس به من الرجال والنساء والأطفال يستطلعون أنواع المفرقعات الجديدة ويسألون عن أسعارها التي تكاد تكون خيالية في بعض الأنواع، تقدمنا إليه من أجل الاستفسار عن مصدر هذه المواد التي تعد محظورة برغم وجود أعوان الشرطة على بعد أمتار منه، فقال لنا هذا سر المهنة ولكن أؤكد لكم بأن ما تجدوه عندي هو نفسه ما ستجدوه في ''الروتشار'' و''جامع ليهود'' (الأسواق الشهيرة بالعاصمة)، فالشيطانة ب 30 دج للواحدة والجنية ب 50 دج، ولدي حتى ''الفيميجان'' ب 1200 دج، زيادة على أنواع أخرى تصل أثمانها إلى 800 دج و1000 دج''. وعند سؤالنا عن رأسماله في هذه الطاولة، كشف بأنه بدأ البيع في هذه الطاولة أسابيع قبل الاحتفالات بالمولد وهذا لتوسعة دائرة الزبائن، مضيفا أنه صرف أزيد من 20 مليون سنتيم حتى الآن، كما أن له طاولات في أحياء أخرى يديرها رفقاؤه ليساعدوه بالبيع فيها''، أما ''محمد'' صاحب طاولة ب''الروتشار'' المكان الذي تغزوه تجارة المفرقعات، فقال لنا بأنه رغم نقص تهريب المفرقعات خلال هذا الموسم، إلا أنه لا يزال الممول الرئيسي لهذه الطاولات طوال العام بمفرقعات من شتى البلدان، بلغاريا، فرنسا، إسبانيا رومانيا، وأما نصيب الأسد فهو للمفرقعات الصينية وبنسبة أقل بكثير من التهريب الحدودي عبر الحدود الشرقية على غير العادة .. النساء أهم الزبائن لم يتركنا فضولنا نعود أدراجنا دون أن ندخل وسط جماعات النساء اللواتي غزون طاولات المفرقعات، الأمر الذي أدى إلى إحداث ضجة من طرف بعض الرجال الذين تذمروا وطلبوا من النساء ترك ولو ثغرة صغيرة لشراء ما يحتاجون إليه، وفي حديثهن إلينا أكدت بعض النسوة التي أن هذه المفرقعات خاصة منها التي تحمل أسماء المنتخب الوطني دليل على حبنا لهذا المنتخب الذي رفع رؤوسنا أمام البلدان الأخرى وسنعيش الفرحة مرة أخرى يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. من جهتها أكدت إحدى السيدات أنه لا يمكن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف دون تفجير المفرقعات، مضيفة في ذات السياق أن ''ساحة الشهداء'' تتحول إلى ما يشبه حلبة صراع من طرف الشباب الذين يرمون بالمفرقعات فيما بينهم من جهة ومشاركة الجيران من الشرفة من جهة أخرى. يبيعونها لكنهم يؤكدون خطورتها أكد مختلف تجار المفرقعات الذين قابلناهم خلال جولتنا الخاطفة لأسواق العاصمة، أن الإقبال على هذا النوع من السلع عرف ارتفاعا محسوسا مع انطلاقة الأسبوع الجاري، كما سيشهد ارتفاعا أكثر مع اقتراب موعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وذلك رغم ارتفاع أسعار بعض المفرقعات، مؤكدا أن المواطن لم يعد يهتم بالأسعار المقررة، بل يهتم بالأنواع الجديدة لهذه المتفجرات. وأضاف ذات التجار أن المفرقعات التي تباع حاليا على مستوى مختلف الأسواق خطيرة جدا، مؤكدين في ذات السياق أنها مصنوعة بطريقة جد معقدة وانفجارها يخلق ضجة ضخمة وسط الأحياء، وليس فقط داخل البيوت. من جهته دعا أحد التجار إلى الاحتراس من هذا النوع من المفرقعات التي تنفجر بطريقة مخيفة، خاصة الشباب الذين سيخاطرون بأنفسهم لمجرد اللهو واللعب. مفرقعات بأسماء اللاعبين تزامنا وموعد المونديال كشف تجار المفرقعات الذين تحدثنا إليهم عن الأسماء الجديدة التي سميت بها المفرقعات، والتي حملت هذه المرة تزامنا واقتراب موعد المونديال أسماء بعض أعضاء المنتخب الوطني أمثال عنتر يحيى واللاعب زياني وغيرهما من اللاعبين الذين اشتهروا أثناء الدورة الإفريقية لهذه السنة، وحسب ما أكده أحد التجار فإن هذه الأسماء التي وضعت على المفرقعات خلقت حالة من الإقبال الكبير عليها من طرف المواطنين وفي مقدمتهم الشباب الذين تأثروا باللاعبين وباتوا يصرفون أموالا كبيرة من أجل الحصول على تلك المفرقعات، مضيفا في ذات السياق أن الإقبال من طرف الإناث كان كبيرا جدا، الأمر الذي أكد إعجاب الفتيات بلاعبي المنتخب الوطني.