"هل أصبحنا نصارى..هل من قوانين تمنع مثل هذه التصرفات.." عبارات أطلقها العديد من فئات المجتمع الجزائري بمناسبة حلول عيد المسيح الموافق ل24 من شهر ديسمبر في ظل انتشار ثقافة الاحتفال بهذا اليوم سرا وعلانية، بل أبعد من هذا. حيث أصبحت بعض المدارس التربوية الخاصة وروض الأطفال عبر عدة نقاط من العاصمة تعظّم هذا اليوم وتدرجه ضمن البرنامج المعمول به والنشاطات الثقافية التي تقام بتلك المدارس، والخطير هو أن الأطفال في مثل هذا السن يستقبلون هذه الأفكار بتلقائية حتى ولو كان الهدف من وراء تنظيم هذه الاحتفالات هو الترفيه، وقد ترسخ في أذهانهم وتصبح بمثابة العادة والتقليد الذي لا يمكن الاستغناء عنه. أجواء هذا الاحتفال أصبحت تعيشها بعض المدارس الخاصة و روض الأطفال، حيث تشير شهادات حية لأولياء تلاميذ اتصلوا ب"الشروق اليومي" أن أطفالهم احتفلوا بهذا الحدث حيث تم تحضير شجرة الصنوبر التي زينها الأطفال، كما وُزعت عليهم رسومات وصور لبابا "نوال"، مؤكدين أن بعض الأساتذة قاموا بشرح هذا الاحتفال والتعريف به من خلال لمحة تاريخية عن هذه الاحتفالات وعظمة إحيائها وأن الاحتفال به يف الجزائر يُعد ضربا من الحضارة والتطور. ورغم التحذيرات والتنبيهات التي يطلقها الأئمة والعلماء في العالمين العربي والإسلامي وفي الجزائر على وجه التحديد من الاحتفال بأعياد المسيحيين إلا أن هناك إصرارا على إقدام العديد الأفراد على إحياء تلك الأيام بل والاحتفال بها أكثر من النصارى، حتى بتنا "أكثر ملكية من الملك" على حد تعبير المثل الشائع. والعجيب أن الجميع أصبح يجد المبررات للاحتفال بحجج أسموها "تفتحا وتحضرا وعصرنة ومواكبة، وهو ما يظهر للعيان في العديد من شوارع العاصمة والمدن الكبرى من خلال أشجار الصنوبر الحلبي التي تزين الفنادق والصالونات، و الشرائط المتنوعة والمصابيح الملونة في النوادي والمطاعم والمحلات مكتظة بالأضواء والشراشف وتحف شخصية سانتا كلوز أو (بابا نويل) وأجراسه وحتى لباسه الأحمر والأبيض بل حتى لحيته تباع في محلات الألعاب والهدايا ومتاجر الألبسة والأواني المنزلية... وبات صناع الشكولاته والحلويات في أوج نشاطهم لتصنيع "شجرة الصلب" (كعكة خاصة بهذه الاحتفالات) التي يفتخر الكثير بشرائها وحملها ليتباهى بها أمام الناس.. لعل الكثير قد يربط سبب هذه الاحتفالات بارتباط المجتمع الجزائري بصورة كبيرة بالمجتمعات الغربية وبثقافتهم وتقاليدهم وعاداتهم لدرجة التقليد الأعمى دون إدراك بخطوة هذا السلوك وما قد ينجم عليه ! نسيمة بلعباس