علمت (أخبار اليوم) أن عمال الأسلاك المشتركة والمهنيين العاملين في قطاع التربية بولاية بجاية، قد قرروا مواصلة الإضراب لمدة أسبوع آخر، وهذا رغم الإجراء الذي اتخذته الوزارة الوصية بخصم أيام الإضراب من رواتبهم الشهرية، وقد استلمت إدارات المؤسسات التعليمية مراسلة في الموضوع لمباشرة عملية الخصم، والوضعية الحالية والتي تتجه نحو التعفن، ما من شك ستزيد من معاناة التلاميذ من جهة، وتعرقل السير العادي لهذه المؤسسات ويبقى الضحية الأولى قبل كل شيء هم التلاميذ الذين يتحملون تبعات ما يحدث من إضطرابات وتأخر في المقرر الرسمي ومن الفوضى التي بدأت تنخر الوسط المدرسي وتدفع نحو استفحال العنف، والملاحظ أن تلاميذ المناطق الريفية والنائية هم من يقاسون الأمرين جراء غلق المطاعم المدرسية وانعدام الوجبات الغذائية تزامنا مع موجة البرد التي تشهدها هذه الأيام· من جهتهم، ما يزال تلاميذ (الباكالوريا) قلقون جراء الأوضاع الحالية التي تمر بها مؤسساتهم بسبب إصرار العمال المضربين على قرارهم وتجاهل حقوق التلاميذ من وجوب توفر شروط النظافة والصحة داخل هذه المؤسسات، أضف إلى ذلك التخوف من التأثيرات السلبية التي قد تسبب في تعطيل الدروس كما هو الشأن حاليا وينتج عن ذلك تأخر في تطبيق البرامج الرسمية وبالتالي سيتحولون إلى ضحايا النزاعات المهنية، ويطالبون السلطات العمومية بالتدخل قصد جعل مصلحة التلاميذ فوق أي اعتبار مهما كانت الظروف. من جهة أخرى، شهدت العديد من المؤسسات التعليمية من متوسطات وثانويات الواقعة في بعض البلديات والدوائر مثل برباشة وصدوق·· بولاية بجاية، شلل تام منذ الثلاثاء الماضي من قبل الأسرة التربوية، مما حرم الآلاف من التلاميذ من الدراسة، والأسباب التي يبرر بها هؤلاء المضربون هو انعدام النظافة في الأقسام والحجرات البيداغوجية وكذا غياب الأمن، وهذه الوضعية السلبية ناتجة من الانعكاسات التي تمخضت جراء إضراب عمال الأسلاك المشتركة والخدمات، حيث تحولت المؤسسات التربوية إلى مزابل محشوة بالأوساخ والقاذورات، ناهيك عن مراحيض الذكور والإناث التي يستعملها سواء التلاميذ أو الطاقم الإداري والتربوي، والأولياء يتخوفون من استمرار هذه الوضعية التي يرثى لها، والتي مسّت المرافق التربوية والتعليمية، كما أن هذه الأزمة إن طال أمدها ستؤثر على مدى تقدم البرامج والمناهج الدراسية المقررة· .. أساتذة متوسطة برشيش يتوقفون عن العمل بسبب العنف المدرسي توقف أساتذة متوسطة برشيش أول أمس عن العمل، احتجاجا على تعرض أحد زملائهم إلى العنف من قبل تلميذ من قسم السنة الرابعة متوسط خلال دورة كروية نظمت في إطار الجمعية الثقافية والرياضية، وحسب الأستاذ المعتدى عليه فإن التلميذ قد وجه له لكمة قوية على وجهه، ثم فرّ من المؤسسة، ليحضر أباه بعد دقائق إلى المؤسسة، وهذا الأخير لفظ كلمات بذيئة على الأستاذ وعلى الأسرة التربوية العاملة بالمؤسسة، وهذا الوضع أجبر الأستاذ على تحرير تقريرا مفصلا حول الحادث ليطلب من المدير إحالته على مجلس التأديب قصد فصله عن الدراسة بسبب ضرب وإهانة الأستاذ، وفي هذا الشأن أقدم المدير على تحضير الإجراءات الإدارية والقانونية حول الموضوع، بعد أن استمع للتلميذ ولوالده، ورغم ذلك فإن أساتذة المؤسسة قرروا التوقف عن العمل لمدة يوم واحد، بغية التنديد بالعنف ومطالبة السلطات العمومية لإيجاد حلول عاجلة لهذه الظاهرة السلبية الدخيلة على المنظومة التربوية والتي قد تهدد مستقبل المدرسة الجزائرية، تزامنا مع الانفلات الأخلاقي والأمني الذي يعيشه المجتمع الجزائري في المدة الأخيرة. وللإشارة فإن حالات من العنف قد تم تسجيلها بولاية بجاية على مستوى العديد من المؤسسات التعليمية، وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا، لكبح جماح هذه الظاهرة وإعادة قاطرة المدرسة على السكة كونها تعتبر المحرك الأساسي للمجتمع·