فتحت متوسطة "برشيش" الواقعة ببلدية "القصر" الواقعة بولاية بجاية، أبوابها للتلاميذ في سنة 2001، ففي السنوات الأولى عايشت أحداث منطقة القبائل فكانت في قلب الصراع فتعرضت جراء ذلك إلى حوادث كثيرة، أثرت عليها كثيرا. منها الجانب السلوكي للتلاميذ، وأيضا ما تعرضت إليه هياكل المؤسسة من كسر وتخريب، ورغم ذلك استطاعت الإدارة وبفضل الفريق التربوي تقويم الوضع وإعادة الأمور إلى مجاريها الطبيعية، فتحسنت كثيرا إلى أن أصبحت في السنوات الأخيرة من أحسن المتوسطات على مستوى دائرة "القصر"، وحاليا يتمدرس فيها ما يقارب 905 تلميذ موزعين على 25 فوجا تربويا ويؤطرهم 44 أستاذ في مختلف المواد، إلى جانب ذلك تتوفر على 3 ورشات و3 مخابر وبها مكتبة تحتوي على 1377 عنوانا من مختلف المواد العلمية والأدبية والثقافة والمجلات. هذا وقد حققت في السنة الدراسية الفارطة نسبة نجاح في شهادة التعليم المتوسط تقدر ب 85.25 بالمائة مقارنة بالسنة ما قبلها والتي لم تتعدى نسبتها ال 74 بالمائة، ورغم هذا الاستحقاق في المجال التربوي فإن التلاميذ يعانون منذ السنة الدراسية الجديدة 2010 /2011، من ضغط كبير في ممارسة النشاط الرياضي بسبب انعدام ملعب مدرسي، فهم يمارسونه في الوقت الراهن داخل ساحة المؤسسة، وهو ما أحرج الكثيرين من الأساتذة بسبب الضجيج وتأثيره السلبي على تحصيل التلاميذ وتركيزهم على المتابعة داخل الأقسام، ومن جهة أخرى فإن المتوسطة فتحت أقسام لتعليم مادة الإعلام الآلي المقررة من وزارة التربية الوطنية، لكن أيضا انعدام أجهزة الإعلام الآلي حال دون تمكين الأساتذة والتلاميذ من التحصيل الجيد، بل تقدم دروس هذه المادة نظريا في حين أنها تقتضي استخدام أجهزة الحاسوب في التطبيق وتجسيد المعارف، وقد وعدت مديرية التربية منذ سنتين منح المؤسسة حوالي 20 جهازا، إلا أن ذلك لم يتحقق وبقي التلاميذ بدون أي نشاط تطبيقي يذكر. وعليه فإن جمعية أولياء التلاميذ لهذه المؤسسة لاسيما رئيسها السيد "ناصر.م" يناشد الوزارة بالإسراع إلى تجهيز المؤسسة بالوسائل المطلوبة، وتمكين التلاميذ من متابعة دروسهم بالكيفية المطلوبة لتوفير الشروط الضرورية من جهة، وتحقيق نسبة عالية من النجاح في شهادة التعليم المتوسط من جهة ثانية، وحتى في المستويات الأخرى، وفي سياق موازي تؤكد ذات الجمعية مساندتها لإدارة المؤسسة، لتقوم بمهامها المنوطة بها على أحسن وجه، كما أن المؤسسة في حاجة ماسة إلى تدعيمها بالإطار البشري لاسيما أعوان الخدمات، ويأمل الجميع أن تستمر هذه المؤسسة في طريق النجاح والحصول على أكبر نسبة ممكنة تجسيدا للإصلاحات التي أقرتها وزارة التربية الوطنية، ولما لا تكون متوسطة "برشيش" نموذجية في هذا المجال.