انتقل إلى رحمة اللّه صباح الاثنين 30 جانفي بالمستشفى العسكري لعين النعجة (محمد الصغير نقاش) بالجزائر العاصمة الوزير السابق في الحكومة المؤقّتة للجمهورية الجزائرية عبد الحميد مهري عن عمر يناهز 85 سنة، لتفقد الجزائر مجاهدا فذّا وسياسيا محنّكا سلّم روحه إلى بارئها بعد صراع مرير مع المرض· وكان الرّاحل الذي فقدته الجزائر إلى الأبد قد شغل أيضا منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني من سنة 1988 إلى 1996· ويعدّ الفقيد عبد الحميد مهري أحد رموز الثورة الجزائرية ووجوهها البارزة، حيث كان مجاهدا وسياسيا ودبلوماسيا ترك بصماته قبل وبعد الاستقلال· والمرحوم من مواليد 3 أفريل 1926 بالحرّوش (ولاية سكيكدة)، زاول دراسته بالمدارس الحرّة الجزائرية لينتقل بعدها إلى تونس حيث درس اللّغة والأدب العربيين في جامعة الزيتونة· انخرط الفقيد في صفوف حزب الشعب الجزائري، حيث شغل منصب عضو في اللّجنة المركزية للحزب من 1951 إلى غاية 1953، اعتقل في نوفمبر 1954 وبقي في السجن إلى غاية 1955 ليلتحق بعدها بالقاهرة أين تمّ إرساله إلى دمشق بصفته الممثّل الدائم لجبهة التحرير الوطني، كما شارك أيضا في مؤتمر طنجة الذي ضمّ مسؤولي أهمّ الأحزاب المغاربية· وشغل الفقيد العديد من المناصب في الحكومة المؤقّتة للجمهورية الجزائرية، حيث تولّى منصب وزير شؤون شمال إفريقيا من 1958 إلى 1959، ثمّ وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية (1959 إلى غاية 1961)· كما تولّى المرحوم منصب الأمانة العامّة للّجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، ثمّ منصب الأمين العام للحزب، أمّا مهنيا فقد شغل مناصب أخرى من بينها مدير المدرسة العادية لبوزريعة (1964 إلى 1970) والأمين العام لوزارة التعليم (1970 إلى 1977)، ثمّ مدير المدرسة الوطنية لبوزريعة (1978 إلى 1979). وفي المجال الدبلوماسي عيّن الفقيد سفيرا للجزائر بباريس سنة 1984، ثمّ سفيرا للجزائر بالرّباط سنة 1988، كما شغل منصب المندوب الدائم للجمهورية الجزائرية لدى منظّمة اليونسكو· ويعدّ المرحوم أيضا أحد المبادرين بعقد سانت إيجيديو (جانفي 1994) وأحد الموقّعين على النّداء من أجل السلم (1996). ومن المقرّر أن تشيّع جنازة الفقيد اليوم الثلاثاء بمقبرة سيدي يحيي بالجزائر العاصمة بعد صلاة العصر· رحم اللّه الفقيد وأسكنه فسيح الجنان، وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان· {إنّا للّه وإنّا إليه راجعون)