أرغمت الثلوج التي تساقطت خلال الأيام الماضية على سكان قرى بلديات خراطة ودرقينة بولاية بجاية على استعمال الحطب في التسخين، بعد أن عانوا ويلات انعدام غاز البوتان وكذا المازوت وأنواع أخرى المستخدمة في التدفئة، إضافة إلى عزلهم بسبب تلك الثلوج عن العالم الخارجي، والتي أدت إلى قطع الطرقات، حيث بقي التلاميذ في منازلهم ولم يلتحقوا بمقاعد الدراسة، ونفس الشيء وقع للعمال الذين حوصروا بين جدران بيوتهم لذات السبب، كما أجبرت العديد من أرباب العائلات السعي وراء اقتناء موارد الطاقة، وساروا مسافات طويلة، لعلهم يحالفهم الحظ في الحصول على قارورة غاز، لكن البعض الآخر لجأ إلى البحث عن الحطب في الغابات المجاورة لاستعماله في التدفئة والطبخ، وفي نفس السياق شهدت عدة مناطق من ولاية بجاية إنقطاعات في التيار الكهربائي، وهو الأمر الذي أدى إلى خلق إضطرابات خاصة على مستوى التعليمية، حيث توقفت المسخنات المائية وبقي التلاميذ تحت رحمة البرد القارس، إضافة إلى الظلام الدامس الذي فرض نفسه عليهم، نتيجة الحالة الجوية التي كانت مصحوبة بأمطار وضباب وغيوم كثيفة، كما عانى السائقون وأصحاب الحافلات والمركبات جراء المياه التي شكلت البرك والمستنقعات على شبكة الطرقات، مما خلقت صعوبة في الحركة، ومن جهة الفلاحين فقد استبشروا خيرا بهذا الغيث الذي تأخر قرابة شهر كامل، ويأملون أن تفيض السماء بمائها حتى تملأ السدود والآبار وتروي الأراضي الفلاحية بما فيها الزروع والأشجار وغيرها، لكن ورغم ذلك فإن سكان ولاية بجاية يحملون فأل خير بموسم الشتاء، لعله يعيد البسمة إلى وجه الجميع بعد موجة الجفاف التي أثّرت على نفوسهم·