تسببت الثلوج التي تساقطت ليلة أول أمس، والتي شملت كل المرتفعات التي يزيد علوها عن 800 متر، في خلق صعوبات كبيرة في التواصل على مستوى عدة بلديات تقع شمال ولاية سطيف، ويتعلق الأمر بكل من بلديات، "بني ورتيلان"، "بوعنداس"، "ماوكلان"، "بني وسين"، "قنزات"، "حربيل"، "ذراع قبيلة"، "بوسلام" و"تالة ايفاسن". حيث شلت حركة المرور بسبب الطرقات المغلقة، على غرار الطرق الوطنية رقم "74. 75. 76"، إضافة إلى الطرق الولائية والبلدية، حتى وإن كانت العزلة التي تسببت فيها الثلوج التي تساقطت على الولاية قد تفاوتت من بلدية إلى أخرى، إلا أن وقعها على سكان البلديات الشمالية كان كبيرا حيث وجد الآلاف من هؤلاء السكان أنفسهم مجبرين على المكوث ببيوتهم، خاصة المقيمين بالقرى والأرياف وذلك جراء انسداد أغلب محاور الطرق التي يستعملها هؤلاء السكان للتواصل مع العالم الخارجي، كمقرات البلديات التابعين لها ناهيك عن تأخر وصول الآلات المكلفة بإزاحة الثلوج إلى بعض الأماكن البعيدة، والتي ظل سكانها محاصرين لعدة ساعات. في سياق موازي تدخلت فرق الدرك الوطني التابعة للفرقة الإقليمية لدائرة "بوقاعة"، من أجل تقديم يد المساعدة للسائقين عبر مختلف طرق إقليم الجهة الشمالية للولاية، حيث سجلت عدة نقاط عرفت فيها صعوبة كبيرة في حركة المرور، بسبب سمك الثلوج وكذا طبيعة الطريق، منها الطريق الوطني رقم "74" الرابط بين عاصمة الولاية سطيف ودائرة "بوقاعة"، الذي وقع فيه حادث مرور لم يسجل فيه أية خسائر تذكر، هذا وقد أدى تساقط الثلوج إلى معاناة حقيقية لسكان القرى الريفية من البرد القارس، بسبب غياب مادة الغاز الطبيعي وفي ظل انعدامها اضطر هؤلاء إلى استعمال قارورة غاز البوتان وكذا الحطب، من أجل التدفئة والطهي، ما جعل جل العائلات متخوفة من استمرار تساقط الثلوج، الذي يعني عزلتهم ومعاناتهم مع الجوع والبرد، بالمقابل استبشر فلاحو الولاية كميات الثلوج المتساقطة، التي ستنعش حقولهم وأراضيهم الفلاحية.