شهدت ولا تزال تشهد جل ولايات الغرب الجزائري منذ بداية الأسبوع الجاري تقلبات في الطقس سمحت بتساقط أولى زخات الثلوج بكل من ولاية تلمسان وعين تموشنت، أما الولايات المجاورة فقد شهدت تساقطا معتبرا للأمطار التي استبشر لها السكان خيرا خاصة الفلاحين منهم، كما سمح بامتلاء جل السدود والحواجز المائية، واتخذت بدورها بعض إدارات الموانئ ولدواع أمنية إجراءات استثنائية مثلما هو الحال مع ميناء مستغانم. فقد سجلت أولى تساقطات للثلوج أمس وأول أمس بمنطقتي ''عقب الليل'' و''بني صاف'' بولاية عين تموشنت ورغم أن تساقط هذه الثلوج لم يكن سوى للحظات إلا أن هاتين البلديتين ارتديتا حلة بيضاء امتعت السكان، فضلا عن المناظر النادرة التي لم يسبق لبعضهم أن شاهدها خاصة بالبلدة الساحلية ل''بني صاف''. من جهتهم سكان بلدية ''عقب الليل'' أكدوا أنهم لم يشاهدوا مثل هذه الثلوج التي كانت مرفوقة بأمطار رعدية منذ أكثر من خمسين سنة، وقد سمحت المغياثية المسجلة بملء جل الحواجز المائية الموجهة أساسا لسقي الأراضي الفلاحية بحوالي 4.430.000 متر مكعب، أما بولاية تلمسان فقد اكتست أحياؤها السكنية الواقعة بمرتفعات المدينة ك''القلعة العليا'' و''بودغن'' و''سيدي شاكر'' و''عطار'' بدورها حلة بيضاء من الثلوج التي تساقطت منذ صبيحة أول أمس وإلى غاية ظهيرة نهار أمس، وقد أثارت هذه الثلوج التي رافقها برد قارس فرحة كبرى لدى الصبيان الذين لم يفوتوا الفرصة للتسابق الى الساحات العمومية والشوارع من أجل التراشق بالكريات البيضاء ومداعبة الثلج. الكبار من جهتهم عبروا عن ارتياحهم العميق للأمطار التي جاءت في وقتها المناسب حسب تصريحات البعض الذين أكدوا أن شبح الجفاف الذي خيم عدة سنوات على المنطقة زال بفضل المغياثية الأخيرة وتساقط الثلوج خلال هذه السنة. وحسب مصالح الري فإن السدود قد عرفت انتعاشا كبيرا خلال الأيام القليلة الاخيرة حيث وصل منسوب سد ''حمام بوغرارة'' الى أكثر من 83 مليون متر مكعب، وسد ''بني بحدل'' بأكثر من 18 مليون متر مكعب و''السكاك'' إلى 9 ملايين متر مكعب. اضطرابات في حركة المرور ... ومخاوف من جنوح السفن بسبب قوة الرياح غير أن هذه الثلوج قد خلفت في الصبيحة بعض الاضطرابات في حركة المرور وشل شبه تام ببعض الطرقات مثل الطريق الوطني رقم 7 الرابط بين تلمسان و''عين فزة'' والجهة الجنوبية خصوصا الطريق الرابط بين تلمسان و''سبدو'' مرورا بمرتفعات ''ترني''. كما شوهد خلال هذا اليوم إقبال كبير على قارورات الغاز خصوصا ببعض المناطق التي تفتقر الى شبكة الغاز الطبيعي مثل المداشر الواقعة على الطريق المؤدي الى ''بني سنوس'' الذي يبقى مسدودا أمام حركة المرور منذ أكثر من أربعة أشهر نظرا لأشغال التوسعة الجارية به، مما يجبر سكان هذه المناطق المعزولة على الاعتماد على الحطب للتدفئة والطهي. وقد تسببت الأمطار المتساقطة بغزارة على ولاية وهران في غلق محور الطريق وهران - الكورنيش الغربي لليوم الرابع على التوالي في وجه حركة المرور بعد غلق النفق المؤدي إليه الجمعة الماضي، بسبب خطر انهيارها الراجع الى تصدع بعض أعمدتها. ونتيجة ذلك تم تغيير اتجاه السيارات نحو الطنف العلوي المار بجبل ''المرجاجو'' أين سجل ازدحام كبير في حركة المرور بسبب ضيق الطريق وتدهوره، كما تم إعادة فتح حركة المرور بالمكان المسمى ''ليسكارغو'' قرب بلدة ''مرسى الكبير'' بعد تساقط أمطار غزيرة بولاية وهران منذ أيام. بعض الولايات ولدواع أمنية اتخذت بعض الإجراءات الاستثنائية مثلما هو الحال بالنسبة لميناء ولاية مستغانم حيث قررت بسب تردي الأحوال الجوية خلال الأربعة أيام الأخيرة وهبوب الرياح القوية التي تراوحت سرعتها ما بين 80 و 100 كيلومتر في الساعة، إلزام البواخر الراسية بالقرب من الميناء بالتوجه إلى أعالي البحر أو إلى خليج ''أرزيو'' الذي يعتبر ملجأ طبيعيا ومأمنا من الرياح الغربية والتيارات البحرية، كما تم تجنيد جميع عمال قيادة الميناء تحسبا لحدوث أي طارئ نتيجة سوء الأحوال الجوية، فبالجزائر العاصمة مثلا قررت إدارة محطة الخروبة البرية لنقل المسافرين تغيير توقيت انطلاق حافلات النقل لما بين الولايات من الثالثة صباحا إلى الخامسة صباحا بغية حماية مسافريها من مخاطر حوادث المرور.