بالرغم من المساعي الحثيثة والمجهودات الجبارة التي تقوم بها الدولة لتوفير أكبر عدد من السكنات لاحتواء الأزمة الراهنة للسكن، إلا أن خطر العمارات الهشة بالعاصمة والمصنفة ضمن البنايات المهددة بالانهيار من طرف المختصين، لا زال يشكل هاجس العشرات من المواطنين القاطنين بها خاصة في فصل الشتاء أين تكون هذه العمارات عرضة لتناثر أشلاء من جدرانها الهشة وهو الأمر خلال هذه الفترة يستوجب تحرك جميع السلطات المعنية لتفادي قتلى وأشخاص مردومين تحت البنايات وهي الوضعية على سبيل المثال وليس الحصر تعرفها بنايات قديمة واقعة بحي 11 شارع غبوب بوعلام التابع إقليميا لبلدية الحراش في العاصمة· تعيش 25 عائلة داخل بناية قديمة ب شارع رقم 11 بالحراش في ظروف قاسية وصعبة نظرا للحالة المتردية التي آلت إليها هذه الأخيرة نتيجة قدمها وتآكل جميع أجزائها بما فيها الأساسات والأسقف والجدران التي أصبحت عبارة عن تشققات بليغة تتناثر منها الأتربة كلما تعرضت هذه الأخيرة إلى رياح أو سقوط الأمطار كالتي تعرفها في الوقت الحالي العاصمة وما جاورها والتي حولت حياتهم إلى جحيم حقيقي خوفا من أن يردموا تحت العمارة وتزداد مخاوفهم أكثر عندما بدأت شرفات العمارة تتهاوى وتتساقط أجزاء معتبرة منها الأمر الذي ضاعف في مخاوفهم· وحسب ما أكده السكان ل (أخبار اليوم) أنهم متخوفون من سقوط العمارة فوق رؤوسهم لاسيما وأن تاريخ تشييدها يعود للعهد التركي وصارت مهددة بالانهيار في أي لحظة خصوصا في السنوات الأخيرة ألحقت بها أضرار متفاوتة، وللإشارة أن العائلات ال 25 صنفت بناياتها خلال زلزال21 ماي 2003 ضمن الخانة الحمراء المهددة بالسقوط، وتشميعها بالخط الأحمر الأمر الذي أدى بترحيل السكان إلى الخيم ثم إلى الشاليهات لمدة 3 سنوات، وبعد إخلاء البناية كلفت المصالح المعنية 5 مقاولين لترميم البناية بالرغم من أنها غير صالحة للترميم وتم إعادة إسكانهم فيها دون التفكير في العواقب المترتبة التي ستلحق بالسكان ومخاطر الموت المحدق بها لاسيما بعد أن عيوب الترميم السطحي بدأت تتكشف خلال فترة زمنية ورغم الشكاوي والمراسلات الموجهة للمسؤولين بهذا الشأن، إلا أن السلطات لم تكلف نفسها إعادة النظر في تسوية مشكلتهم العالقة وهو هاجس انهيار العمارة في أي وقت ممكن لاسيما بعد التقلبات الجوية على حد تعبيرهم· وبالموازاة مع ذلك أشارت العائلات من خلال حديثنا معها أنها تعيش جحيم حقيقي بسبب سيناريو السقوط الذي تتعرض له كل من الأسقف والجدران وخاصة الشرفات وهذا كلما تهاطلت الأمطار التي تتجمع بالسقف وتبدأ في النفاد بتسربها إلى داخل الغرف حتى أصبحت الجدران والأسقف كلها تعاني الانهيار في أية لحظة فوق السكان وهو ما تعكسه الاهتزازات المتتالية بمجرد هبوب رياح، وهو الأمر -حسبهم -الذي يزيد من تخوفهم من الردم تحت الأنقاض وهو المشكل الذي دقت بشأنه العائلات ناقوس الخطر مطالبة من رئيس الجمهورية التدخل السريع لإنقاذهم من موت أكيد يتربص بهم في أية لحظة· وفي هذا الصدد، جددت العائلات مطلبها بضرورة التدخل العاجل للسلطات الوصية بترحيلهم قبل وقوع ما لا يحمد عقباه وقبل موت أبرياء تحت الأنقاض·