تعيش أكثر من 350 عائلة قاطنة بالحي القصديري المتواجد على مستوى بلدية الرغاية شرق العاصمة وضعية كارثية نتيجة طبيعة سكناتها الهشة المحاذية للوادي، وحسب السكان فإنه بات هاجسا وخطرا يحدق بهم خاصة في فصل الشتاء الذي يلحق أضرارا معتبرة للعديد من العائلات كما هو الحال خلال الآونة الأخيرة حيث أدت الأمطار الطوفانية إلى إتلاف كل الأثاث والمستلزمات والأفرشة التي كانت متواجدة بالسكنات بسبب ارتفاع منسوب مياه الوادي الذي اجتاح كامل المنازل· هذه الوضعية أجبرت السكان على إخلاء بيوتهم خوفا من الموت تحت الردم في حالة ما ارتفعت مياه الوادي وجرف معه هذه الأخيرة، وللإشارة فإن هذا الوادي جرف خمس سكنات خلال السنة الفارطة نتيجة ارتفاع منسوب مياهه حسب شهادات السكان القاطنين بالحي المذكور، كما ألحق أضرار متفاوتة بباقي السكنات نظرا لطبيعة تشييدها من الطوب والباربان والزنك، وحسب تصريح السكان ل(أخبار اليوم) فإن هذه السكنات أضحت غير صالحة للإيواء بسبب تموقعها على حواف الوادي بالإضافة إلى تعرضها لانزلاق التربة الأمر الذي جعل السكان يعيشون على فوهة بركان وتحاصرهم المخاطر من كل جهة، وأردف هذا الأخير قائلا إنه بالرغم من أن السلطات المحلية على علم بالمخاطر المحدقة بهؤلاء السكان وتعرضهم للموت في أي لحظة، إلا أن هذه الأخيرة لم تحرك ساكنا لحد كتابة هذه الأسطر، وأضاف محدثنا أن هذا الوادي أضحى هاجس العائلات المقيمة بذات الحي جراء جريانه المستمر دون انقطاع طوال أيام السنة لتزداد المخاوف مع حلول فصل الشتاء ومع كل هذه الظواهر المتكررة بسبب فيضان الوادي والذي على إثره تدخلت مصالح البلدية والحماية المدنية الموسم الماضي كما سبق ذكر الحادثة إلا أن السيناريو يتكرر خلال هذا الموسم دون أن تتدخل السلطات المحلية والولائية بترحيل السكان قبل وقوع مالا يحمد عقباه، وتسقط أرواح مواطنين أبرياء لا ذنب لهم إلا سوى أنهم لم يجدوا سكنا يأويهم بسبب الأزمة الخانقة للسكن ليتخذوا جنبات الوادي كموقع لتشييد سكنات من الطوب والخشب تنعدم فيها أدنى شروط الحياة الكريمة· ويتساءل هؤلاء السكان عن مصيرهم المجهول بشأن تأخير عملية ترحيلهم إلى سكنات لائقة وقد وعدتهم الجهات المعنية بتحقيق حلمهم في إقرب الآجال لا سيما بعد العملية التي مسّت بعض العائلات القاطنة بذات الحي القصديري التي تم ترحيلها خلال الأشهر الماضية من أجل استغلال مساحة لإنجاز عيادة متعددة الخدمات في حين بقيت العائلات المتبقية تترقب ترحيلها·