لا زالت أزيد من 300 عائلة تقطن البيوت القصديرية بمزرعة غربي محمد ببلدية خميستي المدينة غرب العاصمة تواجه خطر الموت الذي يهددها في أي لحظة نظرا لانزلاق التربة وتساقط الأحجار من أعالي الجسر بالطريق رقم 11 الرابط بين الناظور وتيبازة، وقد أبدى هؤلاء تخوفهم الشديد من الموت تحت الردم لا سيما وأن البيوت القاطنين بها مشيدة من الطوب والزنك ونظرا للظروف الطبيعية، فقد آلت إلى وضع متدهور للغاية كما وصفها بعض السكان بإسطبلات للحيوانات، وما زاد الوضع سوءا حسبهم هو افتقار هذه السكنات لأدنى شروط العيش الكريم ابتداء من الغياب التام لقنوات الصرف الصحي، فيما لجأ هؤلاء إلى تشييد مطامير غالبا ما تنسد وتفيض، ما ينتج عنه انتشار الروائح الكريهة التي تعبق المكان والحي كله· أمراض خطيرة ومعدية بين السكان إلى جانب ذلك، تعرض العديد من القاطنين لمختلف الأمراض المزمنة خاصة الأطفال والرضع الذين أصيب معظمهم بالطفح الجلدي وأمراض العيون حسب ما كشفت عنه العائلات المعنية ل (أخبار اليوم)، ولم تنته معاناة تلك العائلات عند هذا الحد، بل يضاف إليها مشكل تواجد هذه البنايات الهشة قرب وادي خميستي الذي حسب السكان بات هاجسا ينغص عليهم راحتهم وحياتهم، كما يهدد صحتهم جراء الرمي العشوائي للنفايات مما أدى إلى تلوثه وجلب مختلف الحشرات الضارة التي ساهم انتشارها في بروز عدة أمراض نتيجة لسعاتها، والمتضرر الأكبر هم الأطفال والرضع الذين يفتقرون للمناعة، خاصة وأن هذا الوادي يعد المكان المفضل للعب الأطفال، مثلما حدث في فصل الصيف الذي عرف بحرارته الشديدة كون الحي يفتقر إلى المساحات الخضراء للعب للأطفال، وأضاف هؤلاء خلال حديثهم أن مخاوفهم ستزداد مع اقتراب حلول فصل الشتاء، حيث تتحول حياتهم إلى جحيم بعد تساقط أولى قطرات الشتاء، وتواجه العائلات معاناة كبيرة، إذ تتسبب الأمطار في إلحاق أضرار مادية معتبرة بسبب تسربها إلى كامل البيوت وتصبح عبارة عن مستنقعات ومسابح مما يضطر العائلات إلى المبيت في العراء وقضاء ليالي بيضاء خارجها خاصة بعد فيضان الوادي· فيضان الوادي في الشتاء يهدد القاطنين للإشارة فإن الوادي المذكور، دائم الجريان، ومستمر دون انقطاع طوال أيام السنة ليزداد هاجس الهلع والرعب لدى السكان الذين أعربوا عن مدى استيائهم من تجاهل السلطات لانشغالاتهم والخطر المتربص بهم على مدار أزيد من 20 سنة معاناة دون أن يوضع حد لماسأتهم التي طال أمدها وحسبهم فإن السلطات المحلية كلفت لجان الشؤون الاجتماعية لمعاينة المكان والوقوف على حجم الحياة المزرية التي يتخبطون فيها وقطعت وعودا بترحيلهم إلى سكنات لائقة إلا أن شكاويهم بقيت حبيسة الأدراج ولم تعرف تجسيدها على أرض الواقع· ....وتساقط الأحجار مصدر رعب إضافي عبرت العائلات القاطنة بمزرعة غربي عن تخوفها من الخطر المحدق بها بسبب ظاهرة تساقط الأحجار وانجراف التربة، وما زاد من مخاوفهم هو أن الشتاء على الأبواب والسلطات لازالت لم تحرك ساكنا لإيجاد حل لوضعيتهم الكارثية، وحسب ممثل السكان فإنه في حال عدم تدخل السلطات المعنية بترحيلهم فسيكون مصيرهم مماثلا للأعوام الماضية وهو المبيت في العراء أو اللجوء إلى الأقارب وهذا حسبهم لن يحدث، حيث هددوا بالخروج إلى الشارع وقطع الطريق الرئيسي الرابط بين خميستي والجزائر العاصمة، مؤكدين أن الوضع بات لا يحتمل ولا يطاق في ظل انعدام أدنى ضروريات العيش الكريم، فضلا عن الخطر المحدق بهم تساقط الأحجار من جهة، وفيضان الوادي من جهة أخرى، ولا سبيل لهم للهروب من الموت إلا بتدخل السلطات لإنقاذهم من هذا الجحيم، وأضاف هؤلاء أنهم رفعوا في العديد من المناسبات شكاوي ومراسلات بخصوص ما يعيشونه من مخاطر، إلا أنها لم تلق أي آذان صاغية لحد كتابة هذه الأسطر· نقائص بالجملة·· قال سكان المزرعة المذكورة إن لجوءهم إلى نصب بيوتهم القصديرية بهذا الحي جاء بفعل العشرية السوداء، حيث هربوا من بطش ومجازر الإرهاب بحثا عن الأمن والاستقرار بالقرب من مراكز أمنية داخل الولاية، تاركين بيوتهم بمناطقهم التي كانت ملاذا للإرهابيين، بعدما تمكنوا من فرض هيمنتهم على هؤلاء السكان العزل الذين تخلوا عن أراضيهم وممتلكاتهم في سبيل العيش في أمن وسلام رفقة ذويهم، ليصطدموا بعد ذلك بعدة مشاكل اجتماعية أخرى نغصت حياتهم، من بينها غياب قنوات الصرف الصحي وغياب المياه الصالحة للشرب، انعدام الغاز، والكهرباء، التي هي مفقودة بالحي، ويلجأ السكان إلى عملية القرصنة التي تعتبر خطرة هي الأخرى على حياتهم، فيما يبدو أن الأخطار أصبحت مصيرهم المحتوم· وحسب محدثينا فإن المشكل الأساسي الذي نغص عليهم حياتهم أيضا هو عدم وجود قنوات الصرف الصحي التي زادت من الأمور سوءا وتعقيدا ما دفع هؤلاء إلى قضاء حاجاتهم بطرق عشوائية على ضفاف الوادي· وأمام جملة هذه المشاكل أصيب العديد من السكان بأمراض صحية ونفسية معا وعليه يطالب السكان السلطات المحلية والولائية بالتدخل العاجل لإنقاذهم من الموت المتربص بهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة تحميهم من الذل والهوان الذي طال أمده داخل سكنات لا تصلح لإيواء بني البشر، وحسبهم وإلى حين ترحيلهم تطالب العائلات القاطنة بأسفل الجسر على غرار عائلة السيدة عدة ويخلف بتسييج الجسر لمنع تساقط صفائح وأجزاء الأحجار وانزلاق التربة إلى جانب، تثبيت أطراف الوادي بجدار عازل يقي السكان من فيضان الوادي·