جددت أزيد من 100 عائلة قاطنة بالحي القصديري، بواد جكان، التابع إقليميا لبلدية الرغاية شرق العاصمة، مطالبها للسلطات الولائية القاضية بترحيلها إلى سكنات اجتماعية لائقة بعد أن كانت قد وعدتهم مصالح البلدية بذلك إلا أن الوعود بقيت قائمة ولم تتحقق في ظل تواصل معاناتها لأزيد من 20 سنة· في هذا الصدد، أعربت العائلات عن مدى استيائها وتذمرها من الوضعية المزرية داخل تلك البيوت الهشة، وهي تصارع حياة معيشية قاسية وصعبة في انعدام أدنى شروط العيش الكريم، وحسبهم فإنه رغم النداءات والمراسلات المتكررة والموجهة للسلطات المحلية إلا أنها في كل مناسبة تمنحهم وعودا وتطمينات بقيت مجرد شعارات لامتصاص غضب المواطنين فقط، على حد تعبيرهم وما زاد من مخاوف ومتاعب ومعاناة عائلات حي جكان هو تساقط الأمطار الأخيرة التي تسببت في ارتفاع منسوب الوادي، حيث تضررت سكناتهم المشيدة بطريقة فوضوية بالباربان والصفيح التي آلت إلى حالة متقدمة من الاهتراء نظرا للتصدعات والتشققات التي ألحقت بها، وهو الأمر الذي ساهم بشكل كبير في إتلاف الأثاث والمستلزمات بسبب تسرب مياه الأمطار إلى كامل المنازل مما أجبر العائلات قضاء ليال بيضاء خارج منازلها خوفا من انجرافها بسبب محاذاة هذه البنايات للوادي· وحسب ممثلي العائلات، فإنه مع حلول كل فصل شتاء يعيشون هاجس الخوف والقلق من الموت داخل تلك المنازل التي أصبحت معرضة للسقوط في أي لحظة خصوصا وأنها لا تتمكن من الصمود أمام الكوارث الطبيعية نظرا لطبيعة تشييدها وهو ما وقفت عليه (أخبار اليوم) من خلال الجولة التي قادتها إلى بلدية الرغاية حيث وقفت على حجم معاناة السكان المقيمين بالبيوت القصديرية والتي تنتظر بشغف ترحيلها إلى سكنات ملائمة تحفظ كرامتهم في إطار برنامج ولاية الجزائر وتعليمة بوتفليقة الصادرة من أجل القضاء على البيوت القصديرية والهشة، وحسبهم أنه من المفروض إعطاء الأولوية للعائلات المقيمة بواد جكان بالترحيل باعتباره أقدم البيوت القصديرية نشأة والتي يعود تاريخها إلى الثمانينيات· وفي ذات السياق أعرب بعض السكان ل أخبار اليوم عن الوضعية المأساوية المشتركة التي تجمعهم لاسيما خلال الأيام الماضية أين واجهوا معاناة يومية بعد تساقط الأمطار بشكل كبير أدى إلى تسرب المياه إلى سكناتهم، التي تحولت إلى برك ومسابح أدت إلى تعرض كل مستلزماتهم إلى التلف كما أدى إلى حرمانهم من المبيت بها، ما أجبرهم على الاستنجاد بالأقارب ونصب خيم بعيدة عن الواد، ويضيف محدثينا أن السيناريو يتكرر في كل مناسبة يحل فيها فصل الشتاء، ناهيك عن مختلف الأمراض التي تحاصرهم لاسيما بأبنائهم، ولم تنته المعاناة عند هذا الحد بل يضاف إليها مشكل الكهرباء التي يتم ربطها بطريقة عشوائية والتي تحدث في العديد من المرات شرارات كهربائية ولولا لطف الله لوقعت كارثة إنسانية يذهب ضحيتها أناس أبرياء ذنبهم الوحيد أنهم فقراء وبسطاء لا وحول ولا قوة لهم. وأمام هذه الأوضاع الكارثية التي يتخبط فيها قاطنو حي واد جكان يناشد السكان السلطات العليا على رأسها والي الجزائر ورئيس الجمهورية التدخل العاجل لانتشالهم من حياة الذل والغبن وترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ ماء الوجه·