لم تمر الثلوج المتساقطة على العاصمة وباقي ولايات الوطن، مرور الكرام، دون أن يتم تخليدها عبر صفحات الفيس البوك والتويتر وغيرها، فيما يشبه مسابقة لأحسن صورة من أية مدينة جزائرية، رغم أن كل الصور كانت رائعة بامتياز، حرص أصحابها على إظهار مدنهم أو أحيائهم، وهي ترتدي تلك الحلل الناصعة البيضاء، حاملة كلها شعارا واحدا ووحيدا (جمال بلادي)· شهد موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك خلال الأيام الأخيرة التي شهدت تساقط كثيفا للثلوج في ولايات كثيرة من الوطن، إنزالا عنيفا لعشرات الصور عبر العديد من الصفحات على هذا الموقع الشهير سواء الصفحات الخاصة بأشخاص بأعينهم أو مجموعات متعددة، ممن راحوا يضعون تلك الصور على البروفيلات الخاصة بهم، أو على حائط الصفحة، ثم مشاركتها مع باقي الأصدقاء، واختلفت الصور ما بين الملتقطة من المدن والولايات، أو لبعض الساحات والأحياء، سواء من العاصمة أو من باقي ولايات الوطن، التي تساقطت فيها الثلوج بكميات كبيرة، كقسنطينة، سطيف، المدية، والبليدة وغيرها، بالإضافة إلى صور بعض التماثيل التي قام شباب جزائري بنحتها، وهي صور كانت غاية في الروعة و الجمال، تبادلها الكثيرون، ونالت حظها من التعليقات المفعمة بالإعجاب، لدرجة أن البعض منهم أطلق استفتاء لاختيار أجمل صورة، وقد احتار البعض في اختيار الصورة المثالية لأن كل الصور كانت رائعة ومميزة، وأبرزت جانبا من جمال وطننا الغالي والحبيب· وبعيدا عن العالم الافتراضي، فإن الثلوج أيضا، ولو أنها تسببت في العديد من حوادث المرور، وحالات إغلاق الطرقات، فإنها من جانب آخر، صنعت فرحة الصغار والكبار على حد سواء، حيث أن كثيرا من الجزائريين خرجوا إلى الشوارع، وإلى الأحياء، لأجل اللعب بالثلوج، سواء كانوا أطفالا أم شبابا، ومن الجنسين، بين من تبادلوا رشق بعضهم بكرات الثلج، ومن راحوا ينحتون أشكالا مختلفة بواسطة تلك الثلوج وغير ذلك، إلى جانب من اختاروا أجمل الأماكن التي تجمعت فيها الثلوج لأجل التقاط صور تذكارية مختلفة، للأطفال الصغار وللكبار أيضا، ولعله ما جعل الفيس بوك يمتلئ بصور الجزائر العاصمة ومختلف ولاياتها الأخرى تحت الثلج رغم البرودة الشديدة التي ميزت الأيام الأخيرة، وجعلت العديد من العائلات تلتزم منازلها، مع رفع نسبة ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة، وإخراج المزيد من البطانيات، ومضاعفة استعمال المدافىء والمكيفات الهوائية· تجدر الإشارة إلى أن العاصمة سبق وأن عاشت قبل سنوات قليلة، أي منذ حوالي 8 سنوات تساقطا للثلوج أيضا، ولكن ليس بالكثافة التي سجلها مؤخرا، وهو أمر وإن كان يسجل ببعض المناطق المرتفعة طيلة السنة، فإنه في العاصمة لا يحدث إلا في أوقات قليلة جدا، وهو ما يجعله حدثا مميزا عند العاصميين، لا يفوتونه مهما كانت درجة البرودة منخفضة، ومهما كانت المخاوف من الإصابة بمختلف الأمراض كالأنفلونزا والزكام، لأن مثل تلك المناظر الطبيعية الربانية التي تصنعها الثلوج، لتحول كل مكان إلى اللون الأبيض، مناظر لا يمكن أن يفوتها أي شخص·