تفنّن الجزائريون في إبداع تحف فنية من الثلوج، خاصة بالنسبة للعاصميين الذين اكتشفوها بعد غياب سنوات، فسحبت البساط من المفرقعات والألعاب النارية على غير العادة، ليكون رجل الثلج أيقونة الاحتفالات في ''مولود .''2012 لم تتسبب الثلوج التي تساقطت، نهاية الأسبوع، على ربوع الوطن في عرقلة حركة السير فقط، بل كشفت عن مواهب على البساط الأبيض، تنافس مبدعوها في توقيع أجمل رجل ثلج، فصنعت صوره الحدث على صفحات التواصل الاجتماعي تحت شعار ''الشعب يريد سقوط الثلج''. فببوزريعة في أعالي العاصمة، دار العالية تحديدا، استحضر أبناء الحي ديكور القطب المتجمد الشمالي بكل تفاصيله، فالبياض اكتسح المكان لاستقبال الدب القطبي الذي أخذ مكانه في إحدى زوايا الحي، وبجانبه كان يقف شيخ الثلج ملتحفا معطفه الشهير في صورة فنية تحاكي الطبيعة بكل تجلياتها، ولم يفوّت ''أولاد الحومة'' طبعا الفرصة لأخذ صور إلى جانب التحفة التي أبدعها رفيق ابن الحي، الطالب بمدرسة الفنون الجميلة. أما بحيدرة، فكان رجل الثلج حاضرا بقوة، حيث أمضى أبناء الحي صبيحة ليلة مولد خير الأنام في نحت نماذج فنية، خاصة أن تساقط الثلوج لم يتوقف، فساعد على صمودها أمام أشعة الشمس الدافئة التي كانت تظهر بين الحين والآخر. فبالقرب من معرض لبيع السيارات، استقر رجلا ثلج بقبعتهما يحرسان المكان بوقار، غير أنهما تسببا في زحمة سير بالقرب من مفترق الطرق المؤدي إلى سفارة فرنسا، فأغلب المارين بالمكان لم يفوتوا التقاط صور مع ''الحارسين الأمنيين''، حتى الأجانب. وغير بعيد عن حيدرة، ببن عكنون، تباينت أشكال وأحجام المنحوتات الثلجية على حافة الطريق السريع، الذي عرف أول أمس زحمة سير. وبالمكان، شارك الصغار في إبداع تحفهم الثلجية، ولو بجودة أقل من الكبار، متطوعين بقبعاتهم لاستكمال صورتها الجمالية، فيما اختار آخرون أن يأخذ رجل الثلج مكانه على مقدمة السيارة، ليرافقهم في طريق عودتهم إلى البيت. وفي العاشور، غربي العاصمة، غادرت الصقور صغارها وأعشاشها في قمم الجبال، لتستقر في عدد من الأحياء هناك، خاصة على مستوى مفترقات الطرق، حيث أخذت مكانها بجانب شرطي المرور. ولأن التحف الفنية أخذت من وقتهم الكثير، وحتى لا يذهب تعبهم هباء، لم يفوّت الجزائريون فرصة الترويج لها عبر الفايسبوك، لاستقطاب المعجبين والفضوليين الذين لم يتوانوا عن مكابدة عناء التنقل إليها، رغم الزحام، وكان شعارهم على الفايسبوك ''الشعب يريد سقوط الثلج''. أما في حديقة التسلية ببن عكنون، المكان الذي يقصده الأزواج بدرجة أكبر، أخذ عاشقان من الثلج مكانا لهما على أحد المقاعد، وأنظارهما متجهة صوب البساط الأبيض الذي غطى المكان. واستغنى العديد من الشباب عن نظاراتهم ومعاطفهم وقفازاتهم لتكون إكسسوارات لتحفهم الفنية، التي قد تكون قد تحوّلت إلى مياه أخذت مكانها إلى البحر وهم بصدد قراءة هذا المقال، غير أنهم نجحوا على الأقل في تحويل البلاد إلى متحف مفتوح على الطبيعة بالمجان.