تواصل أمس الشلل النّاجم عن كمّيات الثلوج المتساقطة بولاية تيزي وزو منذ قرابة أسبوع كامل، حيث تمّ تعليق الدراسة بالمؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة، وكذا مراكز التكوين والتعليم المهنيين وكلّيات جامعة (مولود معمري) إلى إشعار آخر، كما أجّلت الامتحانات التي كانت مبرمجة للأسبوع الجاري إلى غاية الأسبوع المقبل، وذلك لتعذّر استقدام التلاميذ في ظلّ النقائص والمخاطر التي ما تزال مطروحة بفعل الثلوج، والخسائر التي صاحبتها من سقوط أعمدة كهربائية وأشجار وانزلاقات أرضية صعّبت من حركة المرور على مستوى الطرقات، وكذا مهمّة أعوان الحماية المدنية ومصالح (سونلغاز)· الثلوج النّاجمة عن الاضطرابات الجوّية الأخيرة التي عرفتها ولايات الوسط ضمنها تيزي وزو، تسبّبت في شلل تام في حركة المرور بغلقها أغلب الطرقات بالولاية، خاصّة وأن 85 بالمائة من تضاريسها يغلب عليها الطابع الجبلي، حيث عزلت القرى التابعة للبلديات والدوائر الواقعة على ارتفاع 500 متر واِلتحقت بها تلك الواقعة على ارتفاع أدنى أوّل أمس لتعزل أقرب القرى لوسط مدينة تيزي وزو وحتى الأحياء الكائنة بها بفعل تراكم الثلوج على سمك وصل إلى 40 سنتيمترا في المناطق المنخفضة وقارب المترين في المرتفعات. التقلّبات التي أسفرت عن انقطاع التيّار الكهربائي عن أزيد من 70 بالمائة من السكنات بإقليم الولاية وأغلبها الواقعة في الجبال، حيث عجزت الأسلاك الكهربائية وحتى الأعمدة عن الصمود في وجه الرّياح العاتية وكذا كمّيات الثلوج المتراكمة عليها، ودخلت المنطقة في ظلام استمرّ لمدّة 3 أيّام في الجهات الأكثر تضرّرا لصعوبة مهمّة رجال الحماية المدنية ومصالح (سونلغاز) لانعدام الوسائل والإمكانيات المجنّدة لمثل هذه الحالات الاستثنائية· خلية أزمة لمتابعة الوضع الثلوج الكثيرة التي غطّت إقليم ولاية تيزي وزو صاحبتها نقائص عديدة حوّلت يوميات المواطنين إلى كابوس أودى بحياة بعضهم وأرسل بعضهم الآخر إلى المستشفيات وأغرق الباقي في معاناة لم يحدّد عمرها، حيث تضرّر السكان من الانقطاع الكهربائي الذي يعدّ من الضروريات المستحيل الاستغناء عنها في مختلف الاستعمالات اليومية من إنارة وتدفئة وغيرها، خاصة وأن الكهرباء ما تزال البديل عن انعدام توفير تغطية الغاز بأغلب قرى الولاية، ما جعل السكان في رحلة بحث مستمرّة عن قارورات الغاز للطبخ والتدفئة، وكذا الشموع والحطب، هذا الأخير الذي تعذّر على الكثير الوصول إليه بفعل تراكم الثلوج· ولمواجهة الوضع شكّلت السلطات خلية أزمة ولائية مشكّلة من مختلف القطاعات المعنية مكلّفة بمتابعة مخلّفات تراكم الثلوج والتقلّبات الجوّية، وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلّية. حيث شكّلت (سونلغاز) لجانا محلّية لمتابعة التقطّعات الكهربائية وإصلاح ما تمكّن من ذلك في كلّ من عزازفة والأربعاء ناث ايراثن، في حين قامت مصالح الحماية المدنية بتشغيل كافّة أعوانها طيلة أيّام الأزمة غير أن غلق الطرقات بفعل الثلوج منع ذلك، حيث أحصيت حالات كثيرة لإصابات وجرحى تمّ إجلاؤهم على متن الجرّارات والحمير لتعذّر وصول مصالح الحماية المدنية إليهم· وقد أثار نقص قارورات الغاز تذمّر المواطنين، سواء على مستوى نقاط البيع المعتمدة أو مراكز التوزيع. هذا، وقد قطع التيّار الكهربائي عن أزيد من 60 ألف مسكن في اليومين الأخيرين وبقي نصفها بدون كهرباء إلى غاية أمس وستستمرّ إلى اليوم بسبب صعوبة الدخول إلى موقع سقوط الأعمدة الكهربائية وتقطّع الأسلاك الكهربائية· وفيما تعلّق بحركة المرور فقد تواصل غلق الطرقات بمواقع مختلفة، خاصّة الواقعة منها على ارتفاع يزيد عن ألف متر مثل الطريق الوطني رقم 12 بياكوران باتجاه بجاية، الطريق الوطني رقم 15 بفجي ثيروردة وشلاطة ببوزفان وإفرحونان، في حين تمكّنت معظم الدوائر والبلديات المعزولة من فتح الطرق بالاستعانة بكاسحات الثلوج، إلاّ أن الحيطة والحذر بقيا مطلوبين في أغلب الطرق التي كانت الحركة على مستواها خطيرة·