فيروز سفيرة لبنان التي جاورت النجوم وتخطّت بصوتها الراقي حدود الزمان والمكان، هي اليوم محور حركة متنامية دفاعاً عن حقها، الذي يفترض أن يكون طبيعياً، في إدراج اسمها في القرار الوزاري اللبناني الصادر أخيراً بإدخال الأخوين الرحباني في المناهج المدرسية، علماً بأن هذا القرار أغفلها مثلما كان أغفل اسم العبقري عاصي. تنشغل إذاعة {شام أف أم} اللبنانية بهذه القضية بشكل لافت، فقد أعلنت ولاءها المستميت لفيروز وأطلقت منذ أسابيع حملةً تضامنيةً بعنوان {فيروز في القلب}، إذ تفرد ساعات طويلة من هوائها لبثّ أغاني فيروز ومسرحيات الرحابنة وموسيقى زياد الرحباني تحديداً. كذلك، زادت ساعات البث الخاصة بفيروز بدءاً من الرابعة صباحاً، مع اختيار إحدى مسرحياتها وبثّها لغاية التاسعة صباحاً، بالإضافة إلى تخصيص فترة إضافية تشرف عليها هيام حموي، يذاع خلالها ما يطلبه المستمعون من أغاني فيروز، وفترة مسائية تتضمن أغاني رحبانية وأخرى خاصة بزياد الرحباني. إلى جانب ساعات البث، تستقبل الإذاعة السورية مثقفين وفنانين من داخل سوريا وخارجها، على صلة بالتاريخ الرحباني والسيدة فيروز للتضامن معها. أما في لبنان فقد عُقد اجتماع، بحسب أحد المصادر الإعلامية، ضم ممثّلين عن جمعيات أهلية وبيئية واجتماعية وفنية وهيئات إعلامية وثقافية، من بينهم مازن عواد، ممثل جمعية AFDC، كمال زين، هند يونس، رولا المصري، لين حسيني، ساندي فهد، مُنصف بن علي وسهير القرحاني... بالإضافة إلى اجتماعات في مناطق مختلفة لتنظيم اعتصام سيُقام أمام مبنى المتحف الوطني في بيروت عند الثالثة والنصف بعد ظهر 26 يوليو، على أن يكون صامتاً يطغى عليه صوت فيروز عبر مكبرات الصوت، وتُرفع يافطات تحمل شعارات تطالب بحقوقها المشروعة. واقترح المجتمعون أن يكون اللباس موحداً لرافعي اليافطات ويطغى عليه الأصفر، لون الورد المفضّل لدى عصفورة الشمس وزهرة الحرية فيروز. حصل منظمو الاعتصام على الترخيص التقليدي من وزارة الداخلية وبلدية بيروت وستتولى الجهات الأمنية إجراء التدابير اللازمة ليمر الحدث من دون أي خطأ. وتشن الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية حملة ضد من يحاول المساس بفيروز، فقد وجّهت خلال حلقة تلفزيونية استضافتها أخيراً رسالة إلى وزيري التربية والثقافة للعمل على تعديل القرار الوزاري القاضي بإدخال الرحابنة في برامج التعليم تحت شعار: تكريم الأخوين عاصي ومنصور الرحباني، وذلك للمرة الثانية بعدما عُدل في المرة الأولى عندما أُغفل اسم عاصي بحجة أنه سقط سهواً، إلا أن التعديل تضمن خطأ مضاعفاً وبقي مسيئاً إلى عاصي وفيروز، وشدّدت الأحمدية على ضرورة تعديله مجدداً قبل أن تبدأ معركة جديدة حسب قولها. أضافت الأحمدية: {في حال اعتبر الوزيران أن لمنصور أعمالاً قدّمها بعد رحيل عاصي فللأخير أعمال أيضاً قدّمها قبل خمس سنوات من انطلاقه مع منصور}. وطالبتهما بأن يردّا على رسالة السيدة فيروز التي أرسلتها إليهما منذ ما يقارب العام والتي لم تُستشر أصلاً، بحسب الأحمدية، في مسألة إدخال الرحابنة إلى المناهج التعليمية. يُذكر أن الأحمدية تفرد صفحات في مجلتها الأسبوعية {الجرس} للدفاع عن قضيّة فيروز.