عرفت ناحية المرادية بالعاصمة كبلدية راقية يوم الاثنين الماضي حالة من الذعر وتداول الكلّ خبر اقتحام عصابة (مافيوية) لمحلّ مجوهرات الواقع بشارع 8 نوفمبر بذات البلدية· وكانت الطريقة التي اعتدى بها أفراد العصابة الخمسة تشبه كثيرا لقطات أفلام (الأكشن)، حيث نفّذت الجريمة في وضح النّهار يوم بعد الاحتفال بمولد خير الأنام على الرغم من المواعظ الدينية التي أطلقتها وسائل الإعلام، سواء السمعية أو المرئية، وكذا الجرائد المكتوبة بضرورة التأسّي برسولنا الكريم في خلقه العظيم وسيرته الشريفة· حيث اعتدى الشبّان الخمسة على المجوهراتي مساء يوم الاثنين في حدود الساعة الرّابعة ونصف عصرا، وحسب شهود عيان فإنهم كانوا ملثّمين ويرتدون أقنعة صوفية كتلك التي يرتديها أفراد (النينجا) وكانت سوداء اللّون لإخفاء ملامح وجوههم، فيما ارتدى أحدهم قناعا صوفيا أبيض، وكانوا محمّلين بمحافظ ظهرية (صاكادو) من أجل حزم السلعة بعد سرقتها· حيث باغت المجرمون الصائغ وهم مدجّجين بالسواطير والسيوف التي تقرب المتر في الطول، ولسوء الحظّ كان لوحده في تلك الفترة وفي ذلك اليوم الشتوي المظلم، فراحوا يقتحمون محلّه حيث قام أحدهم بكسر الزجاج بساطور وراح يملأ المحفظة الظهرية، فيما تكفّل اثنان منهم بترصّد الأجواء عن قرب والبقاء خارج المحلّ· وأثناء مقاومته تعرّض صاحب المحلّ لضربة بالسيف على مستوى يده، ولولا تدخّل أحد الشبّان الشجعان بذات الحي الذي قاوم الجماعة ودافع عن صاحب المحلّ لكان ذاك الأخير في خبر كان، سيّما وأن العصابة عوّلت على الاستيلاء على كلّ ما كان يوجد في المحلّ من أموال ومجوهرات· وقد أنهى المجرمون فعلتهم ولاذوا بالفرار في الحين من منافذ الحي، وتمّ إبلاغ الشرطة التي وفدت إلى عين المكان فور وقوع الحادثة مرفقة بالشرطة العلمية لتقصّي ملابسات الواقعة وأخذ البصمات، خاصّة وأن أفراد العصابة خلّفوا من ورائهم سيفا وقفّازا كدليلين قويين ضدهم بعد إلقاء القبض عليهم· واستغرب كلّ من يقطن في الحي تلك الطريقة التي تمّت بها عملية السطو على المجوهراتي، كما تداولت الحادثة في كامل الأحياء المجاورة بالنّظر إلى هولها وغرابة المستوى الذي وصل إليه الإجرام في الجزائر، ولو حدثت تلك الواقعة في جهة شعبية لهان الأمر لكن أن تمسّ ناحية راقية عرفت بهدوئها وسكينتها ذلك ما يؤدّي إلى ضرورة تحليل الوضع ومناقشة مسبّباته· وقد سكن الرّعب كلّ من يسكن في تلك النّاحية، إلى جانب المحلاّت التي طالب أصحابها بضرورة توفير الحماية لهم ولأرواحهم وممتلكاتهم عن طريق ربط دوريات للشرطة في تلك النّاحية التي تبدو خالية وهادئة على مرّ الوقت، ممّا سهّل على هؤلاء السطو على المجوهراتي وسلبه كمّية معتبرة من الذهب باختلاف قطعه· وفيما تداول خبر القبض على أفراد من العصابة نفى مصدر موثوق ذلك، فيما تبقى التحرّيات جارية والتحقيق متواصل في القضية من طرف الشرطة· وحسب ما أعلمنا به الصائغ الذي تقرّبنا منه فإن كمّية الذهب التي تمّ السطو عليها تقدّر بنحو 250 غرام، وهو ما يعادل قيمة 150 مليون سنتيم وهي في أغلبها مجموعة من الأساور الذهبية الرّاقية تزن الواحدة منها 20 غراما، كما أخبرنا بأن عملية السطو تمّت في ثوان معدودة ليلوذ المجرمون بالفرار بعد نوع من المقاومة من طرفه، حيث همّ بتكسير الزجاج بيده ممّا أصابه بجروح، وكان ذلك كردّ فعل أوّلي اتّخذه عفويا في تلك اللّحظات العصيبة التي مرّ بها قصد إخافة المجرمين، ممّا أدى بهم إلى الاستيلاء فقط على ما كانت تحويه واجهة المحلّ· واستغرب الصائغ الطريقة التي استعملها هؤلاء للقيام بفعلتهم، والتي لا نشاهدها إلاّ في الأفلام البوليسية·