تعيش عدة قرى بولاية بجاية في عزلة تامة عن العالم الخارجي، بسبب التغيرات المناخية التي صاحبتها سقوط الثلوج بكميات معتبرة والتي تعدى سمكها في بعض المناطق 1م و30 سنتيمتر، رغم المجهودات المبذولة والإمكانيات المتوفرة التي سخرتها السلطات العمومية، لتقديم يد المساعدة الإنسانية ولفك العزلة عن المنكوبين، إلا أن ذلك لم يساهم في حل المشاكل المطروحة والتي تمحورت في غلق الطرقات واستحالة وصول المساعدات إلى المعنيين بالأمر· وإلى حد الساعة تتواصل جهود الإغاثة من قبل أعوان الدولة والجيش الوطني الشعبي، إلا أن استمرار تهاطل الثلوج خاصة على القرى النائية المتواجدة في المناطق الجبلية والمرتفعات، مثل بلديات كنديرة، بوخليفة، لعلام، إحباشن، أيت قندوز، تاقوبة وبرباشة ·· حال دون الوصول الى الهدف المنشود، كما أن مشكل نقص غاز البوتان - القارورة - صنع الحدث بالولاية ودفع بالسكان للاصطفاف في طوابير لا متناهية لاقتناء قارورة غاز ، مما عكر صفو حياتهم، وأحيانا ينتظرون لساعات طويلة، وبدون أدنى فائدة، بسبب نفاد المخزون لدى وكالات نفطال والبائعين المعتمدين لها ، إن حجم المعاناة فاقت التوقعات وجعلت السكان يتسارعون وراء الحصول على الحاجيات الأساسية اليومية· وفي خرجة له، طالب رئيس المجلس الشعبي الولائي من السلطات العمومية الاستعانة بالمروحيات التي لدى الدرك الوطني والجيش الوطني الشعبي، قصد فك العزلة عن المنكوبين والإسراع لتقديم لهم المؤونة والاحتياجات الأساسية، وبرر ذلك بعد ما أثبتت التجربة الميدانية استحالة الوصول إلى المناطق المنكوبة بالوسائل التقليدية واليدوية. من جهتهم لم يتأخر أفراد الجيش الوطني الشعبي في تقديم يد المساعدة الإنسانية لسكان بعض القرى التي عزلتها الثلوج عن العالم الخارجي، وقد سخرت القيادة العسكرية المحلية، الإمكانيات التي بحوزتها من كاسحات الثلوج والآليات المستخدمة في فتح الطرقات، واستعانت بخبرائها الميدانيين وبإطاراتها الفنية ، وهذه الخطوة أثلجت صدور السكان الذين تم إنقاذهم من كبوات الأزمة التي صنعتها الطبيعة عليهم، وثمنوا جهود القيادة العسكرية وأعوانها الذين بذلوا قصارى جهودهم في هذه الأزمة· ولعل المناطق التي حظيت بهذه المبادرة بلدية تمريجت وقرية لعلام، وكذا ببلدية برباشة، حيث تم إعادة فتح الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين بجاية وسطيف، والعملية متواصلة لتشمل باقي المناطق التي تحتاج إلى تدخل سريع لإنقاذ العائلات من الأزمة التي ضربت أطنابها في عمق السكان· وللإشارة فقد تسببت هذه التغيرات المناخية والجوية في شل جل المؤسسات التربوية، حيث لازم التلاميذ منازلهم لمدة أسبوع كامل، والأسباب التي كانت وراء ذلك غياب التدفئة والإطعام، كما أن إمكانيات المؤسسات التعليمية وبالأحرى القطاع محدودة جدا للتكفل بهذا المشكل، ورغم المساعي التي بذلتها الجهة الوصية إلا أن الأوضاع بصورة عامة غير مريحة، كما أن تبعات الحركة الاحتجاجية التي شنها عمال الأسلاك المشتركة لها سلبياتها على الناحية العامة لهذه المؤسسات، وقد تتدحرج الأوضاع إلى الأسوأ إذا بقيت الأمور على حالها، والمطلوب من الدولة العناية بمشاكل قطاع التربية بغية إرجاع قطار المؤسسات التربوية إلى السكة، وهذا قبل نهاية السنة الدراسية الجارية·