تشهد محطة النقل البري للمسافرين بعاصمة ولاية بومرداس اهتراء كبيرا جراء انعدام التهيئة بها وتحول أرضيتها إلى حفر كبيرة تغزوها الأوحال والمياه العكرة مما جعل الناقلون الخواص والمسافرون يعانون الأمرين داخلها وطالبوا السلطات المعنية بالتدخل في القريب العاجل لوضع حد لهذه المعاناة التي طال أمدها· فما إن تضع أولى قدماك داخل هذه المحطة حتى تقابلك حفرة كبيرة مملوءة بالمياه العكرة تتسبب في عرقلة حركة الناقلين والمسافرين على حد السواء فهذه المحطة التي هي عبارة عن قطعة أرضية محاطة بسياج تفتقر إلى أدنى المرافق الضرورية كون السلطات المحلية اتخذتها كمحطة مؤقتة منذ سنة 2009 في انتظار إعادة تهيئة وتجهيز المحطة القديمة، إلا أن التأخر المسجل في أشغال تهيئة هذه الأخيرة تسبب في الكثير من المشاكل لكل من يدخلها جراء غياب التهيئة وخاصة اهتراء أرضيتها التي تتحول بتساقط الأمطار إلى حفر كبيرة تغزوها الأوحال وهو ما يعرقل سير المسافرين داخلها إذ ترتطم أحذيتهم بالأوحال مما يسبب لهم الكثير من الإحراج خاصة فئة الموظفين الذين غالبا ما يعمدون لغسل أحذيتهم قبل الالتحاق بمكاتبهم، ناهيك عن الصعوبات التي يقاسيها المسافر داخل هذه المحطة التي تتسم بالفوضى جراء غياب أعوان الأمن الذين يتكفلون بتنظيم المركبات داخلها وإجبار السائقين على احترام التوقف داخل الأرصفة الموافقة لخطوطهم حيث يؤدي التدافع ما بين المسافرين الذين يهرعون في كل مرة إلى مدخل المحطة لاستقبال المركبات علّهم يظفرون بمكان داخلها في وقوع الكثير من المشادات فيما بينهم إضافة إلى سقوط العديد منهم خلال زحمة التدافع وهو ما يجعل المسافر داخل هذه المحطة يحس وكأنه داخل حلبة للمصارعة وليست محطة برية للنقل الحضري إضافة إلى ذلك فإن المسافر داخل هذه المحطة يعاني من الانتشار الكبير للأوساخ داخل هذه المحطة التي تنعدم بها الحاويات البلاستكية التي من شأن المسافر الاستعانة بها للتخلص من النفايات التي يحملها على غرار قارورات المياه المعدنية والأكياس البلاستيكية التي أضحت ديكورا يميز هذه المحطة وهو ما يخلق مناظر مقرفة تثير الاشمئزاز في نفوس كل من يراها فيما يضطر الكثير من المسافرين المتمتعين بالحس المدني إلى حمل نفاياتهم معهم إلى منازلهم والتخلص منها عوض رميها داخل المحطة بصورة عشوائية، كما تفتقر هذه المحطة للواقيات التي من شأن المسافر أن يحتمي تحتها من بلل الشتاء وحرارة فصل الصيف، ومن جهتهم الناقلون أبدوا استياءهم من الوضعية الكارثية التي تتواجد عليها هذه المحطة التي تحولت أرضيتها الترابية الى مجموعة من الحفر والمطبات الكبيرة والتي يقارب طولها الثلاثة أمتار وعمقها يفوق النصف متر، مؤكدين أن هذه الوضعية تتسبب في عرقلة عملهم حيث أصبح الناقلون يتزاحمون داخل هذه المحطة في المساحات غير المهترئة من أجل الاستحواذ على جزء منها لركن مركباتهم لتحميل المسافرين، كما أعربوا عن تذمرهم من الأعطاب التي تطال مركباتهم من جراء هذه الحفر وهو ما يكبدهم مصاريف إضافية أرهقت كاهلهم وأثرت على أرباحهم مما أثر سلبا على مستواهم المعيشي جراء انخفاض نسبة الأرباح وارتفاع نسبة التكاليف خاصة فيما يتعلق بجانب تسديد الضرائب· ومن جهته، أكد لنا السيد إبراهيم جقنون الأمين الولائي لمكتب الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين ببومرداس أن مكتبه تلقى العديد من الشكاوي من قبل الناقلين الذين طالبوا بتحسين ظروف عملهم عن طريق تهيئة محطات النقل البري للمسافرين عبر إقليم الولاية والتي تتواجد -حسبهم- في وضعية كارثية، مشيرا أنه تقدم للسلطات المعنية بطلب لتهيئة المحطة الحالية في انتظار إعادة ترميم المحطة القديمة· ونظرا لهذه الوضعية الكارثية التي تتواجد عليها محطة النقل البري على مستوى عاصمة الولاية بومرداس والتي من المفروض أن تكون ذات معايير راقية تسمح بخلق حركة دؤوبة تتلاءم والطابع السياحي للولاية، يطالب الناقلون والمسافرون على حد السواء المسؤولون المحليون والسلطات الوصية للتدخل في القريب العاجل من أجل استكمال عملية تهيئة المحطة القديمة وفقا للمعايير المعمول بها في محطات النقل الرئيسية حتى يتسنى لهم لعب دورهم في عملية التنمية وأداء مهامه في أحسن الظروف·