أثبت الآلاف من رجال الجيش الوطني الشعبي وأفراد قوات الأمن والدرك الوطنيين وأفراد الحماية المدنية، وأجهزة أخرى، في الأيام الأخيرة، أنهم فعلا رجال واقفون يمكن للجزائر أن تعتمد عليهم خلال الأزمات والكوارث والنكبات، حيث لم تمنع موجة الصقيع والثلوج والبرد الشديد هؤلاء الرجال من القيام بواجبهم في مساعدة آلاف العائلات المتضررة، والعمل على فك عزلة المناطق التي جعلتها الثلوج خارج مجال التغطية والتخفيف من غبن المنكوبين· وساهم هؤلاء (الرجال الواقفون) في التقليل من آثار وتداعيات الاضطرابات الجوية التي أدت إلى وقوع آلاف العائلات تحت طائلة العزلة بسبب انقطاع مئات الطرقات الوطنية والولائية وغيرها، حيث سخرت مؤسسات وأجهزة الدولة إمكانياتها البشرية والمادية من أجل فك عزلة المدن والقرى والمداشر، وإيصال معونات غذائية وطبية عاجلة للمنكوبين في المناطق النائية التي قضت أياما عسيرة نتيجة عزلتها وغياب التموين بالمواد الأساسية، وهو ما ساهم (الرجال الواقفون) في التخفيف منه كثيرا· ولم تقتصر جهود أفراد الجيش الوطني الشعبي وعناصر الأمن والدرك والحماية المدنية على فتح الطرقات التي أغلقتها الثلوج، أو إجلاء المنكوبين، بل تعدت ذلك للقيام بأدوار يمكن وصفها بالاجتماعية من خلال إيصال مساعدات متنوعة للقرى والمداشر المعزولة، ومساعدة السكان على تجاوز (الأزمة)، وهو ما تجسد بمئات الآلاف من التدخلات لمختلف مصالح الأجهزة المذكورة· 45 ألف تدخل ميداني لمصالح الأمن كشفت المديرية العامة للأمن الوطني أنها قد أحصت يوم الخميس الماضي 45 ألف حالة تدخل ميداني نتيجة التقلبات الجوية التي صاحبتها موجة برد وثلوج اجتاحت عددا من ولايات الوطن، إضافة إلى 10 آلاف مكالمة هاتفية في ظرف 24 ساعة عبر الخط الأخضر الذي وضع تحت تصرف الولايات المتضررة من التقلبات الجوية للإبلاغ عن أي حالة طوارئ تستدعي التدخل الأمني· وبهذا الشأن أكد المكلف بالاتصال بالمديرية العامة للأمن الوطني جلالي بودالية أن المديرية تجند كل إمكانياتها وعتادها على مدار 24 ساعة من أجل التدخل السريع لتلبية أي نداء يصلها، لاسيما في الولايات المتضررة وذلك بإتباع مخطط عمل استعجالي وضعته المديرية لضمان التدخل السريع ومواجهة كل ظرف بإمكانه أن يحدث إزعاجا للمواطنين· وعن الإجراءات الوقائية المتخذة أكدت مديرية الأمن أن دوريات مصالح الأمن العمومية تعمل على توجيه مستعملي الطرقات لتفادي السير باتجاه الطرق المقطوعة مؤقتا نتيجة هطول كميات معتبرة من الثلوج، التي شلت حركة المرور نهائيا في بعض الطرقات· وأمام هذا الوضع سخرت المديرية كل جهودها وإمكانياتها على حد تعبير بودالية لفتح الطرقات المقطوعة لتسهيل إيصال المواد الغذائية، والمستلزمات الأساسية للمواطنين المتضررين في القرى النائية، والمناطق الصعبة التي اجتاحتها الثلوج فانقطعت كل مظاهر الحياة فيها· وقامت الفرق الطبية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني حسبما صرح به محدثنا في ذات الوقت بتوزيع مجموعة من الأغطية والمشروبات الساخنة على الأشخاص الذين يعيشون في الشوارع دون مأوى، وستتواصل هذه العملية بصفة يومية إلى حين تحسن الأحوال الجوية· وقد تم في وقت سابق إجراء فحوصات طبية لمواطني بعض القرى المعزولة الذين استفادوا من وجبات ساخنة، وبعض المستلزمات الضرورية كالمواد الغذائية، وقارورات الغاز، والأغطية· كما تم وضع جهاز للمساعدة مكون من طاقم طبي، وممرضين، وأطباء نفسيين· وجندت سيارات الإسعاف وفرق المساعدة الطبية الاستعجالية للتكفل بالحالات المستعجلة· وللإشارة، فإن درجات الحرارة في الأيام السابقة عرفت انخفاضا ملحوظا في أغلب ولايات الوطن، ما أدى إلى سقوط كميات معتبرة من الثلوج التي غطت مناطق متفرقة من الوطن وأدت إلى تعطل المصالح اليومية· حيث اضطرت بعض المدارس إلى غلق أبوابها، وأجبرت بعض المؤسسات على تعطيل بعض مصالحها نظرا لعجز العمال على الوصول في ظل انغلاق الطرقات بسبب أكوام الثلوج المكدسة· وتشير توقعات الطقس إلى أن الجو سيعرف تحسنا نسبيا خلال الأسبوع القادم رغم حالات التقلب التي سيشهدها، والتي ستكون مصحوبة ببعض الأمطار في العاصمة التي ستسجل فيها درجات حرارة ستتراوح مابين 8 و11 درجة مئوية، بينما يتوقع تساقط للثلوج في بعض ولايات الوطن التي ستحتفظ بدرجات حرارة منخفضة· وفي سياق ذي صلة، سجلت وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بسكيكدة خلال الاضطرابات الجوية الإستثنائية منذ الجمعة المنصرم إلى غاية يوم الخميس 106 تدخل مختلف حسب ما علم من المقدم بوسكة محفوظ قائد ذات المجموعة· الأمن يعيد "الحياة" للطرقات تمكنت مصالح الأمن الولائي لتيزي وزو من كسر العزلة التي تسببت فيه الثلوج الكثيفة التي شهدتها طرقات الولاية خلال الأسبوع الماضي حيث تمكنت من فتح حركة المرور أمام مستعملي الطريق الوطني رقم 72 الرابط مابين منطقتي (اركوب اوعمران) و(معقودة) وبين بلدية رجوانة وعاصمة الولاية، حيث قامت بتنظيم عمليتين لإزاحة الثلوج عن الطرقات وتطهير الشوارع وفك العزلة عن المواطنين باستعمال آلات خاصة بازالة الثلوج ما أدى إلى عودة الحياة تدريجيا كما تمكنت من تزويد بلديات الولاية بقارورات الغاز البوتان التي شهدت إقبالا كثيفا وقد توجت هاتين العمليتين بالنجاح الذي سجل ارتياح كبير لدى المواطنين الذي عادوا الى ممارسة حياتهم اليوم بشكل عادي· من جهتهم، قام عناصر الأمن الوطني لولاية البليدة اليوم الخميس بنشاطات تضامنية مختلفة لفائدة منكوبي التقلبات المناخية الأخيرة وفقا لما علم من خلية الإعلام والاتصال للمديرية المحلية للأمن الوطني· وأوضح ذات المصدر أن رئيس الأمن الولائي عميد أول الشرطة وهراني محمد أشرف اليوم بمنطقة الزاوية على ترحيل ست عائلات مكونة من 30 فردا انهارت منازلهم بسبب التساقط الكثيف للثلوج والأمطار إلى المكتبة البلدية ببني تامو· كما قام عناصر الأمن بتوزيع حوالي 150 وجبة غذائية على هذه العائلات مكونة من مجموعة من المواد الغذائية الأساسية وهي المبادرة التي (لاقت استحسانا كبيرا من طرف المواطنين)· ولا يقتصر الجهد المبذول على عناصر الجيش والدرك والأمن والحماية المدنية، بل تقوم الكثير من فعاليات المجتمع بمساعدة المتضررين من الاضطرابات الجوية· وفي هذا السياق، تقوم مجموعة من الطلبة بالجزائر العاصمة بعمليات تضامنية وتطوعية للتكفل بالأشخاص دون مأوى وذلك على إثر موجة الإضطرابات الجوية التي تشهدها العديد من ولايات الوطن منذ أيام· وتتمثل هذه المساعدات- كما أوضح احد الطلبة المبادرين بالعملية في توزيع كميات من المواد الغذائية الاساسية وأغطية على هؤلاء الأشخاص الذين هم في ظروف صعبة والمتواجدين في مختلف ضواحي مدينة الجزائر لاسيما في بلديات باب الواديوالجزائر الوسطى والبريد المركزي والأبيار والقبة والشراقة وباب الزوار· من جهة أخرى، برزت وثبة تضامنية ملحوظة بجيجل تجاه السكان الذين تأثروا بفعل تقلبات الطقس الحالية وذلك بفضل نكران الذات للمتطوعين التابعين لكل من الهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية الجزائرية·