الثلوج تثير جنون الشبان الجزائريين

بلغ هوس وجنون بعض الشبان الجزائريين بالثلوج الكثيفة التي تساقطت على عدة مناطق من الوطن، حدا يمكن وصفه بالمرضي، بالنظر إلى الصور الغريبة التي قام بعضهم بالتقاطها، ونشرها على الفيس بوك، حيث لم يترددوا في التقاط صور نصف عاريين وسط الثلوج، وكأنهم على الشاطئ، أو في عز الصيف، في مشهد جمع متناقضين لا يلتقيان أبدا، والملاحظ أن أكثر أصحاب تلك الصور هم من المراهقين المندفعين الذين لا يبالون لا بالمخاطر، ولا بالنتائج المترتبة عن بعض سلوكاتهم المجنونة، ولا بأي شي آخر·
وانصبت معظم التعليقات حول الصور التي نشرها أصحابها على صفحاتهم بالفيس بوك حول الاستغراب الشديد والدهشة من قدرة المعنيين على مجرد التفكير في نزع ملابسهم والتقاط صور من ذلك النوع، تحت درجات حرارة منخفضة للغاية، بل ووسط أكوام الثلوج، فيما أن كثيرين يخشون حتى من فتح شفاههم للحديث بسبب البرودة الشديدة، واتفقت أغلب التعليقات على أن الجزائري مجنون فعلا، بل من أكثر الشعوب جنونا في العالم·
ولم يخش هؤلاء الشبان لا التعقيدات الصحية لما قاموا به، ولا احتمال إصابتهم بنزلات برد قوية جدا، حيث بدا أنهم يحاولون تقليد أبناء بعض الدول المشهورة بطبيعتها الباردة جدا، الذين لا يعد الثلج عندهم حدثا عارضا، كالروسيين مثلا، المشهورين بالاستحمام في البحيرات المتجمدة، والذين يشاع عنهم كذلك أن الطفل أول ما يولد لديهم يتم وضعه في حوض مليء بالثلج، كي يعتاد جسمه المناخ البارد في بلده، فيما أننا في الجزائر، لا سيما في المناطق المنخفضة التي لا يتساقط فيها الثلج إلا مرة بعد مرة، لا يمكن أن يجازف عاقل بنزع ملابسه حتى وإن كان المقابل ليس صورة تذكارية فحسب، وإنما جائزة بالملايين·
وكنتيجة لغرابة الصور التي أدهشت بعض المتصفحين من رواد الفيس بوك، فقد اعتبر بعضهم أنها صور مركبة وفقا لتقنية الفوتوشوب، وأنه لا يمكن أبدا لأي كان مهما بلغت درجة شجاعته، أن يفكر في نزع ملابسه لالتقاط صورة تذكارية وسط الثلوج، رغم أن أصحاب الصور حاولوا جاهدين التأكيد من أنها صور حقيقية، وهي ملتقطة لشبان من ولايات مختلفة في الوطن، امتدت إليهم عدوى أخذ الصور عراة الصدور بين الثلوج، بمجرد نشر الصورة الأولى في هذا المجال ومشاركتها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك·
كما لم يفوّت الجزائريون الفرصة أيضا لأجل التنكيت، وإضافة التعليقات الساخرة، ومنا ما قاله أحد المشتركين عبر الفيس بوك موجها كلامه للنصارى قائلا (حتى أحنا يطيح عندنا الثلج في المولود، ماشي غير انتوما في الكريسماس)، إلى جانب تناول الأزمات والمشاكل التي تسببت فيها الثلوج عبر مناطق الوطن بكثير من السخرية والاستهزاء، كقول بعضهم مثلا أنه في بعض الدول يكون الثلج بكثافة 2 متر والأمور تسير بطريقة عادية، أما في الجزائر فعمق لا يتجاوز 20 سم، وكل الطرقات مقطوعة والمواصلات متوقفة، وغير ذلك من الجوانب التي لم يفلتها هؤلاء الشباب·