قرّرت وزارة النّقل أن تعتمد عن قريب تسعيرة جديدة في خطوط النّقل حسب برنامج مسطّر يتوافق مع انشغالات النّاقلين الخواص الذين طالبوا مرارا برفع التسعيرة كون أن المعتمدة حاليا لا تستجيب لمطالبهم الاجتماعية، وهو ما يعني أن الزبون سيضطرّ إلى دفع دنانير إضافية أثناء تنقّلاته عبر مختلف خطوط النّقل الحضري· تراجع النّاقلون الخواص بالعاصمة، أمس، عن رفع تسعيرة خطوط النّقل بعد رفض السلطات المعنية لهذا الإجراء الذي جاء بطريقة عشوائية وقاموا باستئناف نشاطهم المعتاد بعدما تلقّوا تطمينات من السلطات الوصية وعلى رأسها وزارة النّقل، حسب ما أكّدته المنظّمة الوطنية للنّاقلين بمكتب العاصمة على لسان السيّد فنيزة عمار. حيث أكّد المتحدّث أن أصحاب المركبات والسائقين تراجعوا عن رفع التسعيرة التي كانوا قد أقدموا عليها تلقائيا وبطريقة غير قانونية وهذا بعدما أكّدت لهم وزارة النّقل أنها بصدد إعداد برنامج لمراجعة التسعيرة الحالية وتقديم أخرى جديدة ستطبّق على المستوى الوطني عمّا قريب وذلك تماشيا مع متطلّباتهم، الأمر الذي شجّعهم ودفعهم للعودة إلى العمل حيث اعتبروا أن رفع التسعيرة بخمسة دنانير لا تضرّ المواطن ولا تمسّ قدرته الشرائية أو جيوبه باعتبارها زيادة صغيرة وغير مكلّفة، حسب ما أكّده لنا أحد السائقين وهو يعمل على خطّ بن عمر بني مسوس، حيث قال لنا بالحرف الواحد: (إن خمسة دنانير لا تسمن ولا تغني من جوع)· وللتذكير فإن النّاقلين كانوا قد شلّوا خلال الأيّام الماضية عدّة خطوط، لا سيّما بعض الخطوط الحسّاسة بالعاصمة كخطّ باش جرّاح بن عكنون، ما تسبّب في شلّ حركة المواطنين القاطنين بهذه البلدية وذلك بتعطيل مشاغلهم، لا سيّما وأنه يكتسي أهمّية كبيرة جّدا، إذ يعرف اكتظاظا كبيرا وواسعا بسبب استعماله من طرف فئات مختلفة من المجتمع من عاملين وطلبة وغيرهم، بالإضافة إلى خطّ ساحة الشهداء بن عكنون وغيرها من الخطوط، وهذا ما أثار استياء المواطنين وتذمّرهم لأن هذا التوقّف مسّ استقرار حياتهم، وما زاد الطّين بلّة هو أنه تزامن مع سوء الأحوال الجوّية التي تعيشها البلاد· من جهتهم، المواطنون استاءوا أكثر عندما سمعوا بقضية رفع التسعيرة، حيث رأوا أن التسعيرة الحالية مناسبة لكلا الطرفين، إذ يجب وضع الاعتبار لجميع فئات المجتمع ومراعاة قدرتهم الشرائية. وللردّ على من قال إن خمسة دنانير لا تسمن ولا تغني من جوع أخذنا آراء بعض المواطنين وكلّهم متّفقون على أن هذا غير صحيح وأن خمسة دنانير لها قيمة في ظلّ غلاء المعيشة التي يعيشونها لأنهم تعبوا في كسبها وكلّ دينار يساوي قطرة عرق تصبّبت من جبينهم من أجل كسبه، وإذا حسبنا فإن خمسة دنانير كلّ يوم تساوي 150 دينار في الشهر وهذا ما يعادل 6 أكياس حليب· لهذا يبقى أمل المواطنين أن تأخذ السلطات المعنية هذا كلّه بعين الاعتبار وتعمل على إيجاد حلول ترضي الطرفين·