خلفت التقلبات والاضطرابات الجوية خلال الآونة الأخيرة عبر العاصمة أضرارا متفاوتة في أملاك السكان أبرزها انهيار أجزاء من السكنات كحال القاطنين بالبيوت الهشة بالدويرات الكائنة بأعالي القصبة بالعاصمة، حيث آثار تساقط أجزاء منها الرعب والهلع في أوساط القاطنين ما استدعى تدخل الحماية المدنية· وما زاد من معاناة هؤلاء السكان هو قيام أعضاء البلدية بمعاينة المكان ليس إلا دون أن تقدم على حل ولو جزء من المشاكل التي انجرت عن التقلبات الجوية الأخيرة بسبب الانسداد والتجميد الحاصل وعدم وجود رئيس بلدية، حيث اكتفى المسؤولون بتحرير تقارير خاصة بتدهور وضع العائلات وفقط· وفي ذات الصدد صرح ممثل العائلات ل (أخبار اليوم) أن العديد من العائلات القاطنة بحي 8 شارع بن عشير قضوا أياما في العراء منذ أكثر من أسبوع فيما اضطرت عائلات أخرى إلى الاستنجاد بالأحباب والأقارب خوفا من الردم تحت الأنقاض نتيجة تهاوي بناياتهم وتناثر أجزاء معتبرة من الأسقف والجدران بسبب قدمها مما أدى إلى تسرب مياه الأمطار إلى داخل البيوت، ما نجم عنه إتلاف الأثاث والأفرشة وكل العتاد تعرض للإتلاف، ولم تقتصر الخسائر على هذا الحي فقط بل مست عملية الانهيارات الجزئية معظم أحياء بلدية القصبة على غرار شارع رابح رياح وشارع مصطفى لطرش التي تعد من بين الأحياء المتضررة من التقلبات الجوية· وحسب تصريحات السكان فإن الوضع بات لا يطاق في ظل هاجس الخوف والهلع الذي يلازمهم طيلة هذه الأيام، كما أبدوا تخوفهم من الموت تحت الأنقاض في أي لحظة جراء الأضرار البليغة التي ألحقت بسكناتهم التي أضحت لا تحتمل الصمود أكثر من ذلك، بداعي أن تاريخ إنجازها يعود إلى عهد الأتراك، بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية والزلازل المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة التي أثرت سلبا على البنية التحتية للدويرات التي لم تعد قابلة للإيواء على حد تعبيرهم وجاء الوقت الذي تتحرك فيه السلطات المعنية لانتشالهم من المعاناة وإنقاذهم من الموت المتربص بهم في أي وقت الأمر الذي يستوجب ترحيلهم إلى سكنات لائقة· وفي هذا السياق أدلى هؤلاء السكان بتصريحاتهم النارية حيال السلطات الوصية التي لم تكترث لأوضاعهم الحرجة ومدى الجحيم الذي يصارعونه داخل تلك البنايات غير الصالحة والآيلة للسقوط فوق رؤوسهم، مكتفية بالمعاينة في كل مناسبة تتعرض فيها سكناتهم إلى واقعة انهيار دون وضع حد نهائي لانشغالاتهم ومعاناتهم التي طال أمدها، وما زاد الطين بلة وضياع سكان بلدية القصبة هو عملية التجميد والانسداد التي فرضت على البلدية منذ أكثر من 5 سنوات الأمر الذي أدى إلى تفاقم وشل كل مصالح وانشغالات المواطنين خصوصا سكان الدويرات مع تدهور سكناتهم دون أن تجد القضية حلا نهائيا·