صنعت أزمة قارورات غاز البوتان المشهد خلال الأيام الماضية، فالكل يتحدث عن الغاز ولا همّ لأحد سوى الغاز ، طوابير طويلة تتشكل يوميا أمام بائعي الغاز وكذا على مستوى مراكز نفطال، قوافل من الناس تتجه من ساعات الصباح الباكر للبحث عن هذه المادة التي تحولت إلى الهاجس الأكبر لكل العائلات في بجاية· وبالأحرى تلك التي تقطن في المناطق الريفية والنائية، ورغم الأمطار المتساقطة وأحيانا استمرار سقوط الثلوج، إلا أن ذلك لم يمنعهم من الخروج للبحث عن مصدر للطاقة، خوفا من تكرار عاصفة الثلوج التي لا تبقي ولا تذر ولا تهمش أي منطقة، وتعيق حياة السكان، بل تزيد معاناتهم إلى ما يقاسونه حاليا من نقص في المؤونة والغاز وغيره، هذه الوضعية فتحت للمضاربين الباب على مصراعيه وأصبحت قارورة الغاز تباع بأزيد من 1000دج أحيانا أرباب العائلات لم يجدوا أمامهم اختيار آخر سوى القبول بذلك أمام أزمة خانقة حلها يتطلب وقتا وصبر أيوب ·· ورغم مجهودات الدولة المبذولة على أرض الواقع وتسخيرها لكل الإمكانيات البشرية والمادية، إلا أن ذلك لم يخفف سوى من تبعات الأزمة، وقد لمس المواطن نبرات من العمل الميداني لكن الذين تضرروا كثيرا وجدوا أنفسهم محاصرين وسط أكوام من الثلوج والطرقات المقطوعة وأمام انعدام وسائل المساعدة·· هذا المشهد أظهر غياب إستراتيجية الدولة على المدى البعيد وكذا في المجال الاقتصادي، فهذا يتطلب من الدولة إعادة التفكير والأخذ بالتجارب السابقة لتفاديها في المستقبل، وللإشارة فإن السلطات الأمنية من رجال أمن ودرك وجيش يساندون السلطات المحلية في عمليات توزيع الغاز والمؤونة ويرافقون فرق التدخل والمساعدة لمنع عمليات قطع الطرقات من قبل المواطنين الذين يحاولون منع مرور قوافل المساعدات وكذا لمنعهم من تغيير اتجاه الشاحنات المعبئة بالغاز ·· وهذا العمل ساهم إيجابا في إنقاذ العديد من العائلات المنكوبة في العديد من المناطق المعزولة بسبب الثلوج مثل قرية شلاطة ، قرية تاقوبة، إيزومام، كنديرة، إحباشن، مازكوان ·· لكن للأسف الشديد عودة موجة البرد والصقيع والثلوج والأمطار الغزيرة أدت إلى تباطؤ عمليات الإنقاذ التي غطت حوالي نسبة 80 بالمائة إلى حد الساعة، لكن تبقى بعض المناطق المنسية وسكانها يعانون مثل منطقة مازكوان التابعة لبلدية كنديرة·