تكون فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الأهقار الدولي للفنون (تينهينان أباليسة) الذي ينظم هذه السنة تحت شعار (العلاقة بين التراث وسائل الإعلام) قد انطلقت أمس الثلاثاء لإعطاء وعي أكبر بالمكونات الثقافية والفنية بمناطق الأهقار· وتسعى هذه التظاهرة التي تستمر إلى غاية 19 فيفري بحسب محافظ المهرجان فريد إيغيل أحريز إلى تسليط الضوء على التراث الثقافي الصحراوي إعلاميا من خلال أجنحة مفتوحة على الفنون التقليدية والسينما والموسيقى والرقص الإفريقيين، والشعر وتاريخ المنطقة، بالإضافة إلى حفلات وموسيقى وطنية في القصة العربية والأمازيغية والفرنسية· ويأمل المنظمون أن يساهم هذا الموضوع في الشروع في التفكير حول (أصول ونمط إعداد النماذج المقولبة المستمرة التي تخص الصحراء وسكانها وتراثها الثقافي) المشكل للمحور التعليمي لهذا الموعد الثالث المخصص للفنون في الأهقار· وبما أن نمط الاتصال في هذه المنطقة يعد شفهيا أساسا، تهدف ورشات المهرجان التي يشرف عليها الفنان التشكيلي أرزقي العربي إلى تشجيع السكان على التفتح على أنماط ووسائل أخرى لحماية معارفهم· وستخصص ورشة القصص والسرد المنظم لنقل معرفة عريقة ولكن راسخة في الذاكرة للسرد التاريخي، لاسيما يوميات سكان المنطقة خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية، ونظرا للنجاح الباهر للدورة السابقة يحتضن المهرجان هذه السنة جزءا من معرض (الفن المعماري الطوبي والطيني) المنظم في إطار تظاهرة (تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية)· ويهدف هذا المعرض إلى التذكير بضرورة الحفاظ على القصور الجزائرية والسكن الصحراوي المهدد بالزوال بالرغم من حملات الترميم التي أشرف عليها سكان المنطقة، ويتمثل الهدف الآخر للمعرض في عرض الفن المعماري الطوبي في شكله العصري والتعريف بهذا الفن من خلال التقنيات الخاصة بهذا النمط من البناء من قبل مهندسين معماريين دوليين، وبمشاركة نحو عشرين تشكيلة موسيقية جزائرية لاسيما نجمة التيندي بادي لالة وعبد الله مصباحي الذي تتلمذ على أيدي الراحل عثمان بالي، يعد برنامج الحفلات المخصص لهذا المهرجان الذي يعرف مشاركة فنانين مرموقين من الدول المجاورة للصحراء ثريا جدا· وخلفا للفنانين الماليين أمادو ومريم وفاركا توري الذين شاركوا في الدورة السابقة تشارك فرقة تيناريوان العالمية ممثلة نوع بلوز منطقة تينيري يوم 17 فيفري في هذه الدورة مساهمة في إثراء الموسيقى الصحراوية·