لإعطاء مقروئية اكبر للفنون في هذه المناطق النائية،و يأمل المنظمون أن يساهم هذا الموضوع في الشروع في التفكير حول "أصول و نمط إعداد النماذج المقولبة المستمرة التي تخص الصحراء و سكانها و تراثها الثقافي" المشكل للمحور التعليمي لهذا الموعد الثالث المخصص للفنون في الاهقار،و بما أن نمط الاتصال في هذه المنطقة يعد شفهيا أساسا،تهدف ورشات المهرجان التي يشرف عليها الفنان التشكيلي ارزقي العربي إلى تشجيع السكان على التفتح على أنماط و وسائل أخرى لحماية معارفهم (الرسم و الشريط المرسوم و التصوير). و ستخصص ورشة القصص و السرد المنظم لنقل معرفة عريقة و لكن راسخة في الذاكرة للسرد التاريخي لاسيما يوميات سكان المنطقة خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية،و نظرا للنجاح الباهر للدورة السابقة يحتضن المهرجان هذه السنة جزء من معرض "الفن المعماري الطوبي و الطيني" المنظم في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية"و يهدف هذا المعرض إلى التذكير بضرورة الحفاظ على القصور الجزائرية والسكن الصحراوي المهدد بالزوال بالرغم من حملات الترميم التي اشرف عليها سكان المنطقة،و يتمثل الهدف الآخر للمعرض في عرض الفن المعماري الطوبي في شكله العصري و التعريف بهذا الفن من خلال التقنيات الخاصة بهذا النمط من البناء من قبل مهندسين معماريين دوليين، و بمشاركة نحو عشرين تشكيلة موسيقية جزائرية لاسيما نجمة التيندي بادي لالة و عبد الله مصباحي الذي تتلمذ على أيدي الراحل عثمان بالي يعد برنامج الحفلات المخصص لهذا المهرجان الذي يعرف مشاركة فنانين مرموقين من الدول المجاورة للصحراء جد ثريا. و خلفا للفنانين الماليين امادو و مريم و فاركا توري الذين شاركوا في الدورة السابقة تشارك فرقة تيناريوان العالمية ممثلة نوع بلوز منطقة تينيري يوم 17 فيفري في هذه الدورة مساهمة في إثراء الموسيقى الصحراوية. كما حضر الطبعة ضيوف مميزون على غرار الفنان المالي جيلي موسى كوندي و الموريتانية مالوما التي تمتزج موسيقاها بين الأصالة و العالمية،و ستحيي هذه الأخيرة حفلا يوم 18 فيفري،و يبرز هذا البرنامج موسيقى الجنوب الجزائري و جذورها مع تسليط الضوء سنويا على البعد الإفريقي المشترك لكل سكان الصحراء،و يفتخر منظمو المهرجان اليوم كونهم بادروا بتعريف العديد من الاختصاصات التي كانت غير معروفة لسكان المنطقة على غرار ورشة علم الفلك التي ساهمت في إنشاء جمعية محلية لعلم الفلك التي تنوي تنشيط ورشة خاصة بها،كما سيتم تخصيص فضاء "أمزاد" لجمع التراث و النصوص و الشهادات التي تساهم في إنتاج المسرحيات و إصدار الكتب و المقطوعات الموسيقية و الأفلام الوثائقية،و قد تم إنشاء هذا المهرجان في 2010 تحت إشراف المختص في علم الآثار فريد إغيل حريز بهدف جمع و تسجيل و الحفاظ على التراث اللامادي لمنطقة الأهقار،و قد تم في الطبعات السابقة إيلاء أهمية لتنوع التراث اللامادي للمنطقة و العلاقة بين التراث الثقافي و محيطه الطبيعي.