الكثيرون قد يجهلون وجود المدلّل السابق لأنصار مولودية الجزائر فضيل دوب، فبعد أن لعب للعديد من الفرق قد يفوق عددها العشرة، منها على وجه الخصوص شباب بلوزداد، مولودية العاصمة، شبيبة القبائل، شباب باتنة، رائد القبّة، مولودية بجاية، سريع المحمّدية وترجّي مستغانم، ترى أين هو فضيل دوب؟ ذلك ما سنعرفه من خلال هذا الحوار الذي خصّنا به دوب· حاوره: بن عبد القادر لكن قبل أن نعرف أين هو هذا دوب وهل لازال يداعب كرة القدم كلاعب أمطرنا محبوب أنصار المولودية السابق بالعديد من الأسئلة تمحورت جلّها حول فريق مولودية الجزائر ولماذا غادره إلى شبيبة القبائل عام 2002 فور نزول (العميد) إلى الدرجة الثانية· - قبل أن نسألك أين هو فضيل دوب؟ يقال إنك مثل السمكة إذا أخرجت من الماء ماتت، هل هذا صحيح؟ -- لم أفهم ما تقصده من سؤالك· -- الذي أقصده هو أنه منذ رحيلك من المولودية تناساك الكثيرون... -- لا أوافق على ما تقوله، ما قدّمته لفريق المولودية لن ينساه أنصار الفريق وسيبقى راسخا في ذاكرة الجمهور الرياضي الجزائري، واذا عدت إلى سؤالك أقول لك إنني ألعب لفريق لا تسلّط عليه الأضواء كثيرا باعتباره ينتمي إلى الدرجة الثانية ويقع بعيدا عن العاصمة وهو مولودية بجاية· - ألا ترى أن مغادرتك لفريق مولودية العاصمة عام 2002 أفقدك الكثير من مستواك؟ -- لا.. لا بدليل أنه بعد مغادرتي لفريق المولودية انتقلت إلى فريق شبيبة القبائل ونلت معه كأس (الكاف)· - لكنك لم تمكث في فريق الشبيبة إلاّ موسما واحدا وتمّ الاستغناء عن خدماتك... -- أنا الذي قرّرت الرّحيل من فريق الشبيبة· - لا، حنّاشي هو الذي استغنى عنك بدليل أنك أمضيت موسمين لعبت منه موسما واحدا وانتقلت بعدها إلى فريق النّصرية... -- لم تتح لي الفرصة في فريق الشبيبة لفرض مكانتي كون تشكيلة الشبيبة كانت تزخر بالعديد من اللاّعبين الممتازين أخصّ بالذّكر مغراوي، ديلمي وبرفيفة لذلك كان من الصّعب على المدرّب اختيار واحد من هؤلاء اللاّعبين· - ما جوابك بخصوص التُّهمة التي يوجّهها لك أنصار المولودية من أنك خنت فريقهم بعد نزوله إلى القسم الوطني الثاني؟ -- هذا هو السؤال الذي تمنّيت أن تطرحه عليّ· - ولماذا؟ -- كون الكثير من أنصار فريق المولودية مازالوا يتّهمونني بأنّي تركت الفريق بعد نزوله إلى القسم الوطني الثاني، وهي تهمة لا أساس لها من الصحّة إطلاقا ألصقها بي أعداء الفريق الذي يأكلون الغلّة ويسبّون الملّة· - هل نفهم من كلامك أنك أرغمت على مغادرة فريق المولودية؟ -- أكيد أرغمت على ترك فريق المولودية، إلى درجة أنني غادرت الفريق بدموع حزينة ولن أنسى اليوم الذي أمضيت فيه لفريق شبيبة القبائل، حيث كان بمثابة قطيعة نهائية مع الفريق الذي أحببته وتركت دمي من أجله· - من الذي أرغمك على ترك فريق المولودية؟ -- الدكتور مسعودي هو الذي أرغمني على ترك فريق المولودية، وقد اتّخذ قراره بمشاورة من كان معه في المكتب المسيّر وهو إبعاد الكثير من أبناء الفريق المخلصين، نذكر منهم على سبيل المثال طارق لعزيزي وسلاطني، وكانت لجماعة تركي مسعودي نيّة خبيثة من خلال القرار الذي اتّخذوه في حقّ نجوم الفريق آنذاك· - ما هي هذه النيّة؟ -- بعد أن حمّل الجميع مسؤولية نزول فريق المولودية إلى القسم الوطني الثاني في نهاية موسم 2001/2002 لجماعة تركي مسعودي بعد الذي قام به هذا الأخير في اللّقاء ما قبل الأخير بباتنة أمام الفريق المحلّي بمطالبتنا نحن اللاّعبين بالخروج من الميدان، وهو ما كلّف الفريق كما معلوم النّزول، لم يجد أيّ وسيلة لإبعاد الضغط عمه إلاّ طرد العديد من اللاّعبين الذين كانوا يشكّلون عصبة الفريق. وقد وفّق تركي مسعودي في تقليص الضغط الذي كان على المكتب المسيّر للفريق، وقد استغلّ بعض العناوين الصحفية لصالحه حين أوهمها بأن القرار المتّخذ في حقّنا هو لتنقية أجواء الفريق على اعتبار أننا نقف وراء نزول الفريق إلى الدرجة الثانية، ممّا جعل أنصار المولودية يستحسنون كلامه، وللأسف صدّقوا كلامه رغم أنه كذب في كذب، لندفع نحن اللاّعبون ضريبة غالية· - أيّ ضريبة تقصد؟ -- ضريبة نزول الفريق إلى القسم الوطني الثاني في نهاية موسم 2001/2002، وحبّ جماهير المولودية لنا وما أدراك ما جمهور المولودية. - إذن لا علاقة لكم بنزول الفريق؟ -- أكيد لا علاقة لنا بنزول الفريق إلى الدرجة الثانية، فحتى ولو خسرنا مباراة شباب باتنة فالفريق كان سيحافظ على مكانته في القسم الوطني الأوّل، فالقرار الذي اتّخذه الدكتور مسعودي أمام شباب باتنة بالخروج من الملعب بعد منح الحكم ضربة جزاء للفريق المحلّي هو الذي كلّفنا في نهاية البطولة غاليا وهو النّزول، بعد أن تمّ خصم نقطة من رصيد الفريق· - معنى هذا أن تركي مسعودي هو الذي أنزل فريق المولودية إلى القسم الثاني... -- نعم مسعودي هو الذي أنزل الفريق إلى القسم الثاني، وأقولها للتاريخ إن هناك أيادٍ خفية كانت وراء القرار الذي اتّخذه هذا الرجل بمطالبتنا بالخروج من الملعب أمام شباب باتنة بدليل أنه حين توجّه إليه قائد الفريق طارق لعزيزي وحذّره من مغبّة مغادرتنا أرضية الميدان ردّ عليه بالحرف الواحد: (أنا واعٍ بما أقوم به، وعليكم أن تخرجوا من الميدان)، وألحّ عليه لعزيزي بالبقاء تجنّبا لما قد يتعرّض له الفريق من عقوبات قد تكلّفنا النّزول· - قلت لي قبل بداية حوارنا إن فريق المولودية فريق العجائب، كيف ذلك؟ -- أكيد فريق العجائب فهناك أشخاص كانوا يشتموننا ويسبّون اللاّعبين ويحرّضون الأنصار ضدنا ويستعملون شتى الوسائل لننهزم ليتحوّلوا فيما بعد إلى مسيّرين في الفريق يحكمون بأحكامهم ولهم كلّ الصلاحيات في تسيير الفريق، في وقت أن فريق المولودية له الكثير من الأبناء المخلصين الذين يغارون عليه كما يغار الأب على عائلته، أليس هذا عيب وعار على فريق مثل المولودية الذي يمثّل بلدا بأكمله وليس حيّا أو بلدية أو منطقة؟ فأينما ذهبت إلاّ ووجدت الآلاف من الجماهير ينتظرون فريق المولودية، حتى في القبائل الكبرى هناك الآلاف من الأنصار الذين يحبّون فريق المولودية ويشجّعونه، لكن ما يحزّ في نفسي أكثر هو أن هناك مناصرين يمرضون حين تخسر المولودية وهناك من فقد روحه من أجل المولودية، وهناك كذلك من شلّ عن الحركة من أجل المولودية، لكن أن يأتي أناس لا علاقة لهم بالفريق ويتلاعبون به فهذا الذي لا أطيقه وسأبقى أندّد به طالما مازلت على قيد الحياة ولا أخشى أيّ أحد· - بعد مغادرتك لفريق الشبيبة ما هي الأندية التي لعبت لها؟ -- لعبت للعديد من الأندية: شباب باتنة، نصر حسين داي، رائد القبّة، مولودية بجاية وسريع المحمّدية، ولعبت الموسم الماضي لفريق شباب عين الترك· - وحاليا ما هو الفريق الذي تلعب له؟ -- ألعب لفريق نادي دالي ابراهيم المنتمي إلى بطولة الجهوي الثاني لرابطة الجزائر، ويتواجد الفريق في المركز الوسط· - لماذا فضّلت اللّعب لفريق صغير اسمه نادي دالي ابراهيم؟ -- وجودي في هذا الفريق هو تمهيد لدخولي عالم التدريب على اعتبار أنني أشغل منصب مساعد مدرّب ولاعب في آن واحد· - هل من كلمة أخيرة نختم بها جلستنا هذه؟ -- أشكركم على هذه الالتفاتة، متمنّيا لجريدة (أخبار اليوم) كلّ التوفيق والنّجاح، كما أتمنّى النّجاح للمنتخب الوطني في مبارياته المقبلة فقد تأسّفت كثيرا لغياب الجزائر عن نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة·