يواصل ثعلب المساحات في الجزء الثاني من حواره الخاص ل “الهدّاف”، سرد الوقائع التاريخية لمشواره الكروي. ويبدأ في هذا الجزء الثاني من مغادرته لشباب قسنطينة بعد 3 مواسم، ولعبه في المولودية 3 مقابلات، قبل العودة من جديد إلى سطيف. في صيف 2008 غادرت نحو مولودية الجزائر، كيف كان ذلك؟ صحيح أن الكثير من المتتبعين لا يعلمون أن بورحلي لعب في مولودية العاصمة، وقد جاءني العرض أنا ورحموني الذي كان وقتها في الوفاق. حيث تنقل الرئيس جواد إلى سطيف واتفقنا معه بعد التفاوض، والأمور كانت سهلة لأنني أنا ورحموني كنا في وضعية نهاية عقد وأمضيت في المولودية. ولكن غادرت بسرعة؟ لعبت مع المولودية 3 مواجهات في بداية موسم 98-99، عندما كانت البطولة الوطنية مقسمة إلى مجموعتين من 14 فريق في ظل مجموعة (وسط شرق ووسط غرب). حيث واجهنا حجوط، تلمسان ولا أتذكر منافسنا في المواجهة الثالثة، وسجلت هدفا في اللقاء الأول. غادرت المولودية وهي في الصدارة، لماذا؟ فزنا في المواجهات الثلاثة الأولى وتصدرنا البطولة (المولودية هي التي توجت باللقب في نهاية الموسم)، ولكن بسبب ظروف عائلية قاهرة غادرت المولودية لأنني كنت المسؤول الوحيد عن العائلة والوالدين ماكانش (رحمهما الله)، وكان لا بد أن أكون قريبا من العائلة في سطيف. دار الحديث وقتها عن وجود مشاكل مع دوب؟ هناك أشخاص أطلقوا دعايات مفادها وجود مشاكل، ولكن أنا أؤكد أنه لم تكن هناك أي مشاكل مع لاعبي المولودية، وحتى فضيل دوب كان صديقي ولا يوجد أي مشكل معه، لا هو ولا شقيقه منير الذي تربطني به علاقة مميزة هو الآخر. وأريد أن أضيف شيئا هاما. تفضل الأمر الذي يدل على أن مغادرتي سببها الظروف العائلية، هو أنني عدت إلى اللعب في سطيف ولم أذهب إلى مكان آخر. عدت إلى سطيف أنت ورحموني، ولكن جواد منحك وثائقك وأصر على بقاء رحموني في المولودية؟ عندما قلت لجواد إنني سأغادر المولودية لمست عنده تمسّكا بي، ولكن إصراري على أنه في حال عدم تركي ألعب في سطيف سأتوقف عن اللعب في ذلك الموسم جعله يغير رأيه. والحق يقال إنه كان متفهما وسهل لي المغادرة ومنحني الوثائق، بعد أن اتفق مع سرّار وعدت إلى سطيف. فيما بقي رحموني في المولودية وتوج في النهاية باللقب، وأدى واحدا من أحسن المواسم في مشواره الكروي. عدت إلى الوفاق وتم تأهيلك بسرعة ولعبت أمام شباب باتنة في الجولة الرابعة في ذلك الوقت (موسم 98-99) لم تكن أمور الميركاتو تتم كما هو الحال الآن، بفترة تحويل شتوية في جانفي بل كان لكل فريق الحق في استقدام لاعبين اثنين على شكل إعارة طيلة مرحلة الذهاب، وهو ما سمح بتأهيلي وبدأت المشوار أمام شباب باتنة في سطيف. وسجلت الهدف الوحيد في المباراة عدت في فترة ليست جيدة بالنسبة للفريق الذي كان يقوده الوفاق كريمو خلفة، وأمام شباب باتنة في الجولة الرابعة سجلت الهدف الوحيد في المباراة وكان هدفا جميلا أيضا. الوفاق عرف مشاكل كثيرة في ذلك الموسم، وكاد أن لا يكون ضمن الست فرق التي تبقى في القسم الممتاز لماذا؟ كانت النتائج متذبذبة والفترة ما بين مرحلة الذهاب وبداية الإياب عرفت خسارة وتعادل في سطيف، أمام كل من جمعية عين مليلة وإتحاد الشاوية. وصراحة كان هناك لاعبين ليسوا من قيمة وفاق سطيف “ماكانش”، فقد كانوا بعض اللاعبين ولا أعني هنا الكل “ضعاف بزاف”، لذلك كانت النتائج متذبذبة جدا ما عجل برحيل خلفة وسط مشاكل كبيرة. جاء سعدي بعد ذهاب خلفة، وسجلت هدفا في إحدى المباريات وغادرت الميدان مباشرة نحو غرف الملابس؟ دخلنا نفقا مظلما وبدأت الأمور تصعب من لقاء لآخر من أجل حجز تذكرة ضمن سداسي القسم الممتاز، وكان لنا لقاء صعب جدا في 8 ماي أمام إتحاد تبسة، ووجدنا صعوبات كبيرة في الفوز. حيث أنني سجلت الهدف الأول ثم عادلت تبسة التي كانت تضم لاعبين في المستوى مثل جاب الخير، برباري، مخناش وغيرهم، وبقينا متعادلين إلى غاية الدقيقة 89 واستمر ضغط الجمهور وشتمه لنا، لذلك عندما سجلت الهدف الثاني وجدت نفسي “من القلقة” لا أعلم ماذا أفعل، وخرجت من الميدان مباشرة نحو غرف الملابس، بعد أن امتزجت مشاعر القلقة مع مشاعر الفرحة. لحد الآن لا أعلم كيف توجهت مباشرة إلى غرف الملابس، فذلك الهدف كان هاما جدا حيث سمح لوفاق سطيف بالتواجد ضمن أندية القسم الممتاز. كان للوفاق بداية مشوار جيدة في ذهاب 99-2000، واحتل الصدارة إلى غاية الهزيمة أمام بلوزداد (4-2)، ماذا حصل في مرحلة الإياب؟ في تلك الفترة كان الوفاق مليئا بالتناقضات، ففي مواسم يكون له لاعبين ولا تكون الإمكانات، وفي مواسم أخرى تكون الإمكانات موجودة ولكن اللاعبين دون المستوى، وفي موسم 99-2000 كان هناك نوعية من اللاعبين ولكن الإمكانات كانت ضعيفة جدا، وأغلب اللاعبين يتلقون أجورا شهرية فقط. لأن الحصول على بطولة يتطلب إمكانات خاصة في تلك الفترة التي عرفت اندماج جيلين من اللاعبين مع بعض مثل بلهامل، مضوي وغيرهم، ولم نتمكن من مواصلة النتائج الإيجابية التي كانت في مرحلة الذهاب. سعدي غادر بعد خسارة 1-4 أمام مولودية وهران في سطيف، ماذا حصل في ذلك اللقاء؟ في ذلك اللقاء بدأنا جيدا وأنهينا الشوط الأول متفوقين ب 1-0 من إمضاء زرقان، وكان منعرج اللقاء هو ركلة الجزاء التي ضيعها مضوي، لأنه عوض أن تكون النتيجة 2-0 تحولت إلى 1-1 بعد أن صعدت عناصر الحمراوة مباشرة في هجوم معاكس من حدو الذي قدم تمريرة طويلة في العمق لمصابيح عادل بها النتيجة. وبعدها أصبح “البولفار” نحن نهاجم وهم يسجلون من هجمات معاكسة، حتى وصلت النتيجة إلى 1-4. الأنصار في تلك الفترة شككوا أن الهزيمة مخدومة على رأس سعدي، فأين الحقيقة؟ لا لا الخسارة كانت نظيفة، ومولودية وهران كانت فريقا كبيرا في تلك الفترة، بحصوله على 3 كؤوس متتالية للعرب. كما أن خبرة لاعبيه جعلتهم يستغلون ظرفنا النفسي ويقضون على المباراة. في صيف 2000 عرف الوفاق هجرة جديدة، حيث بقي بورحلي، فلاحي، بلهاني ودبوشة فقط مع الشبان الفريق أكمل الموسم الذي سبقه بعد مغادرة سعدي مع حاج منصور، والذي بقي مدربا في موسم 2000-2001 ولم يبق من القدامى إلا الذين ذكرتهم، مع صعود جيل جديد من اللاعبين مثل ڤنيفي، محفوظي، مخالفي، عشاشة. ألم تخف من البقاء مع هذه المجموعة؟ بصراحة خفت ولكن تعرضت لضغوط كبيرة من أجل البقاء، رغم أنه كانت لدي اتصالات جدية وخاصة في تونس. وقد تدخل الوالي وقتها لكي أبقى مع الفريق ولا أغادر إلى تونس. انطلاقتك وقتها كانت قوية، حيث “خلعت” الجميع ب 3 ثلاثيات أمام “الموك”، المولودية، والكاب ماذا حصل؟ ذهبنا مع حاج منصور في تربص إلى بولونيا وعملنا جيدا، في ذلك الوقت لم يكن أي من الفرق يحسب لنا حسابا، لذلك كان دخولنا مفاجئا أمام كل مولودية قسنطينة حيث فزنا ب 3-0، ثم فزنا في 5 جويلية أمام مولودية العاصمة 1-3، وأمام شباب باتنة في سطيف ب 3-0 ما جعل يقتنا في أنفسنا تعود. أمام المولودية كان الهدف الأسطوري ل بورحلي، كيف جاءتك الفكرة؟ كنا متفوّقين ب (2-0) ثم سجل علينا دوب فضيل هدفا رائعا، إثر لقطة فنية “قليل من يقوم بها” فأصبحت النتيجة (2-1)، وضغطت علينا المولودية من أجل معادلة النتيجة ولم يبق الكثير من الوقت عندها قمت بهجوم معاكس، حيث راوغت بوعصيدة وسلمون وبعدها جاءتني حالة الإبداع لا شعوريا، بعد أن لاحظت أن الحارس لزوم خارج عن خط المرمى. وكان الهدف الثالث الذي بقي الكل يتحدث عنه إلى اليوم وفزنا ب (3-1)، ويومها وقعت حادثة طريفة مع دوب. ما هي هذه الحادثة؟ قبل بداية اللقاء كنت في النفق مع اللاعب الشاب رياحي، وجاء فضيل دوب إليّ بعد أن لاحظ صغر سن رياحي وأغلب اللاعبين الذين بقوا في مقعد البدلاء، وقام باستفزازي ضاحكا بالقول “جبتلونا الأشبال باه تلعبو معنا” فأجبته أن الكلام بعد اللقاء، وبعد نهاية المواجهة بحثت عنه ولم أجده. كانت لنا مجموعة من الشبان أرادت البرهنة على إمكاناتها وقدمت موسما رائعا، لكن للأسف الكثير منهم لم يعرف كيف يسير مشواره، أو لم يجد التوجيه والعناية اللازمة. من تراه ضيع مشوارا كبيرا من هؤلاء؟ ڤنيفي ومخالفي ضيعا مشوارا أكثر من كبير وخاصة ڤنيفي الذي كان أنيقا في لعبه. كنت أحمل ألوان شباب قسنطينة وكنت آت خصيصا لمشاهدة ڤنيفي مع أواسط وفاق سطيف، التي يدربها فيصل صفيح. كان قادرا على أداء مشوار أفضل؟ زوبير ڤنيفي “سلك” مقارنة باللاعبين الذين بقوا في سطيف وقتها و«تمرمدو”، لأنه تنقل معي إلى إتحاد العاصمة في فترة واحدة، وكان له الشرف اللعب في فريق هو الأحسن وقتها في الجزائر ونال معنا لقب 2002. ولكن فيما بعد لم يسير ڤنيفي مشواره جيدا، رغم أن السن الحالي من المفترض أن يكون سن العطاء بالنسبة له (ڤنيفي من مواليد 1980)، للأسف ضاع عليه مشوار لاعب كبير. في نهاية موسم 2000-2001 كنت على وشك التوقيع للترجي التونسي، ثم فجأة وجدناك في إتحاد العاصمة كيف سارت الأمور؟ الاتصالات مع الترجي التونسي ورئيسه سليم شيبوب لم تكن وليدة ذلك الصيف، حيث تناولت وجبة العشاء رفقة شيبوب وسرّار في فندق البارون بمصر شهر مارس 2001، لما كان شيبوب محافظ لقاء مصر– الجزائر في إطار تصفيات كأس العالم 2002 (مقابلة 5-2). وبعد العودة من القاهرة ب 3 أيام تنقلت أنا وسرّار من جديد إلى تونس وكنت وقتها مصابا، وكانت الأمور “تمشي” وبعدها مكتوب ربي لم يشأ أن ألعب في تونس. ماذا حصل حتى لم تمض؟ والله أنا لحد الآن “ما علابالي” لماذا لم أمض في الترجي، رغم اتفاقي مع شيبوب على كل الأمور. والأكثر من ذلك أنه بعد عدم توقيعي في الترجي جاءني رئيس النجم الساحلي جنيّح، وحتى رئيس النادي الإفريقي جلب لي الأموال، والصحفيين، والقميص الرمزي و«السيال” لأمضي ولكن لم أوقع ولا أدري لحد الآن ما هو سبب عدم لعبي في تونس، رغم اتفاقي مع مسؤولي الفرق الثلاثة الكبرى هناك (الترجي، النجم والإفريقي). بحديثك عن مباراة مصر- الجزائر التي انتهت ب (5-2)، هل لنا أن نعرف ماذا حصل في تلك المباراة؟ خسارتنا في مصر 5-2 يتحملها جداوي، لأن العديد من اللاعبين شاركوا في المباراة “ذرّاع” عليه، والحارس بوغرارة كان مصابا ولعب المباراة. وفي مخالفة الهدف الثاني الذي سجله السقا ظهر كل شئ، والتشكيلة التي دخلت ليس هي التي كان جدواي يحضرها للعب. من كان من المفترض أن يلعب؟ كان من المفترض أن ألعب أنا ومصابيح في الخط الأمامي، ومضوي وحدو أساسيان معنا، كما كان سيلعب الحارس بلهاني بسبب إصابة بوغرارة، لكن بعدها دخل فريق آخر. ^^ قولك إن لاعبين دخلوا “ذراع” هل معناه أن جداوي خاف من بعض اللاعبين؟ أكيد خاف، فقد كان من المفترض أن ألعب أنا، حدو، مضوي وبلهاني كأساسيين، لكننا وجدنا أنفسنا في مقعد البدلاء، ومن الصدف أن جداوي أخرج أمامنا الورقة التي كان كتب فيها التشكيلة الأساسية التي كان من المفترض أن تدخل وكانت أسماؤنا كلها أساسية، لكنه أعطى تشكيلة أخرى و”تڤلبت لافلاك”، الأكيد أن جداوي كانت عليه ضغوطات لا أدري من أين العلم للّه. (5-2) أعادت الكرة الجزائرية سنوات إلى الوراء، أليس كذلك؟ هذا أكيد فقد أعادت تلك النتيجة الكرة الجزائرية سنوات إلى الخلف، واستقال رئيس الفاف كزال “وتفرفدت” بصفة عامة. ولكن بعدها بأسبوعين كانت هناك مواجهة في بورندي في إطار تصفيات كأس إفريقيا، وكنت أنت مسجل هدف الفوز هناك هل تتذكر؟ في ذلك الوقت لم تكن تصفيات كأس إفريقيا والعالم تجرى بصفة مشتركة، بل كانت لكل منافسة تصفياتها، وبعد الخسارة أمام مصر في كأس العالم ومغادرة جداوي، تم الاستنجاد بالشيخ كرمالي وزوبا من أجل قيادة الفريق في مواجهة بورندي في العاصمة بوجمبورة وكانت بورندي وقتها تعيش حربا أهلية، وكان لا بد على الفريق الوطني الفوز من أجل التأهل إلى كأس أمم إفريقيا بمالي 2002. وكيف كان اللقاء في بورندي؟ اللاعبون المغتربون وقتها وبعد الخسارة أمام مصر قدموا حججا لعدم المجئ إلى بورندي، ولم يحضر معنا سوى بلباي وبلماضي، والباقي من عناصر البطولة الوطنية. وفزنا 1-0 وسجلت أنا الهدف الوحيد، ثم تعادلنا ب 2-2 في لقاء آخر وسجلت أنا هدفا ما سمح للفريق الوطني بالتأهل إلى مالي. بعد عدم إنضمامك إلى الترجي، إلتحقت باتحاد العاصمة في صيف 2001، كيف أقنعك عليق؟ أديت موسما خارقا في 2000-2001 وكنت هدّاف البطولة الوطنية، في ذلك الموسم تشكل مكتب جديد لوفاق سطيف مكوّن من علي خوجة، دريدح وغيرهم اتصلوا بي ليس من أجل البقاء في الوفاق. ولكن من أجل ماذا؟ من أجل إعادة مناقشة النسبة التي يحصل عليها الوفاق مقابل تنقلي إلى تونس، حيث قالوا لي إن النسبة قليلة ويجب مناقشتها من جديد، وأجبتهم بأنني لن ألعب في تونس بل سألعب في الجزائر. وكيف كان اتفاقك مع عليق؟ تنقلت إلى مكتب عليق في العاصمة، واتفقنا في 5 دقائق على كل الأمور وخرجنا “متراضيين”، وأعطاني صكوك ضمان مقابل حقوقي المالية ولكننا سرعان ما أعدتها له. لأنني كنت مصابا في تلك الفترة وقلت له لما أبدأ اللعب سدد مستحقاتي، وكانت الثقة متبادلة بيننا، بصراحة كان عليق الرئيس الذي لم يحدث لي معه أي مشكل في مشواري الكروي. بعد الشفاء من الإصابة كان دخولك الأول أمام مولودية وهران وسجلت هدف المباراة الوحيد. فعلا، بعد أن غبت عن الجولات الأولى كان تواجدي الأول أمام مولودية وهران أين بقيت في مقعد البدلاء، ودخلت في آخر ربع ساعة وكانت النتيجة متعادلة وسجلت الهدف الوحيد قبل 6 دقائق عن نهاية تلك المباراة، يومها سمعت للمرة الأولى أهازيج “الشبكة يا بورحلي هذا عام الدوبلي” وكانت أحسن بداية. موسمان مع الاتحاد كانت الحصيلة بطولتان وكأس للجمهورية وكان الفريق هو الأقوى في الجزائر، أليس كذلك؟ في ذلك الوقت (من 2001 إلى 2003) كانت في الإتحاد إمكانات مالية كبيرة وأيضا أرمادة من اللاعبين في صورة دزيري، عشيو، حمدّاني، زغدود، مفتاح، بن شرڤي، حاج عدلان، غول، مزاير، عبدوني وكلهم مروا من المنتخب الوطني، كانت تشكيلة تمتع وتبدع وسيطرنا على البطولة في الموسم الأول وحصلنا على “الدوبلي” في الموسم الثاني. لكن رغم كل تلك الأرمادة لم يحصل الاتحاد على لقب إفريقي رغم أنه كان قريبا أمام الوداد البيضاوي، ماذا حصل في تلك المباراة؟ كان هناك ضغط شديد علينا بعد أن تعادلنا في مباراة نصف النهائي أمام الوداد البيضاوي في الدارالبيضاء (0-0) وأصبحنا قريبين جدا من المباراة النهائية، لكن في الإياب الكواليس لعبت ضدنا ورئيس “الواك” استغل الموقف و«خدمولنا” الحكم التونسي، لو تعيد مشاهدة شريط اللقاء تجد أن ركلة الجزاء التي منحها لهم الحكم كانت غير شرعية وسقوط اللاعب كان قبل خط منطقة العمليات، وأظن أنه لكي تحصل على كأس إفريقيا يجب عليك أن تكون قويا في الكولسة، هذا الأمر موجود منذ سنوات ومازال مستمرا إلى اليوم. هل كان الاتحاد ضعيفا في “الكولسة” وقتها رغم تواجد عليق. نتيجة مباراة الذهاب خدعتنا لأنه كان لدينا فريق كبير ولا نحتاج إلى مساعدة أي كان ولم نقرأ حسابات التحكيم، بصراحة لو كان الحكم نزيها فقط لحصلنا على تلك الكأس لأننا في النهاية تمكنا في العودة في النتيجة (2-2) وأنا سجلت الهدفين وكان ينقصنا هدف واحد للمرور إلى المباراة النهائية، الجيل الذي كان موجودا وقتها في إتحاد العاصمة حصل على كل شيء إلا كأس إفريقيا التي مررنا فيها جانبا في عدة مناسبات لكن الله غالب. لعبت مع إتحاد العاصمة واحدة من أحسن المباريات في مشوارك أمام مولودية وهران في كأس الجزائر، هل تتذكرها؟ فزنا في تلك المباراة بنتيجة (3-0)، قبلها بأسبوع كنا قد استقبلنا “الحمراوة” في بولوغين في إطار الجولة قبل الأخيرة للبطولة الوطنية ويومها قام الطاقم الفني لمولودية وهران بجلب لاعبي الآمال فقط وإراحة كل الأكابر تحسبا للقاء الكأس وفزنا عليهم بنتيجة 8 أهداف في البطولة الوطنية. وكان اللقاء من جديد بعدها بأسبوع في ملعب “الفيرم” بالشلف. في هذا اللقاء كانت درجة الحرارة 42 درجة مئوية في الفيرم ومنذ البداية سيطرنا على اللقاء وصنع دزيري الهدف الأول بعد أن خطف الكرة في وسط الميدان ومرّر لي في العمق لأسجل الهدف الأول، لنضيف بعدها الثاني والثالث ونتأهل إلى المباراة النهائية التي فزنا بها في البليدة (2-1) على شباب بلوزداد. في موسمك الأول مع الاتحاد سجلت هدفا مرة أخرى في مرمى لزوم. كان هدف جميلا في “داربي” مليء بالإثارة، وقد سجلته بعد أن راوغت لزوم داخل منطقة 6 أمتار وجعلته يرتمي في الفراغ وأسجل بعدها بسهولة في مرمى شاغر ولا أنسى يومها العنوان العريض لجريدة “الهدّاف” “بورحلي طيّح لزوم وخلّى المولودية تعوم”. في الموسم نفسه لعبت وسجلت أمام الوفاق هدفين في بولوغين، كيف كان إحساسك؟ كانت المقابلة في ملعب بولوغين وكانت البلاد في ظرف خاص بسبب الفيضانات التي غمرت حي باب الواد، وكنا نحن في الصدارة والوفاق يعاني في أسفل الترتيب وكانت النتيجة تتجه نحو التعادل السلبي، لكن قبل 10 دقائق من نهاية اللقاء كان خالد إسماعيل المدافع الأيسر للوفاق يقوم بالمراوغة وقام بتمرير الكرة بين أرجل حاج عدلان (petit pont) وأراد أن يقوم بالعمل نفسه معي فقمت بخطف الكرة منه بالعقب وتمريرها إلى بن شرڤي الذي سجل الهدف الأول، قبل أن أضيف أنا الهدف الثاني بعد تمريرة من حاج عدلان. وكيف كان إحساسك؟ الوفاق كان يعيش ظروفا صعبة للغاية لذلك كان إحساس صعب جدا عليّ وأنا أسجل عليه. في تلك المباراة أخرج لك الحكم البطاقة الحمراء ثم أعادها عندما كانت النتيجة متعادلة، ماذا حصل بالضبط وبقيت فوق الميدان؟ كانت هناك مناوشة بيني وبين حكم التماس وكنت قد تحصلت قبل ذلك على إنذار، وقد اختلطت الأمور بصفة عامة فوق الميدان، ما جعل الحكم يقوم بتغيير الإنذار ومنحه إلى دزيري، مما جعلني أبقى فوق الميدان وأكمل اللقاء. هل تعرض الحكم إلى ضغوطات لتغيير الإنذار وبالتالي إنقاذك من البطاقة الحمراء؟ (يضحك) هذا أكيد، تعرض الحكم إلى ضغوطات حتى لا أخرج، خاصة أنه كان لنا لقاء صعب في الأسبوع الموالي. رفضت المشاركة في لقاء الإياب بسطيف الذي سجل فيه زرڤان في مرمى فراجي في (د90+10)، فماذا حصل؟ تعرضت لضغط رهيب من إدارة إتحاد العاصمة لكي أشارك في اللقاء أمام الوفاق في 8 ماي، لكن في الجهة المقابلة الوفاق كان سيسقط لو تعادل في اللقاء، لذلك رفضت اللعب لأني لو لعبت وسقط الوفاق إلى القسم الثاني ستبقى مسجلة علي كنقطة سوداء، لذلك رفضت اللعب وتعرضت لغرامات مالية ب 70 أو 80 مليون سنتيم كعقوبة من إتحاد العاصمة، لكنها ما “تغيضش” المهم أن الوفاق بقي في القسم الأول والاتحاد توج بطلا في النهاية لموسم (2001-2002). لتكون العودة من جديد إلى الوفاق في صيف 2003، ما الذي شجعك على العودة؟ بعد نهاية عقدي مع الاتحاد لموسمين اتصل بي سرّار وأكد لي أن الوفاق يريد تغيير السياسة واللعب على الأدوار الأولى وتم استقدام لاعبين آخرين (عباسي، بن شعيرة، كبابي)، فعدت وأتذكر أننا أدينا موسما مشرفا واحتللنا المرتبة الرابعة التي سمحت للوفاق بلعب دوري أبطال العرب بعد أكثر 14 سنة لم تلعب فيها سطيف أية منافسة خارجية. في رمضان من تلك السنة أردت المغادرة ثم توجهت إلى العمرة، ماذا حصل بالضبط في ذلك الموسم؟ بدأنا جيدا في ذلك الموسم وبدأ الضغط علينا، بصراحة كان بعض اللاعبين في الوفاق في ذلك الموسم كانوا “يتنيفقو” ولما تصل المباريات الصعبة “واحد يلعبها مريض وواحد يتعاقب” وأصبح الضغط عليّ، إذا فاز الفريق بورحلي وإذا خسر الفريق بورحلي. وكان قرارك بالمغادرة أمام شباب باتنة. اللقاء جرى في أول يوم رمضاني وفي أول دقيقة سجل علينا “الكاب” هدفا أتذكره جيدا حيث سدّد بن رابح الكرة وأراد بن دريس أن يبعدها فاصطدمت به وخادعت بلهاني، وبدأ كل الملعب يشتم بورحلي ومنذ الدقيقة الأولى، لا أدري ما هو السبب ورغم أنني عادلت النتيجة إلا أن الشتم تواصل نحوي وأصبحت لا أطيق. رميت الحذاء، هل كنت تعني بهذا المغادرة؟ فعلا، غادرت قبل نهاية اللقاء بدقائق بعد أن تجاوز السب كل الحدود، لم أعد أتحمل الضغط الذي كان مفروضا عليّ وخاصة أنه كانت لي العديد من الاتصالات وقتها من الاتحاد، مولودية الجزائر وكذا شبيبة القبائل، لكن سرّار رفض مغادرتي لذلك فكرت في استراحة نفسية وتوجهت إلى أداء مناسك العمرة في أواخر شهر رمضان مباشرة بعد أن لعبت المواجهة أمام الشاوية في أم البواقي، وبعد ذلك استرحت أكثر من الناحية المعنوية وعدت بصفة عادية بعد عيد الفطر. الوفاق وصل إلى الصدارة، لكنه لم يحافظ عليها، لماذا؟ كان لنا فريق جيد ولاعبون لهم خبرة مثل رحيم، كبابي، عباسي، لكن كان ينقصنا لاعبان أو 3 من أجل اللعب على البطولة،لأنه لم تكن هناك بدائل وعند الإصابات أو العقوبات يكون أداء التشكيلة ناقصا كثيرا. مرة أخرى تكون لك قصة في صيف 2004، جددت في الوفاق ثم أخذت وثائقك بطريقة غير مفهومة من سرّار، فماذا حصل في الوثائق؟ بعد نهاية الموسم الكروي واحتلال المرتبة الثالثة أراد سرّار أن يستغني عن بعض اللاعبين ويجلب آخرين من أجل لعب دوري أبطال العرب، وكنت أنا من اللاعبين الذين تم الاتفاق على بقائهم ووقعت عقدي بصفة عادية وبدأت التدريبات ضمن المجموعة، لكن المشاكل بدأت مع المدرب وزاد الضغط عليّ أكثر بعد مغادرة اللاعبين لأنني ابن سطيف لذلك فكرت طويلا ووصلت إلى القناعة بضرورة المغادرة. لكن المشكل كان في أنك أمضيت مع الوفاق. تحايلت على سرّار وقلت له إن المدرب لا يعتبر أنني أمضيت في الوفاق وبعد أن أريها للمدرب سأعيدها لك، سرّار “دار لامان” وأعطاني الوثائق فأخذتها وتوجهت إلى العاصمة أين أمضيت من جديد في “سوسطارة”. إذن “كلحت” سرّار الذي عقد ندوة صحفية واتهمك بالخيانة. فعلا، سرّار قام بمؤتمر صحفي وتنقل أيضا إلى إذاعة سطيف واتهمني بالخيانة وبكثير من التهم الخطيرة. فضّلت الصمت وقتها ولم ترد، لماذا؟ لم يكن بإمكاني أن أرد لأنني قدرت الظروف التي كان فيها والضغط الذي كان عليه من الأنصار، وبعدها التقيت مع الوفاق في تونس لما كان الفريق السطايفي في تربص بمقر الترجي في وقت كنا مع الإتحاد على موعد مع مواجهة في إطار رابطة أبطال إفريقيا، إلتقيت هناك مع اللاعبين جميعا ومع المدرب خلفة وعصماني مدرب الحراس، وسارت كل الأمور على أحسن ما يرام معهم. حصلت على البطولة من جديد مع اتحاد العاصمة، وحصل لك مشكل مع مناد. الذين يعرفون حقيقة القصة بيني وبين مناد يعلمون بأنني صادق في ما أقول، فقد كنت في تربص الفريق الوطني لمدة 8 أيام ولم أعلم حتى بالتغيير الذي حصل على مستوى العارضة الفنية بذهاب سعدي ومجيء مناد، وكنت قد اتفقت مع سعدي على أن أتنقل إلى البيت بعد نهاية التربص لأبقى يومين إضافيين ثم أعود، ولم أكن أعلم أصلا بأن مناد هو المدرب. وكيف كانت بداية المشكلة معه؟ لما عدت إلى التدريبات تحدث معي مباشرة وقال لي “يلزم التدريبات وما نعرف واش”، حاولت أن أفهمه أنني قد إتفقت مع سعدي مسبقا على إضافة يومين، لكنه أمام تلمسان لم يقحمني وقام بإبقائي في مقعد البدلاء، لكن “ربّي ما فيه إلا الخير” فقد سجلت هدف الفوز وجلبت ركلة جزاء وبعدها كان لقاء الموسم أمام شبيبة القبائل و”درت أنا ثاني رايي”. ماذا فعلت بالضبط؟ قمت عمدا بعدم التدرب لمدة يومين، لأنه وصل لقاء شبيبة القبائل وكانت مقابلة الموسم ومصيرية وكانت كل الجزائر تنتظر اللقاء، وكنت أعلم مسبقا أنني سألعب أساسيا أمام القبائل حتى لو لم أتدرب، وفعلا ورغم عدم تدربي إلا أن مناد أشركني أساسيا أمام القبائل وفزنا (2-0)، لكن بعدها جاءت مقابلة الزاوية الليبي وأراد أن يُعيد تهميشي من جديد وهناك “كلاطات بيني وبينو” وضاعت على الإتحاد وقتها فرصة ذهبية في كأس إفريقيا أمام الأهلي المصري لما فازوا علينا في بولوغين (0-1)، ممكن عقلية مناد هي التي شوّشت على المجموعة لأنه بعد الإقصاء أمام الأهلي فازت علينا المولودية في 5 جويلية وكانت النهاية. في الوقت نفسه وقعت لك المشكلة رفقة مزاير مع الفريق الوطني، ماذا حصل بالضبط؟ بيني وبين ماجر كشخص لا يوجد أي مشكل، أما في الفريق الوطني في تلك الفترة أحسست نفسي مهمّشا ووقعت حادثة كانت السبب في ما حصل مع ماجر، لأنه في اليوم الأول من التربص كان لنا موعد على الساعة 11 صباحا في 5 جويلية، لكن لاعبي شبيبة القبائل لم يلتحقوا في الموعد المحدد وتأخروا بساعة وبقينا كلنا ننتظرهم في الحافلة وماجر لم يقل شيئا، وفي اليوم الموالي أعطانا البرنامج وذهبت أنا ومزاير صبيحة اليوم الموالي من أجل تناول وجبة الفطور وتأخرنا ب 5 دقائق، لكن ماجر أرسل لنا مسؤول العتاد وطلب منا عدم المجيء، لا أظن أن عدم الإنضباط يكون بتأخر 4 أو 5 دقائق في الفطور، في حين أن لاعبين آخرين تأخروا عن موعد حصة تدريبية بساعة كاملة ولم يحصل شيء. وكيف طلبت منه المغادرة؟ فهمت أنه “حاب يدير بيّا الإنضباط” وتحدث معي في غرفتي وقلت له ما “تزيدش تعيّطلي”، في حين أن مزاير كان له ظرف آخر لا يعلم به إلاّ هو وأظن أنه هو الآخر لم يقدّروا ظروفه لأنه أراد المغادرة لأنه “ماكانش مليح”. في هذه النقطة ألا ترى أنك تسرّعت في مغادرة الفريق الوطني؟ يمكن أن تقول إنني تسرّعت ظاهريا، لكن في الواقع لم أتسرّع لأن اللاعبين المحليين تعرضوا إلى تهميش كبير في الفريق الوطني ولما كنا نذهب إلى إفريقيا كنا نحن من يلعب ولما تكون المقابلات في الجزائر لا نستدعى وإن استدعينا يكون ذلك من أجل مقعد البدلاء، أنا لم أقم بمشكل كبير ولكن لما لاحظت عدم معاملة اللاعبين بنفس مقياس الانضباط قلت ل ماجر “ما تزيدش تعيّطلي” مع تقديري واحترامي لتاريخه الكبير كلاعب.