تتواجد أكثر من 7 أسر تابعة لعائلة (بن ميلود) في شارع مداد بوعلام ببلدية معالمة في العراء منذ نهاية جانفي الماضي إلى غاية اليوم أي منذ بداية موجة الصقيع والعواصف الثلجية التي لا زالت تجتاح الجزائر، حيث تصارع البرد والصقيع تحت خيم قاموا بتنصيبها بالقرب من بيوتهم القديمة التي طردوا منها بقرار من المحكمة التي قضت بخروجهم ليجدوا أنفسهم في الشارع وفي مواجهة مصير مجهول· تشردت العائلات بعد سكنها في هذا الحوش منذ الاستقلال وفجأة وجدت من يطالبها بالخروج منه بظهور بعض الورثة الذين توجهوا إلى القضاء من أجل طرد هذه العائلات المتمسكة بحقها في غياب التكفل بهم من طرف السلطات المحلية وعلى رأسها البلدية التي لم تستطع مد يد العون لهم من خلال توفير مسكن لإيوائهم بعيدا عن هذا البرد، فلقد تفاجأت هذه العائلات بعد أن لجأت إلى بلدية معالمة بردة الفعل السلبية للمسؤولين فيها من خلال عدم قدرتهم على مساعدتهم، وبالتالي عليهم تدبر أمرهم لوحدهم·· والمهين في الأمر أن معظم أفراد عائلة بن ميلود كانوا ينشطون ضمن جماعات الدفاع الذاتي بالمنطقة أيام المحنة التي عاشتها الجزائر، وبعد أن دافعوا عن كرامة الوطن من خلال حماية أبنائه خاصة سكان المنطقة وجدوا أنفسهم مظلومين مشردين في العراء مع والدتهم التي تبلغ من العمر 70 سنة التي تعاني من عدة أمراض مزمنة منها السكري، كما تضم هذه الأسرة ابنا معاقا بسبب تعرضه إلى انفجار قنبلة سنة 1996 أي أنه من ضحايا الإرهاب إلا أن كل هذا لم يشفع لهم للاستفادة من حقهم الشرعي في جزائر 2012 ·· وفي ظل هذه الظروف فإن هذه العائلات وجدت كل الأبواب مغلقة أمامها إلا الشارع الذي احتضنها، فيما تفرق شمل أفراد العائلات ما بين الأقارب خاصة الأطفال منهم الذين يفوق عددهم 10 أطفال، فلم يكن الحل أمامهم إلا قطع الطريق لعدة مرات إلا أن ذلك لم يفدهم بل أجبروا على فتح الطريق بعد عدم تلقيهم لأي وعود بشأن حل أزمتهم ومنحهم سكنا ولو كان مؤقتا، وفي ظل ذلك فإن المجهول يتربص بهذه العائلات التي فقدت الثقة في السلطات المحلية بعد أن تركتها في العراء تصارع البرد والعواصف الثلجية التي تهددهم بالهلاك بردا··