تعيش أرملة وأطفالها السبعة في العراء منذ أسبوع وهي تصارع البرد القارس والجوع المدقع نظرا للحالة المعيشية المزرية جراء انعدام أي دخل شهري أو منحة تقتات منها، بالإضافة إلى انعدام أدنى وسائل الحياة الكريمة داخل بيت مشيد من الكارتون والزنك لا تتعدى مساحته أربعة أمتارمربع، حيث تعاني هذه الأم وأطفالها في صمت، وما زاد الطين بلة هو تسرب مياه الأمطار إلى الكوخ مخلفة إتلاف كل الأفرشة واللوازم المتواضعة التي تملكها هذه العائلة، وبالرغم من نداءات الاستغاثة التي وجهتها للسلطات المحلية ببلدية الأبيار إلا أنها لم تكترث للوضع العصيب الذي تمر به هذه العائلة التي تعد من بين أفقر العائلات المتواجدة على مستوى منطقة الطقارة التابعة للبلدية المذكورة، ولولا تدخل المحسنين والجيران وتضامنهم مع هذه العائلة لماتت من صقيع البرد والجوع الذي يلازمها على مدار السنة، علما أن هذه العائلة تعيش على صدقات أهل البر والجيران المحسنين، وقد وقفت (أخبار اليوم) على حجم معاناة عائلة بلحاجي خلال هذه الأيام الباردة وانتابتنا الدهشة بمجرد دخولنا، حيث وجدنا ذلك البيت المتكون من غرفة يسبح في المياه والأفرشة مبللة وأبناء هذه السيدة خاصة الطفل عبد الرؤوف الصغير البالغ من العمر أربع سنوات يرتدي ثيابا صيفية وأسنانه تصطك من البرد وكذا أخواته الذين يكبرونه بسنوات فقط يصارعون نفس المصير، وتقول السيدة بلحاجي إنها قضت ليالي بيضاء دون أن تغمض عينيها بسبب انجراف التربة وتسرب مياه الأمطار إلى كامل الكوخ، كما اشتكت من انعدام أبسط الضروريات من غاز ومدفئة وماء كما لو كانت في إحدى القرى المعزولة مع أنها لا تبعد إلا بأمتار على أكبر المؤسسات الحساسة في الدولة على غرار وزارة الدفاع والثكنة العسكرية المجاورة، فضلا عن فندق الأوراسي وغيرها من المؤسسات المؤطرة· وفي ذات السياق تناشد هذه الأرملة وأطفالها السلطات المحلية إدراجها ضمن العائلات المرحلة إلى سكنات اجتماعية ملائمة تحفظ كرامتها وتقيها من حياة التشرد التي لازمتها منذ أكثر من 15 سنة بعد وفاة زوجها تاركا لها مسؤولية كبيرة على عاتقها وترجو هذه الأخيرة من السلطات ووزارة التضامن تمويلها بالأفرشة والبطانيات لتدفئة أبنائها وأغذية كون أطفالها يتضورون جوعا وبردا·