لا تزال صيغة البيع بالتقسيط للأجهزة الكهرومنزلية تلقى رواجا كبيرا أوساط الجزائريين الذين وجدوا فيها الحل الأمثل لتأثيث منازلهم واقتناء ما يحتاجون إليه من أدوات منزلية مختلفة، كأجهزة التلفاز، والثلاجات، والغسالات الكهربائية، وغيرها من الأجهزة الكهرومنزلية التي أضحت اليوم ضرورة حتمية في كل بيت· وقد ظهرت هذه الصيغة في الجزائر قبل عدة سنوات، وشملت في وقت سابق حتى السيارات قبل أن تتوقف بالنسبة لهذه الأخيرة، وتظل مستمرة بالنسبة للأجهزة الكهرومنزلية المختلفة· وإن كان بعض المواطنين يجدون ضالتهم وراحتهم في هذه النوع من البيع، فإن آخرين يحاولون قدر الإمكان تجنبه بالنظر لما يكلفه من مبالغ مالية إضافية طيلة فترات طويلة قد تتجاوز أحيانا 12 شهرا، وتنتهي إلى دفع ضعف مبلغ الجهاز المقتنى، في حال لو تم شراؤه دفعة واحدة، تقول السيدة (سهيلة) من باب الواد التي اقتنت جهاز تلفاز ذو شاشة كبيرة، أنها ظلت تدفع طيلة 18 شهرا كاملة مبلغ 4100 دج، رغم أن ثمن الجهاز في بقية المحلات العادية لا يتجاوز 40 ألف دج، ولكنها وجدت نفسها تدفع أكثر من 72 ألف دج فقط لأنه بصيغة البيع بالتقسيط، قائلة إنها لن تعيد الكرة مطلقا، خاصة وأن راتب زوجها المتقاعد ضعيف للغاية، ولا يتبقى لها بعد اقتطاع الأقساط الشهرية إلا الشيء اليسير جدا، مفضلة التوفير من مصروف البيت وشراء جهاز تلفاز بثمنه الحقيقي عوض اللجوء إلى التقسيط الذي يمنحها فعلا الجهاز الذي ترغب به، مقابل مبلغ مالي يتم اقتطاعه من الراتب كل شهر· وإن كان الراتب الضعيف للسيدة المعنية قد صعب عليها مهمة اقتناء ما تحتاج إليه من أجهزة وأدوات مختلفة في منزلها، فإن آخرين يعتقدون أنه الحال المثالي، لا سيما بالنسبة للذين تكون رواتبهم مرتفعة نوعا ما، فلا يشعرون بثقل الأقساط الشهرية، ويفضلون تأثيث منازلهم بكل ما يحتاجون ويرغبون فيه، ثم اقتطاع تلك المبالغ من رواتبهم كل شهر، لأنها بعد ذلك لا تؤثر عليهم، مادام ما يحتاجون إلى توفره في المنزل، متوفر منذ البداية، وما يتبقى من الراتب يخصص لبقية الحاجيات الأخرى، عوض التفكير في كل مرة في كيفية اقتناء تلفاز أو غسالة أو ثلاجة، أو غيرها من الأجهزة التي يتجاوز سعرها 3 ملايين سنتيم أحيانا· وبالمقابل، يقول أحد أصحاب وكالة لبيع الأجهزة الكهرومنزلية المختلفة بالتقسيط في نواحي الحراش، أنهم يعملون على مساعدة كافة المواطنين الراغبين في اقتناء جهاز ما، حتى وإن كان القسط الذي عليهم دفعه مرتفعا مقارنة برواتبهم، وذلك عبر الاتفاق على تخفيض القسط، مقابل تمديد فترة الدفع لمنح الفرصة لكافة الراغبين في اقتناء الأجهزة الضرورية لهم في منازلهم، معترفا في ذات الإطار أن المبالغ المالية أثناء الشراء عن طريق التقسيط لأي جاهز كان تكون مرتفعة عنه في حال اقتنائه دفعة واحدة، إلا أن طول فترة الانتظار يتيح للكثيرين، اقتناء ما يحتاجون إليه، كما يتيح لأصحاب هذه المحلات إمكانية تحقيق هوامش من الربح تعوض فترة الانتظار الطويلة التي تستمر أحيانا إلى نحو عامين كاملين·