تعيش المؤسسات التربوية بولاية بجاية ظاهرة خطيرة تمس بالاستقرار التربوي والأمن الاجتماعي، وتتمثل في استفحال العنف في أوساط التلاميذ والخطورة الجوهرية تكمن في استعمال التلاميذ الأسلحة البيضاء مثل الخناجر والسكاكين التي يحملونها في محافظهم ويلجؤون إلى استعمالها أثناء الحاجة داخل الحجرات الدراسية، بتهديد زملائهم وأحيانا أساتذتهم ومعلميهم، ويحدث هذا في غياب كلي للأولياء، وحتى جمعيات أولياء التلاميذ لا وجود لها على الساحة رغم أنها الشريك الأول بدون منازع لقطاع التربية· إن الوضعية الحالية لا تسمح في أي حال من الأحوال التحكم في الاستقرار والانضباط التربوي، أمام تخوف الأسرة التربوية من جهة وحتى التلاميذ أنفسهم من جهة أخرى، وهذا يتطلب معالجة فورية وصارمة، بإعطاء صلاحيات واسعة لمسؤولي المؤسسات التربوية قصد التدخل في الوقت المناسب، وتطهير هذه المؤسسات من العناصر التي تحاول المساس بحرمة وقداسة المدرسة الوطنية، وأثبتت التجربة والمعطيات الميدانية أن عامل المخدرات وانتشارها ولو نسبيا في أوساط التلاميذ هو المسبب الرئيسي لهذه الظاهرة، وترى الأسرة التربوية أنه من الضروري تفعيل جمعيات أولياء التلاميذ من جهة وتوفير أخصائيين نفسانيين في المؤسسات التربوية، لمعالجة القضايا الصحية التي تطرأ من حين لآخر، وقد تم تسجيل عدة حوادث سواء في حق المتمدرسين من قبل زملائهم أو ضد الأساتذة والمعلمين، حتى وإن كانت الأرقام الحالية تبدو في نظر البعض أنها لا تشكل أي خطر على مستقبل المدرسة، إلا أن الاحتياط واجب والوقاية خير من ألف علاج، والمطلوب من الجهة الوصية التدخل لفك طلاسم هذه المعضلة وتنقية المرافق التربوية والتعليمية من الشوائب التي تحدث ضررا على المصلحة العامة وهذا بلا شك يتطلب مجهودا أكبر من خلال القيام بدراسات ميدانية مستمرة للكشف عن الأسباب الحقيقية التي تكون وراء هذه الظاهرة، مع إنشاء بنك للمعلومات الذي من خلاله يتم اتخاذ إجراءات وآليات للمعالجة النفسية والتربوية، ولعل ذلك سيساهم إيجابا في مجالين الأول التخفيف من معاناة الأسرة التربوية والثاني هو وضع إستراتيجية واضحة المعالم تعيد للمدرسة مكانتها في المجتمع، من خلال إقحام الأولياء في تحمل جزء من المسؤولية المنوطة بهم، كما أن قدرات المؤسسات التربوية الحالية في معالجة الجوانب الأمنية والتربوية محدودة جدا، والقائمون عليها يتخوفون من تبعات الإجراءات التي قد يتخذونها ضد أي عنصر يريد النيل من الاستقرار أو الأمن التربوي والبيداغوجي، ولعل هذا الوضع قد يعيد المشكلة للطرح على طاولة الدراسة والمناقشة في المستقبل القريب·