بهدف تكوين وسطاء مختصين في تسيير النزاعات بالوسط التربوي، تحتضن ثانوية حمو بوتليليس بوهران، أول مبادرة لمحاربة العنف المدرسي، من خلال استفادة عدة تلاميذ من مختلف الأطوار التعليمية من برنامج تكويني لكيفيات تسيير هذه النزاعات، التي أصبحت تعرف انتشارا واسعا وخطيرا على مستوى العديد من المؤسسات التربوية. وتشرف على عملية التكوين هذه، السيدة بونقاب آمنة بصفتها منسقة الصحة المدرسية بوهران، وكذا رئيسة مكتب التوجيه والتقويم بمديرية التربية بوهران وعدة مختصين في محاربة هذه الآفة الاجتماعية، التي ما انفكت تعرف انتشارا مخيفا بالمدارس والوسط التربوي، خاصة بعد تعرض العديد من الطلبة والتلاميذ لتهديدات من طرف زملائهم، إضافة الى اصابة بعضهم بعاهات، وكذا تعرض الأساتذة والمعلمين للعنف من طرف التلاميذ أو حتى أوليائهم. ويهدف هذا البرنامج الأول من نوعه على مستوى الوطن، الى التقليص من حدة العنف داخل المؤسسات التربوية، كما تندرج هذه البرامج التكوينية في اطار البرنامج التربوي للتنمية الاجتماعية والنفسية الهادف الى تحسين ظروف التمدرس. ويشمل البرنامج التكويني تقنيات وأسس الوساطة، حيث سيستفيد منه التلاميذ مساء كل يوم اثنين الى غاية نهاية السنة الدراسية الحالية، ليتولوا بعد ذلك بأنفسهم مهمة ارشاد وتوجيه النصيحة لزملائهم وغرس مناهج ومسار التوجيه المدرسي، حيث أبدى التلاميذ الذين هم في طور التكوين استعدادهم الكامل ليكونوا وسطاء بين زملائهم من جهة، وبين التلاميذ والاساتذة من جهة أخرى. وفي هذا السياق، يأتي برنامج تكوين الوسطاء والمختصين بعد الاسبوع الإعلامي حول كيفيات التواصل دون عنف، وتم خلال هذا الاسبوع الإعلامي، التطرق الى مختلف انواع العنف المدرسي وأسبابه وكيفيات معالجة هذه الظاهرة، والبحث عن انجع وانجح السبل للقضاء بصفة نهائية على ظاهرة العنف. والعنف حسب المختصين حالة من عدم الاستقرار ثم حالة عدم التحكم وعدم القدرة على السيطرة على النفس. كما يؤدي اللجوء الى العنف، الى تخريب الممتلكات، وهو ما يطلق عليه العنف الفردي الناتج عن فشل التلميذ في حياته المدرسية وصعوبة مواجهة أنظمة المؤسسة التربوية والتأقلم معها، ليبقى الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة الظاهرة قبل وقوعها، وهذا من خلال الإبقاء على باب التشاور مفتوحا بين التلميذ والمعلم وكل من له علاقة بالتلميذ، بداية من الأسرة التي هي الخلية الأساسية لمحاربة العنف، ثم المدرسة والمجتمع. ولعل من أهم ما يجب اتخاذه من تدابير لمحاربة العنف المدرسي، ضرورة تنمية وتطوير الوعي المدرسي على مستوى الأسرة والمؤسسة التربوية، بهدف تحقيق الاتصال الدائم، وكذا تدعيم تجربة الإرشاد الاجتماعي والتربوي وربط المدارس بمراكز الرعاية الاجتماعية والنفسية، والتعاون بين المدارس وجمعيات حماية الطفل في رصد ظاهرة العنف ومعالجتها بحكمة وروية.