اختلفت طرق وأساليب العثور على شريكة المستقبل وأضحت تختلف عما كانت عليه من قبل وقضت على الطرق التي يدعي البعض أنها تقليدية، إلا أنها كانت أحفظ لكرامة الفتاة وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أول من يترأس تلك الطرق عبر الانترنت والفايس بوك، وغاب زمن حيث كانت فيه الأم تختار زوجة ابنها بنفسها وتترصدها هنا وهناك في الأعراس والولائم وحتى الجنائز، إلا أنه في الوقت الحالي حلت محلها العلاقات المحرمة والمشبوهة التي لا تؤدي إلى الزواج إلا بقدرة قادر أو عن طريق التعارف عبر الإنترنت وحتى وإن أدت إلى الزواج فهو لن يدوم مطولا· نسيمة خباجة وهناك من العائلات من تناهض تلك الطرق وترى أن الطرق التقليدية هي الأحسن خاصة وأنها أحفظ شرف العائلات والبنات وتؤدي إلى رباط زوجي متين على خلاف ما نراه اليوم متفشيا من حالات الطلاق التي تزايدت بشكل ملفت للانتباه بحيث لا تتعدى العلاقة الزوجية سنة واحدة في أحسن الأحوال وتعتبر الطرق المشبوهة للزواج العصري من بين مسبباتها خاصة وأن بعض طرق الزواج العصري هي مبينية على الأكاذيب التي لا يكتشفها طرفا العلاقة الزوجية إلا بعد الزواج بالنظر إلى عدم الاحتكاك المباشر فتتم مراسم الخطبة وحتى التحضير للعرس عبر الانترنت ولا ترى البنت الخاطب إلا يوم الزفاف، بل منهن من يسافرن إلى بلدان أوربية لوحدهن حتى من دون أهاليهن بسبب لهث بعض البنات إلى الغربة والعيش الرغيد فتخترن المغتربين بدول أوربية الذين يصورون الحياة هناك وكأنها جنة على خلاف الواقع لتفشل تلك الزيجات في آخر المطاف ونسبة الزيجات التي نجحت هي قليلة جدا مثلما كشفه الواقع في مرات عدة· في هذا الصدد، اقتربنا من بعض المواطنين من أجل رصد آرائهم فتباينت بين مؤيد ومعارض لفكرة الزواج العصري التي حلت محل الزواج التقليدي· منهم إحدى السيدات التي قالت أنها تدهش لطريقة الزواج في الوقت الحالي فمن العلاقات المشبوهة إلى مواقع الانترنت مما يؤكد أن زمن الحياء قد غاب والتي كانت فيه الأم هي من تتكفل باختيار كنتها وشريكة حياة ابنها حتى أن ذلك الوقت كثرت فيه علاقات الزواج المبنية على أسس متينة والذي يدوم إلى عتبة من العمر على خلاف ما نراه اليوم ففي الصيف الزواج وفي الشتاء الطلاق على حد قولها، وقالت أنها تفضل العودة إلى طرق الزواج التقليدي كونها الأحسن في كل الأحوال والأنسب لأعراف مجتمعنا· أما الحاجة فهيمة من بلكور فأخبرتنا بطريقة كان ينتهجها الآباء في الماضي وهي تعتمد على النعناع وتميل إلى الفكاهة، إلا أن أهدافها هي جد بعيدة وجد إيجابية بحيث كان الآباء يقومون بوضع غصن صغير من النعناع على آذانهم ويدخلون المقاهي وهي كإشارة منهم توحي على أنهم لهم بنات في عمر الزواج ليتقرب منهم كل من يرغب في الزواج، ورأت أنها طريقة مقصدها الستر ودفع الكشف الذي نجده في الوقت الحالي مما قلل فرص الزواج ودفع الترغيب فيه، بعد أن اختلط الحابل بالنابل وغابت عن العلاقة الثقة فلا الفتاة تثق بمن حولها ولا الرجل بالنظر إلى تعدد الطرق الغريبة لربط تلك العلاقة المقدسة· إلا أن هناك من أيد طرق الزواج العصري وأرجعها إلى قلة فرص الزواج وشح البعض على إتمام الخطوة وتسهيلها، وهو العرف الإيجابي للعائلات في السابق التي كانت تلهث إلى لمِّ شمل زوجين واستكمال نصف دينهما وأخذ الأجر من ذلك، كل تلك الأسباب دفعت بالكثيرات إلى اختيار النصف الآخر عن طريق الإنترنت كونها حسبهن أسهل طريق بالنظر إلى كثرة العروض هناك، إلا أنها في حقيقة الأمر أصعب طريق خاصة وأن بعض الرجال اتخذوها كسبيل للدعابة والمزاح وربط علاقات مع الفتيات لتمضية الوقت·